احتفلنا هذا العام بالكثير من الإنجازات للمرأة العربية، وعلى الرغم من المعاناة الكبيرة في كثير من البلدان المتقدمة جداً إلا أن المرأة العربية تقدمت بشكل ملحوظً مقارنة بالعقود السابقة، من حيث التمكين السياسي والاقتصادي خاصة في دول الخليج العربية. إذ تجاوزت المرأة في منطقتنا العديد من المعوقات والصعوبات التي كانت تقف حجر عثرة في تقدمها نحو الأمام، وكان لقادتنا في دول مجلس التعاون الخليجي الفضل الكبير في تحقيق ما كان حلماً وفي ليلة وضحاها أصبح حقيقة نعيشها على أرض الواقع.
وبفضل العطاء المتميز أصبحت المرأة كما شقيقها الرجل في كافة ميادين العمل والإنتاج من دون استثناء، معتلية المناصب القيادية في الحكومة والقطاع الخاص، وزيرة، نائبة تمثل الشعب، أستاذة تربي أجيالاً وإعلامية وصحافية تدافع عن مكتسبات وطنها، طبيبة تقف في الصفوف الأمامية وتقوم بدور مشرف وشجاع في التصدي لجائحة كورونا التي دخلت عامها الثاني، ولم تكن عائقاً في طريق تحقيق المزيد من الإنجازات للمرأة العربية، بل كانت تجربة أبرزت للعالم أنها بمختلف مواقعها (عاملة وأم ومربية) قادرة أن تشارك بكل ما لديها للتصدي لانتشار هذا الوباء.
وبرز دور المرأة العربية في الخارج وأصبحت سفيرة ودبلوماسية ممثلة لبلادها في مختلف دول العالم، تجابه كل الظروف في غربتها البعيدة، تدافع عن وطنها وتمثل بلادها خير تمثيل، وتستمر في تحقيق طموحاتها لمستقبل أكثر إشراقاً.
المرأة العربية لها تاريخ عريق في صناعة الأحداث، وشاركت في البناء الوطني، وقادت مجتمعاتها إلى التطور والانعتاق من الجهل والتخلف من خلال جهودها في حقول التعليم والطب ورعاية الأسر، وإنشاء مشاريع الأسر المنتجة.
إن التاريخ يشهد بكل اعتزاز بأن المرأة العربية لعبت دوراً كبيراً في بناء الاقتصاد بما لديها من ابتكارات وأفكار، نفذت خططاً استراتيجية أسهمت في تطوير اقتصاد بلدها، وأرشيف الصُحف القديمة وأجهزة الإعلام تحتوي على كل مشاركة لها في مجال الاقتصاد من خلال عملها في المؤسسات الاقتصادية والمصارف.
فإذا كانت المرأة العربية غائبة لعقود من الزمان عن كتب التاريخ فإنها اليوم بجهدها وعلمها وفكرها النيّر، وعزيمتها، تعيد صياغة التاريخ من جديد، وتكتب فصلاً أجمل لم يقرأ الآخرون عنه بعد، وسيشهد العالم ثورة في التوثيق الإعلامي المعمق لقوى المرأة العربية، وبصماتها الواضحة في تطور شامل في جميع المجالات.
بلادنا العربية خسرت الكثير عندما تجاهلت دور المرأة،
وها هي اليوم تتقدم حثيثاً عندما أدركت الحقيقة، فالطاقات النسائية التي تعمل بقوة في كل المجالات أثبتت قدرتها على تحمل أكبر المسؤوليات ومن خلال أقلامنا نحن على يقين أننا قادرون كنساء عاملات أو أمهات ومربيات على صياغة مستقبل أمتنا العربية.