قالت له: مع الأسف أعيش إحساس المرارة وأنا أراجع نفسي وأسألها: تُرى هل تسرعت بأتخاذ قرار الزواج دون إرادة مني؟ فأنت لم تفهم تفاصيلي؛ لأن الوقت لم يسعفك لتفهمها، وأنا لم يمنحني الزمن مسافة لأعرف وأتفهم تفاصيلك، لا، لن أقول الزمن، بل عليّ الاعتراف بأني أنا من سددت أذناي عن كل من قال لي: تمهلي ولا تستعجلي في قرار مصيري، لحظتها لم أهتم لما قيل أو سيقال؛ لأني كنت محملة بوعودك، ومتشبعة بآمالك لبداية عهد جديد من السعادة، كنت مقبلة لحياة تخيلتها كالحلم، لا، لم أشعر لحظتها بالخوف من يوم قد أفيق منه على واقع غير الواقع الذي أحيا به، ومع الأسف زارني هذا اليوم ونحن ما زلنا في بداية الطريق، وحتى أكون أكثر صدقاً معك ومع نفسي، نعم، لقد خاب ظني قبل ارتباطنا بأيام، لحظة إحساسي لنظرات الاستغراب التي كنت ألمحها في عينيك، ونطقك لكلمات مبطنة تستعجب وتستكثر فيها الاستعدادت لكل ما يتضمنه الاحتفال من طقوس، وتوالت الخيبات حينما تجاهلت حقي الذي شرعه الله، ولم تتطرق أو حتى تلمح عن موضوع المهر، ومنعني حيائي من سؤالك، رغم أن من حولي كانوا يسألونني وبأسلوب لم يكن مقنعاً حتى لنفسي، كنت أرد عليهم وألتمس لك العذر وأخبرهم بالتأكيد سيتم ذلك في لحظة عقد القران، وحانت اللحظة ولم تتكلم ولم أستفسر ولكن شعرت بشيء ما انكسر بداخلي، فالموضوع ليس مادياً بقدر ما هو حق من حقوقي، التي لم تبادر حتى بتوضيحها، وتساءلت لماذا لم تفعل وأنت تعرف شرع الله؟ ولماذا لم أطلب؟ ولماذا منعت أهلي من سؤالك؟ ورغم قمة ألمي إلا أني أقنعت نفسي بأن سعادتي معك تكفيني، نعم، خاب ظني عندما أذهلتني من اليوم الثاني لزواجنا بمتطلبات لم يأت وقتها، لحظة أشعرتني بأني طفلة جاهلة بحقوق زوجها، وزوجة لا تهتم باحتياجاتك رغم بساطتها، ولكن مشكلتك أنك ترى أن كل ما يخصك ينفذ في أي وقت، وتحت أي ظرف، فأنت قد تعودت أن تأمر فتطاع، وبدون أي حوار، وتطلب فيستجاب لك دون نقاش، تقرر وتنفذ؛ لأن قرارك هو الصائب، والمطلوب مني على الدوام مراعاة ظروفك ووضعك ومسؤولياتك، لحظتها زاد ظني خيبة، فكم أشعرتني بأن ظروفي ووضعي ومشاعري لا يمثلون لك أي أهمية، فهناك أولويات لحياتك، لست أنا من ضمنها، فأنت دوماً تحتاج وتحتاج، ولكن قف وقفة صدق وقل كلمة حق، هل كلفت نفسك وسألتها أين أنت من احتياجاتي النفسية والمعنوية والعاطفية؟ أين أنت من متطلباتي المادية والاجتماعية؟ هل سألتني وأنا مسؤولة منك ما الذي أتمناه؟ أم أني في نظرك مجرد زوجة على الورق؟ هل لك أن تفهمني وتحترم عقلي وفكري، وتقدر صدقي وصراحتي واحترامي لك ولنفسي؟ وهل تستطيع أن تتفهم مشاعري وأحاسيسي وعواطفي؟ ثق تماماً بأني لن أخالف حقوقك التي شرعها الله لك، وفي نفس الوقت لن أتنازل بعد الآن عن حقوقي التي شرعها الله لي.