المنتج العربي والدراما الخليجية/blogs/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9
المنتج العربي والدراما الخليجية
سهى الوعل/ ناقدة فنية سعودية
لم يعد يخفى على أحد سيطرة المنتجين العرب على سوق الإنتاج الدرامي الخليجي، وهو الأمر المستغرب للغاية بالنسبة للبعض، لكن من يعمل في دهاليز الإنتاج يعرف أنها قصة مفهومة جداً، تقوم فقط على المكاسب المادية للأمر في المنطقة ولذلك هي جاذبة وبقوة للمنتجين العرب.
معظم هؤلاء المنتجين غير الخليجيين كانوا من رواد الإنتاجات العربية المشتركة، وهي ثقافة فنية ليست بجديدة لكنها لم تعد مقبولة ولذلك فشلت مع الوقت، ما جعل روادها يتوجهون بأعينهم للخليج ويبدؤون في التحكم بهذا السوق الذي أعطاهم هذه الفرصة كونه لا يزخر بالمنتجين السخيين كهؤلاء ولا بالمنافسة ولا حتى بالمحترفين!
وكأن الدراما الخليجية كانت بكامل قوتها حتى تحتمل وجود منتج لا يعرف عنها سوى مكاسبها المادية، وبعدما كنا مشغولين بتراجع الدراما الخليجية وضعف النصوص وقلة المواهب، أصبحنا نعاني وبسبب المنتجين العرب من أمور أكبر بكثير، أبرزها انتهاك خصوصية المشاهد الخليجي الذي لا تشبهه هذه الأعمال، وتهميش أصحاب الموهبة والتقليل منهم مقابل الدعم الكبير للقادمين من عالم الموضة والجمال والسوشال ميديا!
نسمع عن الرقابة وعن أعمال يتم إيقافها وأخرى يتم وضع ملاحظات عليها حتى تُجاز للعرض، ورغم ذلك لا وجود لهذه الرقابة أمام هذه الأعمال، حيث تمر مرور الكرام من أمام الرقيب طالما أنها لا تقدم مشاهد جريئة أو كلام يتجاوز الخطوط الحمراء المعروفة، فالرقيب لا يهتم بالمنطق الذي تقوم عليه هذه الأعمال ولا حجم التأثير الذي من الممكن أن تتركه.. بل يهتم فقط للمحظورات التي نعرفها منذ مئة عام!
بناءً على ذلك، نلاحظ جيلاً جديداً من المهتمين بهذه الأعمال، والمقتنعين بما تقدمه، جيل لا يعرف أن هذه الأعمال يجب أن تعكس هويته، بل يعرف من يهتم بمتابعتهم في كل مكان من أبطال هذه الأعمال ويعرف أدق التفاصيل عن حياتهم الخاصة، حيث تسعده مشاهدتهم عبر الدراما بغض النظر عن شكل هذه الدراما أو مدى مناسبة هذه الأسماء للعمل بها.
كل هذا لا يعني أنه لا مكان للمنتج العربي في سوق الدراما الخليجية، فليست مشكلته أنه يعرف كيف يخاطب الفئة التي يستهدفها والتي ستهتم بمتابعة ما يقدم، بل يعني أن الرقيب يجب أن يكون مطلعاً وواسع المدارك، ليس الهدف من عمله أن يوقف أو يجيز، بل أن يعطي مساحة للجميع مع التدقيق في التفاصيل التي من الممكن أن تصنع فارقاً كبيراً، أن يكون حريصاً على المواضيع، ومدى تأثير من يقدمونها، والشكل الذي يقدمونها به.. فلا مشكلة من أن يتم التعديل على العمل أكثر من مرة، طالما أنه سيخرج بصورة مطمئنة تقفز بحال الدراما الخليجية للأعلى لا أن تهبط بها.