لفظي التفسير والتوضيح متداخلين في دلالتهما في انهما يزيلا الغموض من الالفاظ، بحيث يقوما بإزالة اللبس والتورية عن هذه الالفاظ بمعاني واضحة ،لكن هناك بعض الفروق بينهما كما يقول الدكتور مصفي سالم أستاذ النقد بجامعة عين شمس
مفهوم التفسير
يُعدّ التفسير من أهمّ الوسائل والطُرق التي تشرح العلوم المختلفة؛ فهو المُبسط للمناهج التي تبدو معقدة، والشارح للعبارات الموجزة، والمعلل للأسباب، والمبين للنتائج بياناً يسهل فهمه، وللتفسير أدواته وقواعده وأصوله التي تختلف باختلاف طبيعة المادّة المُفسَّرة، والأسلوب المُتّبع، كما أنّ له معانٍ وتعريفات عديدة.
- يُقصد بالتفسير لُغةً: الشرح، والتوضيح، والبيان، والكشف، ويُقال: فسّر الشيء أي: وضّحه أو بيّن سبب حصوله، وكَشَفَ مواضع اللَبس فيه، وفسّر القرآن أي: شرح معنى آياته، وسبب نزولها، وموضوعها، وفسّر الظاهرة العلمية أي: قدّمَ للعامة والمهتمين سبب حدوثها. التفسير اصطلاحاً : هو الكشف عن المعنى الباطن والحقائق غير الظاهرة في أمر ما أو علم معين، ويتمّ من خلال التفسير وصف هذه الحقائق، وشرح أسبابها، وما وراءها، وكلّ ما يتعلق بها، ويتميّز هذا العلم بتناوله، ومناقشته لكلّ التفاصيل، وعرضها بصورة دقيقة تحقق الفهم الصحيح للمادة المُفسَّرَة، وتلغي كل الحقائق المغلوطة حول ظاهرة علمية أو سلوكيّة أو تعليميّة أو محتوى دينيّ، ولكلّ مجال يتناوله التفسير قواعد وضوابط معينة يحدّدها القائمون على التفسير، وطبيعة المادة المُفسّرَة، والظروف التي أوجدت هذه المادة.
التفسير لدى علماء الفقه والدين هو العلم الذي يتم من خلاله فهم آيات القرآن الكريم، ومعرفة دلالاتها، واستنباط الأحكام الشرعية منها؛ فهو علم جامع شامل لا يتوقف عند الشرح، وإنما يتناول كل حيثيات السور، والآيات، وسبب نزولها، وفي أيّ قوم أو موضع قيلت، وما العبرة التي يمكن أخذها من خلالها، كما أنّ تفسير القرآن الكريم يُغلق الأبواب أمام أي جدل حول معنى وشرح آية معيّنة ويحسم أمرها؛ فلا مجال للشك أو التأويل دون علم أو معرفة فقهية. عرّف الإمام الزركشي التفسير على أنه العلم الذي يُفهم من خلاله القرآن الكريم، وتتضح معانيه، ويستطيع المسلم من خلاله معرفة الأحكام الشرعية التي تُحدد واجبه الديني، كما يُستدل به على الحكمة التي يُحيط الله بها كلماته الطاهرة، ويبيّن الإمام الزركشي أنّ ما سبق يتمّ باستخدام المعرفة في علم اللغة العربية، وأصول الفقه، ومعرفة أسباب النزول، ومن العلماء مَنْ يرى أن علم التفسير هو العلم الذي يشمل المعرفة بألفاظ القرآن الكريم من حيث ضبطها، وكيفية أدائها، ومناسبة نزولها.
معنى التوضيح
هو عند النحاة رفع الاحتمال الحاصل في المعرفة، نحو زيد التاجر أو الرجل التاجر، فإنه كان يحتمل التاجر وغيره، فلما وصفته به رفعت احتمال غيره " التوضيح هو استخدام أمثلة لجعل الأفكار أكثر واقعية ولجعل التعميمات أكثر تحديدًا وتفصيلاً . الأمثلة تمكّن الكتّاب ليس فقط من إخبارهم ولكن لإظهار ما يعنونه. التوضيح هو لفظ يستعمل في بيان الكلام من أي نوع كان .
* الفرق بين تفسير القرآن وشرحه وتوضيحه
- الشرح: هو بيان المشروح وإخراجه من وجه الاشكال الى التجلي والظهور ،ولهذا لا يستعمل الشرح في القرآن ويستعمل هذا اللفظ في الكتب الأخرى.
-و اصـطـلـحوا على ان التفسير هو: ازاحة الابهام عن اللفظ المشكل , اي المشكل في افادة المعنى المقصود. فالتفسير ليس مجرد كشف القناع عن اللفظ المشكل , بل هو محاولة ازالة الخفا في دلالة الكلام , فلا بـد ان يـكون هناك ابهام في وجه اللفظ, بحيث ستر وجه المعنى , و يحتاج الى محاولة و اجتهادبالغ حتى يزول الخفا و يرتفع الاشكال . و هـذا هـو الـفارق بين التفسير والشرح , لانها حيث كان الجهل باللغة و عدم معرفة الوضع الذي يرتفع بمراجعة كتب اللغة المعروفة.