يحرص المسلمون دائماً، لا سيما في شهر رمضان المبارك، على أداء كافة العبادات، في مقدمتها بر الوالدين وصلة الرحم من خلال الاجتماعات العائلية على السفر الرمضانية، وتبادل الهدايا وأطباق الأطعمة الشهية.
وعن ذلك، تحدث الشيخ عبدالله المطلق، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، حيث أطلَّ عبر برنامج "كنوز البر" في قناة "الإخبارية"، قائلاً: "ما مثل بر الوالدين في الدعاء. أضرب لكم مثلاً، كان هناك رجلٌ في منطقتنا يعمل في التجارة بين الرياض وحضرموت، التي كانت تحت حكم الإنجليز، وحينما كان يسير مع جماعةٍ في طريقهم في البراري، انقلبت سيارتهم على جنب، فنزل ومَن كان معه، وقاموا بتقويم السيارة، وبينما هم يقومون بذلك بكى الرجل، فسأله من معه لِمَ تبكي ولم يحدث لك أي بأس، فقال أشهد بأن أمي توفيت، لأنها كان دائمة الحرص على الدعاء لي أينما ذهبت، ودائماً ما أشعر بحماية الله لي بسبب دعائها، ولولا أنها توفيت لما حدث معي ذلك".
وأضاف "وفي طريق العودة صادفوا أحد الأشخاص الذين يعرفونه من الرياض، في نجران، فقال له عظم الله أجرك لقد توفيت والدتك، فالتفت لمَن حوله وقال: أعلم أعلمكم! لم يأتيني البلاء إلا عندما توقفت أمي عن دعائها لي".
وتابع الشيخ المطلق: "يا إخواني بر الوالدين من أسباب سعة الرزق، مستشهداً بالحديث النبوي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ, فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، فصلة الرحم أعلاها بر الوالدين، ثم الإخوة والأخوات، ثم أعمام والعمات والأخوال والخالات... وهكذا".
وأضاف "كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار".
كذلك، أيَّد الكاتب حمد القاضي ذلك بقوله: "سر نجاح الإنسان عندما يوفقه الله لبر والديه، فدعوة تأتيك من والدك أو أمك تفتح لك آفاقاً من الارتياح والهناء والسعادة لأنها دعوة من قلبهما لك".
وأضاف "الملتزم ببر والديه سيكون ملتزماً بعمله، سيكون أميناً، وسيكون لديه نهر من الحنان يتدفق في نفسه، وستكون له أولويات في عمله، كما أن بر والديه هو أولوية لديه".
وبيَّن أن "الحافز المعنوي مهم جداً لأي أنسان يريد أن ينجح، لذا هناك مثل يقول: لا يوجد إنسان ناجح لم يكن لديه ساعد يتكئ عليه، وهذا الساعد ليس أهم ولا أغلى من ساعد الأم أو الأب، ولاشك في ذلك كون الأب والأم يحوطان الأبناء برعايتهما وحنانهما ودعائهما وتوجيههما، وهذا سر من أسرار النجاح قولاً واحداً".