في عش الزوجية بمدينة الكويت كان لنا هذا اللقاء مع سيدة الأعمال ندى باعشن التي استضافتنا لعمل جلسة تصوير في منزلها المميز. تتألق زوايا البيت بلمساتها الأنيقة التي تنطق بالإيجابية، في كل مرة تفكر ندى باعشن بما حققته في سنوات قليلة تشعر بالرضا عن نفسها، فتشكر الله على حياتها. فقد أنهت شهادتي البكالوريوس والماجستير في بوسطن، ثمّ بدأت مسيرتها المهنيّة، فانطلقت من عالم المال و قطاع البنوك إلى افتتاح متجر متعدّد العلامات التجاريّة حيث يُعد The Huntress من أنجح المتاجر في جدة. واليوم ندى باعشن سيدة أعمال مستقلّة وأمّ وزوجة وامرأة حالمة تقدّر تمكين المرأة وتحقيق استقلاليّتها الماديّة والمعنوية.
تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2087 من مجلة سيدتي
ندى باعشن خلفية ثرية في ريادة الأعمال، أخبرينا المزيد عن قصتك مع عالم التجارة والموضة
بدأت مسيرتي المهنية بعد أن حصلت على بكالوريوس في التسويق والعلاقات العامة، وعلى ماجستير في العلوم الإدارية وتطوير المنشآت من جامعة «سيمونز» في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد أن عدت إلى المملكة عملت في البنك البريطاني في قطاع تمويل الشركات الكبيرة، وتعلمت كيفية قراءة القوائم المالية والحسابات، وكل ما يخص تلك الشركات من حيث جودة منتجاتها ونسبة أرباحها في السوق، مع تحليل كامل، ثم توظفت في البنك الفرنسي وكان تعاملي مع العملاء الخاصين بالمصرف مباشرةً وقضيت فيه قرابة العام، بعدها انتقلت إلى قطاع البنوك في البحرين لرغبتي في تعلم المزيد، وبين عرضين للعمل، أولهما في Jp Morgan والثاني في The Family Office، وجدت في العرض الثاني شخصيتي، وكانت شركة سعودية لإدارة أموال الأثرياء وكان ذلك لمدة أربع سنوات.
ولا شك بأن تلك السنوات الإحدى عشرة التي قضيتها في مجال البنوك أسهمت في نضوجي فقد تعلّمت كيفيّة إدارة وقتي والتحلّي بالصبر والعمل ضمن فريق. كذلك أدركت أنّني أفضّل العمل في المجال التجاري لا في مجال الموارد الماليّة، وقد منحني ذلك دافعاً لتحقيق ما أريد.
ما الذي دفعك إلى اتخاذ الخطوة الأولى وتأسيس عملك الخاص؟
خلال عملي في القطاع البنكي قمت بفتح متجر صغير تحت عنوان Newbury في جدّة، ولكني كنت أفتقر إلى الخبرة الكافية في مجال التجارة فعملت في شركة عائلية لأحصل على الخبرة أولاً، وبالتالي أستطيع التوسّع في تجارتي. وتسلمت في تلك الوظيفة قسم المشتريات بكل فروعه وعملت على إعادة هيكلته، وتعلّمت أصول التجارة، حتى أنني صرت أسافر لانتقاء أفضل البضائع النسائية والرجالية. ثم تمكنت من فتح محلThe Huntress ، الذي جاء بعد مراحل من العمل والدراسة. لا أعلم إن كنت دائماً ريادية ولكن ما أنا متأكدة منه هو أني لطالما كنت طموحة ومحبة للتجديد، وذات شخصية قوية تسعى للاستقلالية الماديّة وامتلاك مهنة خاصّة.
المرأة السعودية والأعمال
إن وجدت؛ ما هي التحديات التي واجهتها كامرأة خلال حياتك المهنية بشكل عام؟
لا أعتقد أن ما واجهته من تحديات يعود لكوني امرأة، ولكن كل ما مررت به من عقبات أو تحديات كان نقطة تحول في حياتي وأسهم في صقل مهاراتي وزاد من قوتي وساعدني على التعلم وكسب الخبرات.
أين تقف المرأة السعودية في عالم الأعمال، وما أهمية التوازن بين الجنسين ووجود قوة عاملة أكثر تنوعاً؟
المرأة السعودية اليوم محط أنظار العالم وهي على قدر المسؤولية وساهمت في تفعيل دورها بصفتها مواطنة وشريكة في بناء الوطن وأجهزته، وباتت تقف على رأس عالم الأعمال. كما أني أعتقد أنّ فرص العمل الكثيرة التي تتوافر الآن زادت من رغبة النساء في التفوق. المرأة بشكل عام لا تعترف بالحدود والقيود التي تُفرض على أحلامها، لهذا حتى في السابق كان في الساحة العديد من الرائدات السعوديات ذوات التعليم العالي والإنجازات الجبارة، ولكن التغييرات الحديثة ساعدت. أما فيما يخص أهمية التوازن بين الجنسين في بيئة العمل فلا ننكر أن هناك تفرقة حتى في أكثر الدول تقدماً، ولكن الحقيقة أن الأعمال التجارية ذات التنوع الحقيقي بين الجنسين، وخاصة على مستوى القيادة، يكون أداؤها أفضل ويحسن فيها نتائج الأعمال التجارية، إضافة لسهولة اجتذاب ذوي الكفاءات فيها.
ما هي النصيحة التي تقدمينها لأي سيدة أو رائدة أعمال تقرأ هذا الحوار؟
لا يمكن تحقيق عمل ناجح من دون عاطفة قوية وتركيز على ما تحبين عمله؛ أي الشغف بالعطاء. هذا ما يتوقف عليه الأمر في تأسيس المشاريع التجارية، بعد بذل الجهود اللازمة والصبر والوقوف على رأس العمل ومتابعته عن كثب.
تابعوا المزيد: زفاف الفاشينيستا وسيدة الأعمال السعودية ندى باعشن
أم أحمد
ماذا غيرت الأمومة في ندى، وكيف أثّر أحمد على حياتها؟
طفلي أحمد غير لي حياتي، وهو بالنسبة لي السعادة والراحة والطموح، وبه كبُرت طموحاتي وزادت همتي للمواصلة في مجالي، وأجمل ما في الأمر أني وأحمد نمتلك الشخصية ذاتها، وصدق قوله تعالى: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا».
ما الدروس التي تعلمتها خلال فترة الحجر المنزلي الذي فرضته جائحة «كوفيد- 19»؟
تعلمت التركيز وإنجاز ما تم تأجيله في الفترات السابقة، كما أني استطعت فتح الموقع الإلكتروني الخاص بمتجري The Huntress وتحويل أعمالي وإدارتها بالكامل عبر الإنترنت، كذلك اكتشفت حبي لعمل اللقاءات والحوارات من خلال صفحتي على الإنستقرام مع العديد من الشخصيات العالمية في مجال الطب، الجمال، الصحة النفسية وغيرها، وذلك من أجل تقديم الفائدة لمن يتابعني ولنفسي قبل ذلك.
كيف تختارين ديكورات البيت؟ وهل غيرت احترازات فيروس كورونا من شكل منزلك؟
قضيت فترة الحجر المنزلي بسبب كورونا في منزل أهلي، أي في غرفتي القديمة. أما بالنسبة لمنزلي فلطالما كنت شخصاً يستثمر في منزله بكلّ الطرق الممكنة، فمنزلي هو مملكتي الصغيرة التي أنتقي كل ما أضعه فيها بدقة عالية. من أكثر الأشياء التي أحرص على اقتنائها (مقتنيات السفر) التي أقوم بشرائها خلال أسفاري، إضافة إلى الأعمال الفنّيّة واللوحات الجميلة التي تضفي الكثير من الألوان والجمال إلى منزلي.
الزوج السند
تزوجتِ بعد قصة حب، كيف تصفين تلك التجربة؟
نعم تزوجت عن قصة حب برجل كويتي التقيته في حفل عشاء بدبي كنت قد دُعيتُ إليه مع أصدقائي. ولله الحمد وفقت في اختياري له، فالزواج هو شراكة بين طرفين لذلك على كل فتاة أن تُحسن اختيار الرجل المناسب في الوقت الصحيح وفقاً لما تراه هي مناسباً لها من الناحية الفكرية والعلمية، وليس من أجل إرضاء المجتمع.
كيف ينظر زوجك إلى نجاحك؟
زوجي ووالدي ولله الحمد هما أكبر الداعمين لي في كل أمور حياتي. كما أن زوجي يحب طموحي ويدفعني للنجاح ويفخر بإنجازاتي، فهو يحب المرأة القوية العاملة وأنا سعيدة جداً بذلك وسعيدة أكثر باختياري له زوجاً لي.
عالم الشهرة
هناك آراء مختلفة حول شعبية بعض مؤثري مواقع التواصل والقيمة المضافة من وراء متابعتهم، كيف تصنفين نفسك في عالم الميديا؟
لكل شيء في الحياة جانب إيجابي وسلبي، فهناك من لديه محتوى أصيل ومختلف يود تقديمه، وقيمة أو معنى يحاول إيصالها للمشاهدين، وهناك من هو عكس ذلك تماماً. بالنسبة لي بداية دخولي عالم السوشيال ميديا لم أهتم بالشهرة، وكنت أستخدم صفحتي للحديث عن الأعمال وترويج المبيعات وتعزيز متجري، ثم انتقلت لعرض محتوى عن الجمال. ولله الحمد لدي متابعون من طبقة معينة لديهم الاهتمامات والهوايات نفسها. قد لا أرضي الجميع ولكني مقتنعة بما أقدمه وأحرص على أن أكون ذات بصمة إيجابية. وأخيراً أقول لكل شخص طريقته الخاصة في سرد محتواه كما يراه مناسباً وكما يقتنع هو به.
لماذا الكثير من الناس مهووسون بالمشاهير في عالم الميديا؟
يشبه هذا الأمر الهوس بمشاهير هوليوود قديماً، ولكن الفرق أن هؤلاء يعيشون في محيطنا القريب ونشاهدهم حولنا في حياتنا اليومية. قد يكون هناك تشابه في الاهتمامات والشخصيات بين المتابعين والمؤثرين، الأمر الذي يولد الاهتمام أو الهوس. وإن كنت لا أعتقد أن المؤثر على منصات التواصل الاجتماعي شخصٌ مشهورٌ، فوجوده وزواله مرتبط بوجود أو زوال هذا التطبيق أو الحساب.
ما نوع التأثير الذي يجب أن تتمتع به الشخصية المشهورة، وهل يجب أن يكون المشاهير قدوة؟
الإيجابية من أهم أنواع التأثير الذي يجب أن تتمتع به الشخصية المشهورة، إضافة إلى المصداقية والواقعية وأن يكون الشخص المؤثر نفسه من دون تكلف أو تصنع، ولا يمكن أن ننسى تقديم المحتوى المفيد والهادف.
ما هي مزايا وعيوب كونك من المشاهير، وهل الأشخاص المشاهير سعداء؟
التعليقات السيئة والسلبية هي أكثر عيوب عالم الشهرة، ولكني لم أتعرض للكثير منها ولله الحمد، قد أُصنف من ضمن المشاهير ولكني لست كذلك، فأنا أعيش في قوقعتي التي بنيتها لنفسي ولا أنشر تفاصيل حياتي الكاملة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأني أحبّ الخصوصيّة وأحرص على احترامها لا سيّما فيما يتعلّق بعائلتي وحياتي اليوميّة.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي