اسم الله الصمد... مرتبط بقضاء الحوائج، والأنبياء كانوا أكثر مَن فهم لفظ الصمد... فلجأوا إليه في كل عثراتهم... فنجوا جميعاً برحمته وقدرته، الله الصمد لن يعيدك مكسور الخاطر... ييسر لك سبل النجاة من كل أزمة، ويهيئ لك من الأسباب ما تقضي به حوائج الناس.
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن اسم الله الصمد مرتبط بقضاء الحوائج، لذلك كان النبي يدعو: يا ملجأ من لا ملجأ له... يا سند من لا سند له... يا صمد من لا صمد له. إليه يرجع الأمر كله، ناصحاً كل إنسان عندما يكون في أزمة، أو في حاجة هامة عاجلة أن ينادي الله باسمه الصمد، لأنه «يرجع الأمر إليه كله... فهو المقصود لقضاء حوائج العباد كلها».
يشير خالد أن الصمد الذي يحتاج إليه كل أحد، المقصود لقضاء الحوائج كلها، الصمد الذي لا يحتاج إلى أحد ويحتاجه كل أحد، فمن الذي لا يحتاج إلى أحد، هل هناك من يعرف غنياً لا يحتاج إلى أحد، حتى لو كان أغنى أهل الأرض، والله حاشاه أن يحتاج إلى أحد، فلا يحتاج إلى ملك، ولا يحتاج إلى نبي. يحتاجه كل أحد، أما البشر فمهما بلغت مناصبهم ونفوذهم، فهم لا يستطيعون أن يلبوا مطالب كل البشر، ومساعدتهم الآخرين ترتبط بما يملكون، فإن ذهب عنهم، افتقدوا مصدر مساعدتهم الآخرين».
وتابع خالد شارحاً: «هناك معنى آخر للصمد... تقول العرب: بيت مصمود إذا أكثر الناس اللجوء إليه في حوائجهم... المصمود: المقصود في الحوائج كلها... معنى كلمة الصمد... مقصود الخلق كلهم... الذي يلجأ له عند الشدائد... صمدت له أي قصدته... عمرو بن الجموح يقول في غزوة بدر عن «أبي جهل»... فصمدت له، أي قصدته».
وحتى لا تلجأ لغيره... هو الصمد وحده... اذهب له وحده... اجعله مقصودك وحده... اجعله وجهتك وحده... كيف تذل نفسك لغيره وهو الصمد... كيف تلجأ له وعينك على غيره وهو الصمد، اجعل مقصودك هو الله وحده... البشر مجرد تخيلات، صور أمر أمرك بالتعامل معها... لكن قاضي الحوائج هو الصمد... الأسباب كلها عاجزة... الكون كله لا حيلة له إلا بالله».
وذكر أن «الأنبياء كانوا أكثر من فهم لفظ الصمد، فلجأوا إليه سبحانه وتعالى في كل عثراتهم، فنجوا جميعاً برحمته وقدرته... هذا نبي الله إبراهيم عليه السلام، حينما أُلقي في النار لجأ إلى الصمد الجبار، فنجاه منها، وتغيرت طبيعة النار من حرارة وحرق إلى برودة وسلام».
وورى «خالد» أن «النبي صلى الله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة، كان يدعو الله: اللهم اكفنيهم بما شئت، وكيف شئت، إنك على ما تشاء قدير. وهذا نبي الله موسى عليه السلام حينما لحقه فرعون، لجأ إلى القوي الصمد فنجاه الله وشق له البحر كالطود العظيم، وهيأ له أرضه ليمر إلى الجانب الآخر، ولا يلحقه فرعون وجنوده. وهكذا، كل من فرغ قلبه لله، ولجأ إلى الله، وسأل الصمد المتعال، أجاب دعاءه وأعطاه سؤله».
وقال إن «الله الصمد لم يعدك مكسور الخاطر، ييسر لك سبل النجاة من كل أزمة، ويهيئ لك من الأسباب ما تقضي به حوائج الناس، فلا تتأخر عن السعي في مطالبهم، كما أنه لم يتأخر عنك... «إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس... يفزع الناس إليهم لقضاء حوائجهم أولئك الآمنون يوم القيامة»، وكررها ثلاث مرات».
وأشار إلى أن «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو كربة تكشفها عنه أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولئن يمشي أحدكم في حاجة أخيه، والله في عون العيد ما كان العبد في عون أخيه... ومن سار في قضاء حاجة أخيه حتى تتهيأ له... ثبت الله قدمه يوم القيامة يوم تزول الأقدام».
وحث «خالد» على الإكثار من ذكر الله، «فإن ذكره يوسع الصدر، وكلما اتسع الصدر، زادت قدرته على التحمل. ذكر الله يطمئن القلب... يمنح الإنسان راحة نفسية عجيبة... تجعله يعيش في سلام داخلي مع كثرة الذكر «الَذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَه أَلَا بِذِكْرِ اللَهِ تَطْمَئِنُ الْقُلُوبُ» لأنه يلغي كل التشويش في الحياة».
وخلص إلى أن «كل عبادة من العبادات في ديننا لها أثر مختلف على الإنسان، فأثر الصلاة غير أثر الزكاة، وأثر الحج غير أثر الصلاة. فأكثر من ذكر الله، وستجد نفسك في حالة مختلفة، راحة تسكن قلبك، وهدوء يسيطر على تفكيرك وعقلك».