"سباحة الرضع"، ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة، حول تعلم الأطفال من عمر الشهرين أو حتى قبل ذلك لرياضة السباحة، تلك التي يصعب على الكبار أحيانًا إتقانها، وبالأخص أنها مهارة بالفطرة يكتسبها الفرد لحظة الولادة، وهو أمر إذا أخذته الأم بعين الاعتبار في هذا الجو الحار، فلا بد أن تؤهب نفسها للقيام بهذه المهمة مع طفلها، فالأطفال لديهم تقارب حقيقي مع الماء، فهم يقضون تسعة أشهر في الرحم. حيث يمكن اصطحاب الأطفال للسباحة منذ الولادة، ولا يلزم إكمالهم للتطعيمات، وهم يحبون الحرية والتدليك والتمارين اللطيفة التي توفرها المياه. الدكتور أحمد عبدالعال، استشاري طب الأطفال من مستشفى ميدكلينك يرد على استفسارات الأمهات حول هذه الظاهرة.
كسرت الأنماط السائدة حول نزول الأطفال حمامات السباحة بظهور مدارس ومدربين لتعليم الأطفال السباحة، ولاقت الفكرة استحسان بعض أولياء الأمور الذين أقبلوا على المسبح برفقة أطفالهم لتعليمهم السباحة.
مهارة السباحة تولد مع الرضيع بالفطرة لحظة ولادته؛ لأنه تعود على السباحة في رحم والدته فتكون أطرافه مؤهله للتحرك في الماء بسهولة.
في الحقيقة جميع الرضع بعد الولادة بيوم واحد فقط يكون لديهم قدرة بيولوجية على السباحة، وكأنه سباح ماهر، لذلك بعض الأمهات توجهن إلى تعليم أطفالهن الرضع السباحة من أجل استغلال هذه المهارة قبل أن ينسوها بمرور الوقت، عبر دورات توفر للوالدين الدعم اللازم لتمكينهم من الاسترخاء والاستمتاع بالتجربة. يتم تدريب معلمي السباحة الجيدين للأطفال على فهم احتياجات كل من الوالدين والطفل، كما أنهم مؤهلون أيضًا لمهارات الإنقاذ والإنعاش، لذا خذي وقتك للعثور على فصل يمنحك التجارب التي تريدها - سواء كان ذلك مجرد التعرف على الماء أو نهجًا أكثر تقدمًا؛ وسواء كان أسلوب الفصل مريحًا وممتعًا، أو رسميًا ومنضبطًا أكثر، حيث تتبع فصول السباحة المتخصصة للأطفال هيكلًا واضحًا ومتدرجًا وعادةً ما تتضمن بعض السباحة تحت الماء لطفلك. ومع ذلك، يجب أن يكون التركيز على استمتاع الوالدين وأطفالهم، وعدم إجبار الطفل على القيام بأي شيء ضد رغبته.
قدرات الرضيع
لدى الرضيع القدرة على ضرب الماء ودفعها بواسطة استخدام كل من يديه وقدميه، فتكون هنا حركاته تتشابه مع أي سباح في العالم، وسوف تكتشفين ذلك بسهولة عندما تقومين بتجربة وضع طفلك في حوض مليء بالماء مع رفع رأسه، ولكن يفضل أن تضعيه متخذاً طريقة الارتكاز على ذراعيك أنت حتى تحميه في البداية من السقوط أو الغرق، ومن ثم لاحظي حركاته.
بالإضافة إلى قدرة الطفل الفطرية على كتم أنفاسه، فالرضيع بعد الولادة يكون لديه قدرة على كتم أنفاسه في الماء، حتى لو لم يقم بغلق فمه، وهذا الأساس الذي يعتمد عليه في تعليم الرضع السباحة أو بمعنى صحيح اكتشاف قدرتهم في السباحة.
هل تدركين الفوائد غير المتوقعة لتعليم السباحة للأطفال في سن مبكرة
فوائد السباحة للرضع
- التواصل البصري لطفلك الصغير مع كل من حوله، خصوصاً الأم. وهذا بحد ذاته يقرب المسافة بين الاثنين. فهذا النشاط هو مرح محبب للطفل، يساعده على تقوية الروابط الأسرية ويعطيه فرصة رائعة للنمو الاجتماعي، خاصة إذا تخلل ذلك اللقاء واللعب مع أطفال آخرين.
- الكثير من ملامسة الجلد، إنها طريقة رائعة للتواصل العاطفي مع طفلك، كما تعمل طريقة ملامسة الجلد بالجلد على تقليل الألم عن طريق إطلاق الإندورفين (الهرمونات التي لديها القدرة على تقليل الألم) لدى الأم وحديث الولادة.
- مساعدتك أنت وطفلك على الشعور بالاسترخاء والثقة في الماء، فاسترخاء الجسم يساهم في تحسين الأداء، وتنشيط الذاكرة، وتقليل الشعور بالتعب والإرهاق؛ كما أنه يخفف من آلام العضلات و تخفيف الآلام المزمنة، ويساعد الاسترخاء أيضاً في التخلص من الغضب والمشاعر السلبية مثل الإحباط وخيبة الأمل كما يساعد الاسترخاء في زيادة الثقة بالنفس والإقبال على الحياة بلا ضغوط.
- السباحة نشاطًا ممتعًا ومحفزًا اجتماعيًا (لك ولطفلك!)، حيث تساعد ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام في تقوية عضلاتك وتعزيز قدرتك على التحمل. وإيصال الأكسجين والعناصر المغذية إلى أنسجة الجسم وتساعد الجهاز القلبي الوعائي على أداء وظائفه بكفاءة أكبر، كما أن تحفيز الطفل على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام منذ سن مبكرة يعد أيضًا روتينًا صحيًا للغاية يجب غرسه، مما قد يمنع الخمول في مرحلة الطفولة
- تقليل خطر الغرق، فالفائدة الأكثر وضوحًا من تعليم الأطفال السباحة في عمر ستة أشهر هي أنها تقلل من خطر غرقهم. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، غالبًا ما يغرق الأطفال الصغار في حمامات السباحة المنزلية. ومع ذلك، يمكن أن يتعرض الأطفال للخطر في أي مكان يوجد فيه ماء، بما في ذلك أحواض الاستحمام والمتنزهات المائية والمسطحات المائية الطبيعية مثل المحيطات والبحيرات.
- تساعد على تحرك الطفل بحرية وتطوير الأفعال التي لم يكن ليتمكن من القيام بها في عامه الأول من الحياة. وهذا يمنح "الأطفال الذين يستطيعون السباحة" الفرصة لتطوير وظائف الدماغ العليا الأساسية، وتطور العضلات الأساسية والتنسيق في وقت أبكر بكثير مما قد يتمكنون من القيام به بخلاف ذلك.
- توفر دروس السباحة للأطفال تمرينًا بدنيًا كاملاً: تقوية قلب طفلك ورئتيه وجهازه التنفسي، مما يساعد مرة أخرى على نمو الدماغ.
- هي تؤدي إلى تحسين أنماط الأكل والنوم، فالأطفال الذين يتلقون دروس السباحة سوف تزيد شهيتهم تمامًا مثل الأطفال الأكبر سنًا. تأكدي من تجهيز وجبة خفيفة أو حليب عند الانتهاء من دروس السباحة! يمكن أن تساعد السباحة أيضًا طفلك على النوم لفترة أطول. إن استهلاك كل هذه الطاقة أثناء السباحة سيجعل الأطفال أكثر نعاسًا في وقت لاحق.
- تعلم السباحة كيفية الاستجابة للكلمات الأساسية (في غضون بضعة أشهر) يمكن أن تجعل طفلك أكثر حدة ذهنيًا، وتزيد من مستويات الوعي والفهم، فضلاً عن تحسين التواصل بينكما، ومحاولة نطق الكلمات.
- تغرس في الطفل حب الماء لبقية حياته، خصوصاً في الغطس اللطيف الذي يترافق مع الأغاني، حيث توفر هذه الأغاني والأناشيد تحفيزًا لطيفًا وهي الطريقة الأكثر فعالية للتواصل مع طفلك. فالتكرار ممتع ومطمئن ويعزز التعلم.
- تمرينك لطفلك يساعدك على فقد الكيلوجرامات المتبقية من وزن ما بعد الولادة، وهي فرصة لتمارسي نشاطاً يمنحك الحيوية ويبعد عنك الملل، الذي قد تسببه الرياضات الأخرى.
تمارين لتعليم الرضع السباحة
علميه تمرين الدوران
الدوران نشاط أساسي نعلمه لأطفالنا منذ الصغر. وعندما نقوم بهذا النشاط، نشجع الآباء على حمل أطفالهم على مسافة ذراع منا بحيث يكونون في مواجهة بعضهم البعض. ونعطي إشارة واضحة "استدر، استدر، استدر"، وهنا راقبي الاتجاه الذي يريد الطفل أن يدير رأسه فيه بشكل طبيعي، ثم ساعديه على العودة نحو نفسه بمجرد أن يتضح الاتجاه الذي يريد الطفل أن يدير رأسه فيه.
دربيه وفق أسلوب "مشي القرد"
يمكن أن يؤدي هذا النشاط الذي نطلق عليه "مشي القرد"، وهو استخدام أيدي الصغار لمساعدتهم على التحرك إلى نقطة آمنة. يمكنك تشجيع ذلك من خلال دعم أسفل مقعد الطفل بركبتيك، ومساعدته بأيديهم على طول الجانب. وإذا كان للمسبح دعامة أو جانب على مستوى السطح فهي مساعدة مثالية لصغارك على تعلم التحرك إلى نقطة الخروج الآمن من الماء.
لا تستخدمي الطفو الثابت
لا نوصي باستخدام الطفو الثابت عند تعليم الأطفال السباحة. من المهم حقًا أن يتمكن الصغار من فهم كيفية تحقيق التوازن ودعم أنفسهم في البيئة الديناميكية للمياه. لذا فإن تشجيعهم على استخدام العوامات المتحركة يعد مهارة مهمة حقًا يجب عليهم تعلمها، حتى يتمكنوا من تعلم ضبط وضعهم وتحقيق التوازن بأنفسهم. عند استخدام العوامات، من المهم أن تحافظ الأم على سيطرتها بشكل أساسي على العوامة، مع توفير الدعم الكافي للطفل حتى يكون آمنًا ومحميًا من التدحرج أو السقوط من العوامة.
اسبحي قبل طفلك
يمكن تحريك الأطفال حول المسبح مع دعمهم من الجانب، بوضع ذراع فوق الطفل في وضع جيد وآمن، أو عندما يصبح الأطفال أكثر راحة في دعم أنفسهم، يمكن للوالدين التحرك إلى الأمام. وهذا وضع رائع للطفل، لأنه نشاط رائع لتعزيز الروابط، حيث يمكنهم رؤية الأم أو الأب أمامهم، وغالبًا ما يشجع الصغار على المساعدة في ركل أرجلهم أيضًا، لأنهم حريصون حقًا على الوصول إلى الأم أو الأب.
هل تتابعين فوائد السباحة للأطفال؟
تعلمي طريقة الميناء الصغير
وهي تطور من طريقة التأرجح الطويل. في هذه الحالة تمد الأم ذراعيها وتدعم الطفل بينما يتعلم الطفل كيفية مساعدة نفسه على دعم نفسه فوق ساعدي الأم. نستخدم الألعاب لتشجيع الطفل على الوصول إلى الأمام، ويمكن للطفل أيضًا ركل ساقيه. بينما الأم تحركه إلى جانب واحد بحيث تكون ساقا الطفل أسفل ذراع الأم. ونوصي في هذه الطريقة بأن تكون ذراعا الأم منخفضتين قدر الإمكان عن الماء، بحيث يشعر الطفل أيضًا بقدرته على الطفو، ويتعلم مرة أخرى كيفية تثبيت نفسه. يمكن فتح اليدين، بحيث يمكن للطفل أن يرى بوضوح أمامه ويركز على الألعاب، ما سيساعده أيضًا على تعلم الوصول، ومرة أخرى، تحقيق التوازن في الماء.
طريقة الاستلقاء على الظهر
قد يكون تعليم الأطفال الصغار كيفية الاستلقاء على ظهورهم أمرًا صعبًا. فبعد حوالي ستة أشهر من العمر، يبدأون في الرغبة في الجلوس، وينتقل رد الفعل هذا بالفعل إلى المسبح. ومع ذلك، من المهم أن نستمر في محاولة جعلهم يشعرون بالراحة على ظهورهم، لأن القدرة على الاستلقاء على ظهورهم هي تقنية مهمة حقًا للحفاظ على الحياة. من الأسهل عليهم التنفس على ظهورهم من على بطونهم. وهي الطريقة التي نشجع بها الآباء والأمهات على محاولة جعل أطفالهم يشعرون بالراحة على ظهورهم هي البدء في طريقة جلوس لطيفة، ثم ارفعي كتفيك إلى رأس الطفل، وبعد قصيرة من الوقت، قومي بإرجاع الكتف إلى الخلف، بحيث يصبح جلوس الطفل لطيفًا ومريحًا، مستلقيًا على سطح الماء. ويمكنك استخدام الألعاب الصغيرة التي يتم حملها فوق رأس الطفل لتوفير التركيز، ولمساعدة رؤوس الأطفال على العودة إلى الخلف.
استخدمي أربطة ذراع اليدين
لا بأس باستخدام أربطة الذراعين، ولكن مع أربطة الذراعين يمكن أن يصبح الأطفال متوازيين بشكل مفرط. وهذا يعني أنهم يتعلمون كيفية تثبيت أنفسهم جسديًا في الماء والتمسك بأنفسهم. على الرغم من أنه من الرائع إبقاء يديك منخفضتين قدر الإمكان في الماء حتى يشعر الطفل بأكبر قدر ممكن من طفو نفسه. إنه أيضًا نشاط رائع لتشجيع طفلك على ركل ساقيه، ولكن إذا لم يكن سعيدًا بركل نفسه، فيمكنك حتى استخدام رباط الذراع على يد واحدة واستخدام يدك الاحتياطية لتشجيع طفلك على ركلة الساق.
راقبي فم الطفل
احرصي على مراقبة فم طفلك، في حال كانت الأيدي منخفضة قدر الإمكان، فمن المهم ألا يبتلع طفلك الكثير من الماء. لا بأس من رذاذ الماء الخفيف، ولكن يجب أن يكون طفلك قادرًا على إبعاد فمه عن الماء عند الضرورة. الركل والرش من أساسيات تعليم طفلك السباحة، كما أنهما ممتعان للغاية. إن تعليم طفلك الركل يشجعه على استخدام يديه وذراعيه، وهما مقدمة لحركة الذراع في السباحة الفعلية. وينطبق الأمر نفسه على الركل أيضًا؛ حيث إن تشجيع الأطفال على ركل أرجلهم سيحدد نغمة تعليمهم استخدام أرجلهم لدفعهم في الماء لاحقًا.
احذري: مع موسم الصيف فوائد ومخاطر السباحة للأطفال
طرق تجهزين بها رضيعك للسباحة
لا يمكن أن تفاجئي رضيعك بإلقائه فجأة في حمام السباحة، لذلك اتبعي الخطوات الآتية:
- ضعيه في حوض الاستحمام الخاص به على أن يكون ممتلئاً بالماء حتى نصفه فقط.
- اتركي له الحرية في التحرك واللعب
- حاولي أن تكوني بجانبه دائماً؛ كي يشعر بالأمان ولا يخاف من الماء.
- وفري له قبل البدء بالسباحة حفاضة من المشمع، وكريماً ضد الشمس وحتى لو كان المكان مغلقاً، فتواجد الطفل بداخل حمام السباحة لفترة طويلة يحتاج إلى كريم يحفظ بشرته الحساسة من الالتهاب.
- لا تنسي قبعة شمس، طعامه المفضل، وبعض الألعاب المائية.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص