أن مشكلة الاستفراغ الحاد عند المواليد حديثي الولادة من الحالات الشائعة التي لا تخلو منها عيادات الأطفال، وتعود لأسباب فسيولوجية وأخرى مرضية. تشرحها في هذا الموضوع الدكتورة دعد أبو فرحة أخصائية أمراض الأطفال في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال في أبوظبي.
يمكن تعريف القيء الأخضر بأنه عصارة الكبد والمرارة "المادة الصفراوية" التي يفرزها الكبد مروراً بالمرارة ثم تصب في الاثنى عشر "بداية الأمعاء"، وفي حال وجود انسداد في الأمعاء وتحديداً بعد المكان الذي تصب فيه المادة الصفراوية، ترتد هذه العصارة إلى المعدة وتتجمع، وبعد ذلك يستفرغها الطفل.
أسباب القيء الأخضر
أسباب فسيولوجية: مثل زيادة كميات الرضاعة، أو وجود ارتجاع خفيف في المريء
أسباب مرضية: مثل وجود التهاب فيروسي في المعدة أو الأمعاء، وهذا الأمر نادر الحدوث عند الأطفال المعتمدين على الرضاعة الطبيعية. أو وجود انسداد في الأمعاء.
أسباب عصبية أو أسباب رئوية أو أمراض تتصل بالكلى أو الغدد الصماء أو أمراض استقلابية، وأحياناً قد تكون بسبب دواء معين، والطبيب المختص هو من يستطيع تحديد السبب الرئيسي من خلال التشخيص وإجراء الفحوصات اللازمة، ومن ثم تحديد خطة العلاج.
متى تجب مراجعة الطبيب؟
يجب في جميع الأحوال مراجعة طبيب الأطفال؛ لأن الإقياء الحاد قد يؤدي إلى الجفاف، ومع المتابعة المبكرة مع الطبيب المعالج يتم تجنب العديد من المضاعفات وعلاج الحالة في الوقت المناسب، وبالأخص في حال كان القيء أخضر اللون؛ لأن القيء الأخضر قد يكون عرضاً لمرض أكثر خطورة.
وفي جميع الحالات يعتبر القيء الأخضر من الحالات التي تستدعي الاستشارة الطبية الفورية؛ لأنه قد يكون نتيجة انسداد في الأمعاء وبحاجة لجراحة طارئة، لذلك يجب مراجعة الطبيب المعالج خلال 3 ساعات من حدوث القيء الأخضر؛ تجنباً لحدوث المضاعفات.
في حال كان القيء مرة واحدة وبسيطاً لا يدعو الأمر للقلق على أن لا يكون أخضر اللون، حيث إن تعرض الطفل للبرد قد يؤدي إلى حدوث القيء، وقد يحدث القيء في الأيام الأولى لعمر الطفل نتيجة عدم تعوده على الحليب، ولكن إذا تكرر القيء عدة مرات وكان لون القيء أخضر فذلك الأمر يتطلب مراجعة الطبيب المختص لاستبعاد أي حالات قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات.
ما على الطبيب المعالج فعله
1 - يقوم في المرحلة الأولى بإيقاف التغذية ووضع أنبوبة في المعدة عن طريق الفم وإعطاء الطفل السوائل عن طريق الوريد؛ لتجنب حدوث الجفاف.
2 - تقييم حالة الطفل وإجراء تصوير إشعاعي تشخيصي لاستبعاد وجود انسداد في الأمعاء.
3 - تحديد مكان الانسداد إن وُجد، والذي يكون غالباً لأسباب خلقية، وعلى ضوء ذلك يتم تحديد خطة العلاج، فإن كان هناك انسداد يتم التدخل جراحياً.