"هاهو طفلك وقد بدأ ينتظم في مواعيد رضاعته..كما يتحسن أداؤه أثناء الرضاعة؛ فان اقترب من الثدي يستطيع ان يقبض على الحلمة ويمتص اللبن أسرع مما كان عليه في الشهر الأول والثاني، كما تلاحظين ان مدة رضاعته من الثدي تقل عن ذي قبل ويشبع بمعدل أسرع من ذي قبل، لهذا تستمر الرضاعة كغذاء طوال هذا الشهر..ولكن يمكنك الاكتفاء بإعطائه ست رضعات بدلا من سبع بدءا من الشهر الثالث"..بهذه الكلمات المطمئنة والمريحة معا يبدأ الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال حديثه عن تغذية الطفل في الشهر الثالث..بالرضاعة الطبيعية أو الصناعية
حليب الأم وتغذية الطفل
يوفِّر حليب الأم أو بدائله الصناعية التغذية الكاملة للطفل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حياته
وتختلف الشهية والاحتياجات الغذائية لكل طفل من يوم لآخر ومن شهر لآخر
كلما نما الطفل، فإنَّ احتياجاته الغذائية تتغير؛ فتقل عدد الرضعات وتزيد كمية الحليب المستهلكة في كلِّ رضعة، وتزداد فترات نومه في الليل
الجهاز الهضمي للطفل في هذه المرحلة لا يزال في حالة نمو وتطور؛ لذلك يجب تجنُّب إدخال الطعام إلى غذاء الطفل في هذه المرحلة
علامات الجوع عند الطفل
تستطيع الأم معرفة وقت جوع الطفل عن طريق ملاحظة مجموعة من العلامات
يميل الطفل نحو الثدي أو زجاجة الحليب. يمص يديه أو أصابعه. يفتح فمه، ويخرج لسانه أو يمص شفتيه.
البكاء علامة على الجوع، ولكن إذا انتظرت الأم حتى يشعر الطفل بالضيق الشديد لإطعامه؛ فقد يكون من الصعب تهدئته.
علامات التغذية الجيّدة للطفل
الطفل يتغذى بشكل جيد من خلال ملاحظة:
يبدو في حالة تأهب، وحيوية، ونشاط.
يزداد وزنه، ينمو وتتطوّر قدراته.
يرضع من ست إلى ثماني مرات يومياً.
يغيّر الطفل ما لا يقل عن ست حفاضات يومياً.
يصبح الثدي أكثر ليونة بعد الإرضاع ، ويبدو الطفل مرتاحاً ومسترخياً
علامات التغذية السيئة للطفل
لا يشعر بالراحة حتى بعد الرضاعة.
يصرخ باستمرار ويشعر بالانزعاج.
العديد من الأطفال يبصقون كمية صغيرة بعد تناول الطعام أو أثناء التجشؤ، ولكن لا ينبغي أن يتقيّأ الطفل بعد الرضاعة
هذا يمكن أن يكون راجعاً إلى الإفراط في التغذية، ولكنَّ التقيؤ بعد كل رضاعة قد يكون علامة على الحساسية، أو مشكلة في الجهاز الهضمي
ماذا يأكل الطفل في الشهر الثالث؟
يحتاج الطفل في الشهر الثالث من (7-9) رضعات يومياً كل ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات ونصف
إنتاج حليب الأم يزيد أو ينقص بشكل طبيعي بناءً على حاجة الطفل ، تبعا للعلامات التي تساعد الأمّ على معرفة أنَّ الطفل يحصل على ما يكفيه
يستمر الطفل في اكتساب الوزن؛ حيثُ إنَّ الزيادة الطبيعية في وزن الطفل تكون من (170 - 226) غراماً في الأسبوع الواحد خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
الطفل الذي يرضع حليب صناعي
الطفل يحتاج في هذه المرحلة العمرية إلى 74 مل لكل 0.45 كغ من وزنه يومياً
-هذه الأرقام ليست قواعد ثابتة؛ فهي تعطي متوسط احتياجات الطفل والتي تختلف اعتماداً على احتياجاته؛ فتزيد في بعض الأيام وتنقص أحيانا-
فإذا كان الطفل جائعاً فإنّه ينهي الحليب بسرعة وينظر حوله للحصول على المزيد، وفي هذه الحالة يمكن إعطاء الطفل (30-60) ملاً إضافياً
يجب الانتباه إلى عدم إرضاع الطفل أكثر من 945 مل من الحليب الصناعي في اليوم الواحد
وذلك لأنَّ الأطفال الذين يرضعون الحليب الصناعي يميلون إلى أن يصبحوا أكثر وزناً من أقرانهم بسبب الإفراط في إرضاعهم
لتجنُّب الإفراط في الرضاعة يجب أن يخرج الحليب ببطء من الزجاجة على شكل نقاط ولا ينسكب بسرعة.
فوائد الرضاعة الطبيعية
أفضل تغذية للمواليد الجدد؛ أو يجب الاعتماد عليها بشكل كامل للأشهر الستة الأولى من حياة الطفل
بعدها يتم إدخال الأطعمة الصلبة مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعية خلال السنة أو السنتين الأولى من حياة الطفل
الرضاعة الطبيعية الحصرية في الأشهر الستة الأولى لها العديد من الفوائد للأم وللطفل معاً
حليب الأم الغذاء المثالي للطفل؛ لأنَّه سهل الهضم،ويعد مصدر مهم للطاقة والعناصر الغذائية لدى الأطفال
حليب الأم يوفر كامل احتياجات الطفل حتى عمر الستة أشهر، وأكثر من نصف احتياجات الطفل من الطاقة بين (6 - 12) شهراً، وثلث احتياجات الطاقة بين (12- 24) شهراً.
يحتوي على الأجسام المضادة التي تساعد في حماية الطفل من مجموعة من الأمراض المعدية؛ بما في ذلك الإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي، والعدوى التي تصيب الجهاز الهضمي.
تُبيّن الأبحاث أنَّ الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية كانوا أقل عرضة للإصابة ببعض الأمراض، بما في ذلك السكري، وارتفاع الكولسترول، والربو، والحساسية.
تقلّل الرضاعة الطبيعية من احتمالية إصابة الطفل بالوزن الزائد أو السمنة ؛ وتساعد على حرق السعرات الحرارية، وانكماش الرحم عند الأم
الاتصال المباشر بين الأم والرضيع يعزّز التواصل العاطفي بينهما ، كما يساعد الأم على الشعور بالثقة في قدرتها على رعاية مولودها
تُعتبر الرضاعة الطبيعية وسيلة طبيعية لمنع الحمل؛ حيثُ إنَّ لها تأثيراً هرمونياً يؤدي إلى منع حدوث الحمل عند الكثير من النساء