تزايد عدد اختصاصيي التغذية الذين لا يعيرون أهمّية لمعايير الميديا، في شأن مقاسات الأجسام، ويؤمنون بأن النساء الممتلئات، وطالما أنّهن يتمتّعن بصحّة جيّدة، لا تعوزهن الرشاقة.
عند التطرّق إلى موضوع الرشاقة، غالباً ما يتركّز تفكير غالبيّة الناس على »المقياس المعياري« الذي تفرضه وسائل الإعلام. »المقياس المعياري« الذي يعني أن الجسم النحيف هو القاعدة في صفوف النساء بخاصّة، أمّا كلّ ما هو خلاف ذلك من مقاييس فيقع في خانة غير مرغوبة أو »كاريكاتورية«... وفي الإطار، توضّح اختصاصيّة التغذية روى يونس، في لقاء مع »سيدتي«، أن »الأجسام الممتلئة »مقبولة« من وجهة النظر الطبّية، بعيداً عن الصورة الشائعة في الإعلام أو المتداولة في المجتمع عن أشكال أجسام النساء؛ وذلك عند عدم شكوى الأخيرات من الارتفاع في معدّل الـ »كوليسترول«و»ثلاثي غليسيريد الدم) «تريغليسيريد(، والبعد عن المعاناة من أي مرض مزمن، كالسّكري أو الضغط، والأكل بطريقة صحّية، والانتباه إلى كمّية الدهون المستهلكة«. وتسلّط الاختصاصيّة الضوء، بالمقابل، على فئة من النساء، من اللواتي لا يعانين من أي زيادةٍ في الوزن أي أن أوزانهن »طبيعيّة« أو حتّى نحيفة، لكنهن يأكلن بطريقة غير واعية، ويعانين من بعض المشكلات الصحّية )الارتفاع في الكوليسترول، مثلاً) التي يمكن أن تتطوّر إلى أمراض مزمنة، لافتةً إلى أن الرشاقة والصحّة الجيّدة لا تتصلان بأي شكل من الأشكال في معايير أجسام عارضات الأزياء أو المؤثّرات في السوشيال ميديا.
صيغة رياضيّة
إلى ذلك، تشرح الاختصاصيّة أن »معدّل كتلة الجسم BMI المعتمد في قياس الوزن، عبارة عن صيغة رياضيّة »بسيطة« تعتمد على طول الشخص ووزنه في تصنيف الجسم في خانة الطبيعي أو النحيف أو الزائد أو السمين. وعلى الرغم من أنّ الصيغة المذكورة معتمدة من »مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها« في الولايات المتحدة، ومن »منظّمة الصحّة العالميّة«، إلاّ أنها ليست دقيقة«، حسبها! فمعدّل كتلة الجسم لا يحسب دهون الجسم، وقد يضع المرأة في خانة »السمينة« على الجدول، في الوقت الذي تكون فيه الأخيرة تتمتع بالعضلات التي تثقل وزن جسمها.« لذا، لا تتكئ مجموعة من المقالات الصادرة أخيراً في مطبوعات ومواقع موثوقة مثل: »ميديكال نيوز توداي« و»إفريداي هيلث« وحتى »هارفارد هيلث بابليشنغ«، على الـ bmi في تقييم الوزن، لأن هناك عوامل عدة مؤثّرة في الأخير، ومنها حجم العضلات.
تابعوا المزيد: فوائد رياضة نط الحبل لصحة المرأة
نصائح وقائيّة
تهدف الاختصاصيّة في مدوّناتها على وسائل التواصل nutritionmeetsmedicine@ إلى رفع الوعي بأهمّية الأكل الصحّي، ودوره في إبعاد شبح الأمراض، وتعدّد لقارئات »سيدتي« مجموعةً من النصائح الوقائيّة، التي يمكن الالتزام بها، في إطار الحفاظ على الوزن، حتّى لو كان الجسم ممتلئاً، وذلك لتلافي الوصول إلى السمنة، والإصابة بالأمراض المتصلة بها، كالسكّري والقلب وانسداد شرايين القلب.
بعيداً عن الحميات »الصارمة« أو عن عدّ السعرات الحراريّة اليوميّة المستهلكة، ترتكز هذه النصائح على التركيز على كمّية الدهون الواردة إلى الجسم من الطعام، الدهون التي تؤثّر سلباً في شرايين القلب، وقد تقود إلى السكتات. تشتمل النصائح على:
• اختيار مصادر البروتين الحيواني، مثل: اللحمة الحمراء والدجاج والسمك، بعنايةٍ، كاللحم البقري الخالي من الدهن و»سفاين« الدجاج وأنوع السمك قليلة الدهون )القدّ والبلطي).
• استهلاك الحليب ومشتقاته منزوعة الدسم، مع التركيز على تناول صنوف الأجبان البيضاء، والتقنين في الصفراء منها. لكن، تشدّد الاختصاصيّة أنّها ليست من أنصار منع أي شخص من تناول أي طعام يرغب به، بل إلى التقنين في كمّية الأخير، وفي مرّات تناوله.
• استخدام الملعقة عند إضافة الزيت إلى الطبخ، مع استبدال الزيت النباتي بالدهون )الزبدة والسمنة(، علماً أن زيت الزيتون يعدّ من الزيوت الأكثر جودةً، وهو مفيد للصحّة، لكن يجب الانتباه إلى الكمّية المضافة منه إلى السلطة واللبنة.
• البعد عن الإفراط في تناول السكّر، ولو أن الأخير لا يقتصر على الأبيض منه فحسب، بل هناك النشويات التي تتكسّر داخل الجسم وتتحوّل إلى سكّر. وبالتالي، يستحسن تناول كمّية معتدلة من النشويات )الخبز والأرز والمعكرونة، والخضروات النشوية كالبطاطس) في كلّ وجبة .أمّا في شأن الحلويات، التي قد يرغب بها البعض بشدّة، فهناك دائماً صنوف جاهزة منها معدّة بطريقة تتخفّف فيها من السكّر وترضي الشهيّة إلى المذاق الحلو في الوقت عينه .وفي هذا الإطار، تشجّع الاختصاصيّة على إعداد الحلويات في المنزل، للتحكّم في كمّية الزبدة أو السمنة والسكّر في مكوّناتها .وفي شأن السكّر المضاف إلى المشروبات، يفضّل الاكتفاء برشّة منه أو باستبدال المحلّي الصناعي بالسكّر الأبيض، مع ضرورة استهلاك العصائر الطازجة من دون سكر مضاف، بعيداً عن المعلّبة منها.
• الالتزام بتناول ثمرتين من الفواكه )أو ما يوازيهما(، في اليوم.
مهما كانت الانشغالات...
في إطار معادلة »ممتلئة الجسم.. ورشيقة«، تدعو الاختصاصيّة إلى تخصيص نصف الساعة على الأقلّ للرياضة في الجدول اليومي )أو من 3 إلة 5ىساعات من الرياضة في الأسبوع(، مهما كان نوع النشاط البدني المرغوب، ومهما كانت الانشغلات. فكلّ نشاط بدني، ومع المواظبة على أدائه، يساعد في الحفاظ على الرشاقة، جنباً إلى جنب الالتزام بالنصائح سالفة الذكر.
وتخصّ الاختصاصيّة بالذكر النساء اللواتي يؤدّين عملاً مكتبياً، وتدعوهن إلى كسر ساعات الجلوس الطويلة عن طريق المشي حول المكتب، أو أداء التمرينات الرياضيّة، للمبتدئات، والمتوافرة على »يوتيوب« أو متابعة حساب مدرّب)ة( على وسائل التواصل لأداء الحركات البدنيّة المقترحة، في حال كان أمر الخروج لأداء الرياضة كلّ يوم غير متاح بعد الفراغ من العمل.
تابعوا المزيد: طرق الوصول إلى اللياقة العالية