هند صبري، اسم يرمز إلى فنانة شقت طريقها بنجاح في بداية الألفية الجديدة في الوطن العربي؛ لتصبح واحدة من نجمات الصف الأول في غضون سنوات قليلة، واسم يرمز إلى امرأة مناضلة درست المحاماة وورثت عن والدها حب الحرية؛ فكرست الجانب الأكبر من حياتها وفنها لدعم بنات جنسها، واسم يرمز إلى زوجة وأم نجحت في أن تؤسس عائلة سعيدة على أساسين متينين هما الحب، والتفاهم.
«سيدتي» حاورتها؛ لتكشف لنا عن جوانب جديدة في حياتها الفنية والشخصية، وما الذي تغير في حياتها بعد بلوغها سن الأربعين؟ وكيف غيرت فترةُ الحجر المنزلي في زمن «الكورونا»، من نظرتها إلى الحياة.
تنتظرين عودتكِ إلى الدراما التليفزيونية في 2021 بعد غياب 4 سنوات بـ«هجمة مرتدة»، ماذا يمكنك أن تخبرينا عن هذا العمل وعن الشخصية التي تؤدينها بداخله؟
أنا سعيدة بهذا العمل بشكل خاص؛ لأنه يعيد الإنتاجات الضخمة والبطولات المشتركة بين النجوم، وهو تفكير صحي ومفيد للدراما، وهو عمل من ملفات المخابرات المصرية، وهي أعمال هامة جداً لنا جميعاً في الفترة الحالية، أما عن الشخصية التي أؤديها في المسلسل؛ فهي زوجة قوية تساند وتتحمل أعباء مهنة زوجها ضابط المخابرات الذي يلعب دوره الفنان أحمد عز، وتقع في العديد من المشاكل والمضايقات خلال أحداث العمل.
وماذا عن فيلم «كيرة والجن» الذي تعودين به إلى السينما، إلى جانب النجمين أحمد عز وكريم عبدالعزيز؟
الفيلم يرصد حقبة مهمة في تاريخ مصر أثناء ثورة عام 1919؛ حيث يكشف واقع المجتمع المصري في فترة الاحتلال الإنجليزي، ويظهر الصورة الحقيقية لمجموعة من أبطال المقاومة المصرية إبان تلك الثورة، وهو ثاني تعاون سينمائي لي على التوالي مع الكاتب أحمد مراد والمخرج مروان حامد وصديقي الفنان كريم عبدالعزيز، بعد أن قدمنا سوياً فيلم «الفيل الأزرق 2» في العام الماضي.
تؤدين في الفيلم شخصية الملكة نازلي، ما الذي جذبكِ إلى تلك الشخصية وأنتِ من صرحتِ من قبل أنك لا تميلين إلى أداء أدوار السير الذاتية أو تجسيد شخصيات حقيقية؟
لا أستطيع الحديث عن تفاصيل دوري في الفيلم طبقاً لاتفاقي مع المخرج وشركة «سينرجي فيلمز» المنتجة للعمل.
تتعاونين مع أحمد عز في «كيرة والجن» و«هجمة مرتدة»؛ فضلاً عن تعاونكما في «الممر» و«مذكرات مراهقة» من قبل، ماذا يمكنك أن تخبرينا عن علاقتك به على المستويين الفني والإنساني؟
أحمد هو رفيق بدايتي في مصر من خلال فيلم "مذكرات مراهقة"، وأكون سعيدة دائماً بالعمل أمامه، وهو صديق وأخ عزيز.
"السوشيال ميديا"أداة شديدة الأهمية
برأيك، ما هي الطريقة المُثلى من الفنان للتعامل مع "السوشيال ميديا"؟
"السوشيال ميديا" أصبحت أداة شديدة الأهمية للفنان لإيصال وجهة نظره إلى قطاع كبير من المتابعين، وكذلك لتواصله المستمر والدائم مع جمهوره، ويجب استخدامها في هذا الإطار لتحقيق أكبر استفادة منها.
وهل تطبقين ذلك؟
نعم؛ فأنا أحاول قدر الإمكان أن أستخدمها في الأمور المفيدة، مثل التوعية بأمور هامة، أو إيصال الحملات الإنسانية والثقافية التي أدعمها إلى المتابعين، بالإضافة إلى نشاطنا في مؤسسة الغذاء العالمي التي أَشرُف بأنني سفيرة لهم.
بعض الفنانين يستندون في تقييم أعمالهم الفنية على "السوشيال ميديا"، ويتعلقون بهوس «الترند» والمشاهدات التي قد تكون أغلبها مزيفة، كيف ترين ذلك، وعلام تستندين أنتِ في تقييم أعمالك الفنية؟
ردود فعل الجمهور الحقيقي في الشارع وفي أي مكان نقابلهم فيه، هي أهم علامات النجاح بالنسبة لي.
تعتبركِ كثير من الفتيات بمثابة قدوة لهن، ومدافعة حقيقية عن قضاياهن، ماذا يعني لكِ هذا؟
هو شرف كبير ومسؤولية كبيرة، وتعني أنني يجب أن أظل دوماً عند حسن ظنهن، وأن أظل أحاول كما أفعل دائماً، أن أختار الأدوار التي تعبر عن المرأة العربية دائماً، في كل حالاتها ومواقفها.
من أخطر القضايا التي تؤرق كثيراً من الفتيات العرب هذه الأيام هي التحرش بكافة أنواعه، ما هي نصيحتك إلى الفتاة التي تتعرض لهذا الأمر؟
جميعنا عانينا من التحرش بشكل أو بآخر، ولا أعتقد أن هناك فتاة في العالم العربي وربما العالم بأسره قد سلمت منه، ونصيحتي لكل فتاة تتعرض لأي شكل من أشكال التحرش ألا تصمت، وأن تواجه المتحرش وتواجه المجتمع ككل، وأن تفعل كل ما في وسعها لكي ينال جزاءه؛ لأننا نستحق أن نحيا في أمان.
عائلتي
بلغتِ عامكِ الأربعين في العام الماضي؟ كيف ترَين هند الأربعينية؟ وهل تخشَين التقدم في العمر؟
هند دائماً تتحمل المسؤولية وتفكر بعقلانية؛ فهي تحب عملها وأسرتها وجمهورها ومجتمعها، ولا تخشى التقدم في العمر؛ فأولاً مازلتُ صغيرة على التفكير في هذا الأمر، وثانياً، أنا أرى دائماً أن لكل عمر جماله ومميزاته.
روايتكِ المفضلة هي «مئة عام من العزلة»، ومؤخراً عشنا جميعاً ما يقرب من مائة يوم من العزلة بسبب الكورونا، ماذا غيرت تلك الأيام في هند وفي نظرتها للعالم؟
اهتممت أكثر بعائلتي، وشعرت بالخوف عليهم أكثر.
بدايتكِ في فيلم «صمت القصور» كانت بشخصية «عالية»، وظهرتِ في أعمال «لعبة الحب» وجنينة الأسماك» بشخصية «ليلى»، هل كان لهذا دور في اختيارك لأسماء ابنتيك «عالية» و«ليلى»، أم كانت مجرد مصادفة؟
«تبتسم» ليست مصادفة؛ فأنا أحب اسم «عالية» وسميت ابنتي الكبرى به لهذا السبب، واختيار الأسماء له عوامل مختلفة، منها رغبة زوجي ورغبتي وكل فرد له نصيب من اسمه؛ لذا فإني أحب أن أعطي لابنتيّ أسماءً جميلة ومتفائلة.
عندما تنظرين في عيني «عالية» و«ليلى»، ماذا ترَين؟
أرى حياتي ومستقبلي الذي أحلم له بالأجمل دائماً.
ما هو أصعب شيء في تربية الأطفال من واقع خبرتك كأم؟
كل شيء في تربية الأطفال صعب؛ بدايةً من المسؤولية التي تتحملها فور قدومهم إلى الحياة؛ مروراً بكيفية زرع قيم الجمال والخير والحق والصواب بداخلهم، وتعليمهم وبناء شخصياتهم مع الحفاظ على حقهم في أن تكون لهم شخصيات مستقلة.
كيف تحققين التوازن بين نجاحكِ كامرأة عاملة وكأم؟
أنا ومنذ البداية أهتم ببيتي وزوجي وابنتيّ في المقام الأول، وأنا إنسانة «بيتوتية» عائلية في الأوقات التي أكون فيها بلا تصوير أو ارتباطات عمل، تجدني كأي أم، أوصل ابنتيّ إلى المدرسة وأذاكر معهما دروسهما.
ما الدور الذي يلعبه زوجكِ في حياتك؟
دور هام جداً؛ فهو السند والداعم الذي أؤكد أن دعمه وتشجيعه وتوفيره كل عوامل النجاح وتفهمه لظروف عملي، كان من عوامل نجاحي.
أحلم أن أصنع عزبة صغيرة
حققتِ كثيراً من أحلامك، لكن ما هو الحلم الذي لم تتمكني من تحقيقه بعد؟
أن أصنع عزبة صغيرة أعيش فيها مع الحيوانات والطبيعة.
هل تضعين شروطاً معينة أثناء التمثيل؟
لا شروطَ لديّ، إلا أن أحب الدور وأن يكون مستفزاً لقدراتي، وأن يكون ممتعاً على المستوى التمثيلي، وأن يشكل تحدياً لي، كذلك أن تتوافر له العوامل الفنية القادرة على تقديمه بالمستوى اللائق.
إليهم..
فقدنا عدداً من الفنانين المتميزين خلال العامين الماضيين، مثل فاروق الفيشاوي وهيثم أحمد زكي وشوقي الماجري وطلعت زكريا وحسن حسني وغيرهم، ماذا كان يمثل كل واحد منهم لكِ؟
-فاروق الفيشاوي: نجم وفنان كبير وله بصمة لا تنسى على الفن العربي، وكان شجاعاً ومحارباً قوياً للمرض، وحتى في إعلانه إصابته بالسرطان كان شامخاً.
-هيثم أحمد زكي: كان إنساناً هادئاً وديعاً خجولاً، وهو ابنٌ لفنان عملاق هو أحمد زكي وفنانة كبيرة هي هالة فؤاد، وكان هيثم ضيفاً جميلاً علينا في «إمبراطورية مين».
-شوقي الماجري: ابن بلادي، المخرج الكبير والمتميز الذي نجح في فرض اسمه ومدرسته الإخراجية في الوطن العربي كله، وفاز بجائزة «إيمي».
-طلعت زكريا: كان إنساناً طيباً وشهماً، وفناناً كوميدياً كبيراً.
-حسن حسني: كان واحداً من كبار مبدعي الفن العربي، وسعيدة أن جمعنا معاً فيلم «أحلى الأوقات».
- بينما كان العدد رقم «2054» الذي هو بين يديكم الآن، في طريقه إلى المطبعة، توفيت الفنانة المصرية رجاء الجداوي عن عمر يناهز «82 عاماً»، ونعتها هند صبري عبر حساباتها الرسمية بمواقع التواصل بعبارات حزينة، قالت فيها: إنا لله وإنا إليه راجعون، ماذا أكتب يا «جوجة»؟ الكلمات والمعاني تعجز عن وصف ما أشعر به أو الحزن الذي يملأ قلبي. كان لي الشرف أن أكون قريبة منكِ لسنوات طويلة تربعتِ فيها في قلبي مع الأعزاء، بطيبتكِ النادرة وروحكِ اللطيفة المجاملة الخيّرة الكريمة التي لمست كل الناس، من لا يعرفك قبل من عرفك. كنتِ لي على مدار الصداقة والسنين أماناً وأمومةً وحباً خالصاً.
آخر مكالمة بيننا كنتِ خائفة على الناس من خبر مرضك، وطوال عمري لم أجد روحاً بهذا الجمال وبهذه الأناقة..
وداعاً يا «جوجة»، في جنة الخلد بإذن الله مع زوجك الحبيب، سأفتقدك.
منوعات مع هند
من هو أكثر شخص تحبين متابعته على "السوشيال ميديا"؟
ويل سميث.
لماذا؟
لأنه دائماً ما يعطي طاقة إيجابية لمحبيه ومتابعيه على "السوشيال ميديا".
ماهو أكثر شيء تخافين منه؟
غدر الزمن.
ما هي أبرز نقاط قوتك؟
قوية وعملية وأفكر بعقلي قبل قلبي.
وأسوأ عيوبك؟
عصبية وسريعة في ردة الفعل.
ما هي أكثر شخصية مثلتِها وتعتبر شبيهة بكِ؟
أمينة الشماع في «حلاوة الدنيا».
ماذا تختارين بين الحب والتفاهم؟
كلاهما؛ فالتفاهم ينتج عنه الحب، ولا يوجد حب بلا تفاهم.
ماذا يهمك أكثر، الشهرة أم المال؟
المال والشهرة يسببان مشاكل نفسية؛ فقليلهم ليس جيداً، وكثيرهم أيضاً ليس جيداً، وخير الأمور الوسط.
Q & A
Beauty & Fashion
كيف تحافظين على وزنك خاصة في ظل الحجر المنزلي؟
أقوم بممارسة الرياضة يومياً، بالإضافة إلى وجود ساعات للمشي داخل المكان الذي أسكن فيه، كما أقاوم الانغماس في الأكل بشكل كبير.
ما هو روتينكِ الجمالي؟
أهتم ببشرتي من خلال تنظيفها جيداً كل يوم، كما أضع زيوتاً طبيعية، وأتجنب وضع المواد أو الكريمات الكيماوية على بشرتي.
هل خضعتِ لأي عمليات تجميل من قبل؟
لا، لم أجرِ أية عملية تجميل، وأعتقد أن الجمهور يحبني لأنني أحافظ على طبيعة شكلي كما يحبونه.
هل تنوين إجراء عملية تجميل مستقبلاً؟
لا أعتقد ذلك، وإن كنت لا أرغب في قول هذا؛ فلا يوجد مستحيل أو شيء دائم.
ما هي القطع التي لا تتخلين عنها في خزانتك؟
جاكيت جينز وجاكيت جلد أسود وفستان أسود قصير.
وما هي الأشياء التي لا تتخلين عنها في حقيبة يدك؟
مرطب شفاه و"برفان" برائحة زهرة البرتقال؛ لأنه يذكرني بتونس.
من هم مصممو الأزياء المفضلون بالنسبة لكِ؟
زهير مراد في العرب، ورالف آند روسو.
وما هي ألوانك المفضلة؟
الأسود والأبيض والأحمر والكحلي.
من هي أجمل إنسانة بالنسبة لكِ؟
مونيكا بيلوتشي.
ومن هي صاحبة أجمل إطلالة؟
كيت بلانشيت وتشارلز ثيرون.