تلعب الفراشات دوراً رئيساً في تطوير التقنيات الجديدة؛ فقد درس خبراء في معهد كارلسروه للتكنولوجيا، في ألمانيا، أجنحة الفراشات من نوع الفراشات الزجاجية التي في أجنحتها مناطق شفافة لا تعكس الضوء. وتمكن فريق من العلماء من التوصل إلى الطريقة التي تتفاعل بها الفراشات مع هطول المطر، وكيف تقوم بحماية نفسها من القطرات.
قام فريق من العلماء، من جامعة كورنيل، بدراسة الطريقة التي تحمي فيها الفراشات نفسها من حبات المطر، مستخدمين في دراستهم كاميرا خاصة تمكنت من تصوير مقطع مصور، بسرعة وصلت لنحو ألف صورة في الثانية؛ للتمكن من تسجيل ردة فعل الفراشات، وطريقة تعاملها مع قطرات المطر.
ووجد العلماء أن أجنحة الفراشات تتميز بهيكل خاص، وعند هطول المطر بسرعة تصل لنحو 10 أمتار في الثانية، فإن الفراشات تقوم بحركة تحمي فيها نفسها باستخدام أجنحتها من حبات المطر.
محولة أجنحتها لسطح تحتمي تحته، وبوضعية مائلة حتى تنزلق حبات المطر، الأمر الذي يسمح بحمايتها من المطر، بحسب الدراسة التي نشرت على موقع National Academy of Sciences.
مساعدة العلماء لمراقبة تغير المناخ:
نظراً لحساسيتها تجاه التغيرات المناخية، فإن الفراشات مفيدة للعلماء الذين يراقبون تغير المناخ حول العالم؛ إذ تؤثر التغيرات في درجة الحرارة على المواقع التي تختارها الفراشات لوضع البيض، والعدد الذي تضعه، وتطور اليرقات وبقائها على قيد الحياة.
وتعد الفراشات مؤشراً للصحة العامة للنظام البيئي، فوجود عدد أكبر من الفراشات معناه أن النظام البيئي في حالة جيدة، فالتغيرات البسيطة في النظام البيئي تؤثر عليها؛ لأن فترة حياتها قصيرة، وتجعلها تتفاعل بسرعة كبيرة مع مثل هذه التغيرات.
وتعتبر محمية «وادي الفراشات»، على جزيرة رودس اليونانية، أكبر موطن للفراشات في العالم، حيث تجذب آلاف السياح من جميع أنحاء العالم؛ لمشاهدة تجمع ضخم للعديد من الفراشات ذات الألوان الزاهية، كما تتمتع محمية «Monarch Butterfly Biosphere»، في مدينة مكسيكو، بشعبية كبيرة بسبب الفراشات، ويوجد العديد من المحميات للفراشات في اليابان وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.
كيف تحمي الفراشات نفسها من الموت تحت المطر؟
- ثقافة وفنون
- سيدتي - مي مصطفى
- 17 يونيو 2020