مصممة أزياءٍ، بدأت مشوارها مدفوعةً بموهبتها في المجال، وتدريجياً أتقنت كل ما يخصُّه، لا سيما تصميم الفساتين، لتطلق بعد فترة مشروعها الخاص مستفيدةً من الخبرة التي حصدتها بعد سنواتٍ قضتها في عالم التصميم. في تصاميمها تركز على الأزياء المحتشمة والمريحة بما يتناسب مع تقاليد المجتمع السعودي، إضافة إلى مواكبة الموضة، وتطويعها لخدمة أهدافها في تقديم ملابس ترضي جميع العميلات كذلك تحرص على أن تبدع قطعاً، تكون الخيار الأول لكل فتاةٍ تبحث عن فساتين مميزة، ترتديها في مناسباتها الخاصة، وتنال إعجاب الجميع. عبير العيد في حوارها مع "سيدتي"، تحدثت عن مسيرتها العملية في مجال التصميم، كاشفةً عن التحديات التي واجهتها خلالها، إضافة إلى مصدر إلهامها، مقدمةً نصائح مهمة لكل سيدةٍ تفكر ببدء مشروعها الخاص في هذا المجال.
بدايةً، حدِّثينا عن نفسكِ، مَن عبير العيد؟
مصممة أزياءٍ، تسير على طريق الموضة، مع تطويعها لتناسب مجتمعنا، وتمنحه حقه في ارتداء أزياءٍ تناسب تطوره، ولا تخرج عن تقاليده.
أخبرينا عن بداياتكِ في المجال، ولماذا اخترتِ العمل في التصميم تحديداً؟
بدأت مسيرتي في التصميم بالعمل لمدة عامٍ في مجال طباعة الملبوسات، واقتحمت بعدها مجال التطريز، وخلال تلك الفترة جرَّبت العمل على جميع الماكينات الخاصة بإنتاج الملبوسات، وعندما أتقنت كل ما يخصُّ المجال، قررت دخول عالم تصميم الفساتين، وحقاً طرحت أول مجموعةٍ لي قبل العيد بعشرة أيام، وبفضل الله، حققت نجاحاً غير متوقع، ونالت الفساتين رضا العميلات، ومنذ ذلك الوقت وأن أصدر مجموعةً كل ثلاثة أشهر.
تابعي المزيد: المصممة هبة فرّاش: الطابع الغجري يطغى على مجموعتي الأخيرة
ما البصمة التي تحاولين إبرازها في تصاميمكِ؟
أحاول الجمع بين كل جديدٍ وتقاليد مجتمعي في اللباس، بما يرضي عميلاتي.
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ في عملكِ، وكيف تغلَّبتِ عليها؟
واجهت تحدياتٍ قليلة خلال مسيرتي بحكم تدرُّجي في المجال، واطلاعي على كافة الصعاب في عالم التصميم، والحلول المناسبة لها. في رأيي، لتجاوز أي تحدٍّ، يجب البحث عن حلولٍ مناسبة له، واستشارة أشخاصٍ ذوي خبرة، خاصةً من المقرَّبين.
من أين تستمدين أفكار تصاميمكِ؟
من محيطي المجتمعي، ومن الصيحات الجديدة في عالم الموضة.
كيف تصفين هوية قطعكِ، وما سر تميزها؟
أقدِّم تصاميم متنوعة لإرضاء كافة الأذواق، وأرى أن التميز فيها يكمن في محافظتها على احترام ثقافة مجتمعنا.
كيف تختارين الألوان والأدوات في عملكِ، وماذا تفضِّلين؟
أختارها حسب ألوان الموسم، أو ما تفضِّله عميلاتي في مناسباتهن. غالباً ما أستخدم هذه الأدوات في إخفاء ما تريد العميلة عدم ظهوره، وتعجبني كثيراً القطع الإضافية ذات الطبقتين التي أستغلها في تصميم الفستان، إذ إنها تريح العميلة في مناسباتها.
هل تحرصين على متابعة خطوط الموضة، وهل تعتمدين عليها؟
بالتأكيد، فالموضة أساس كل جديدٍ أعرضه للعميلة، فالإنسان بطبعه يبحث عن الجديد والدارج في محيطه.
من وجهة نظركِ، ما الموضة التي لا تنتهي أبداً؟
اللباس الساتر، فهو حاضرٌ في كل موسم بقصَّات وخامات مختلفة، أما القصير فغالباً ما يختفي بسرعة.
بماذا تميَّزت آخر مجموعةٍ قمتِ بطرحها؟
كانت مجموعةً هندية رائعة. الملابس الهندية تسجل حضوراً قوياً في أزيائنا هذا العام، كما أحببت إدخال ثقافةٍ أخرى إلى مجموعتي، والحمد لله، حصلت على قبولٍ كبير، وأحبَّت عميلاتي تلك القطع، واعتمدنها في مناسباتهن.
ما التصميم الذي ترغبين في تنفيذه قبل انتهاء العام الجاري 2021؟
أفكِّر في تنفيذ ملابس ذات ألوانٍ قوية وبرَّاقة، لتتألق بها عميلاتي في مناسباتهن الخاصة بعد الانتهاء من تحصين المجتمع ضد فيروس كورونا.
تابعي المزيد: التراث في حضرة نيوم Heritage Embracing
بالحديث عن كورونا، كيف انعكس تأثير الجائحة على تصاميمكِ؟
لم أتأثر كثيراً بالأزمة التي سبَّبها فيروس كورونا لقدرتي على فهم العميلات، إضافةً إلى تقنين كمية الإنتاج بسبب قلة الطلب.
لماذا تركزين في تصاميمكِ على الفساتين، وهل يمكن أن تخرجي عن هذا النمط مستقبلاً؟
في أي مناسبةٍ خاصة، أول ما يتبادر إلى ذهن أي سيدةٍ ارتداءُ فستانٍ ذي تصميم جميل، يليق بها، ولا يتوفر في الأسواق، لذا تتجه إلينا بحثاً عن طلبها، وهذا ما جعلني أتخصَّص في تصميم الفساتين، إذ تجد العملية لدي كل ما تحتاج إليه دون إضاعة وقتها بالبحث في تصاميم أخرى غير الفساتين، كما أنني ألبي طلبات الجميع بتقديم فساتين تواكب الموضة، وتناسب مجتمعنا في الوقت نفسه.
كيف تعكسين ذوق المرأة العربية في أزيائكِ؟
أغلب ما أنفذه يناسب السيدة العربية، إذ إنني أحرص على تصميم لباسٍ ساتر ذي اتساعٍ مريح ومعقول.
هل هناك قطعةٌ مفضَّلة لديكِ من أعمالكِ؟
أعشق أي قطعةٍ باللون الأبيض، إذ تزيدني سعادةً، لأن هذا اللون يعكس الفرح والخفة، ودائماً ما تحظى القطعة البيضاء بنجاحٍ كبير.
ما أهم المهارات التي يجب أن توجد في مصممة الأزياء حالياً؟
عليها أن تراعي أعراف المجتمع أولاً، وتترك انطباعاً جيداً عند التعامل والرد.
تابعي المزيد: المصممة أصال الغفيلي: البازارات الموسمية سر انطلاقتي في المجال
اليوم، ما الذي ينقص مجال التصميم في السعودية؟
هناك حالياً توجهٌ كبير وإقبالٌ واسع على تصميم الأزياء في السعودية، كما أن كل ما نحتاج إليه، نجده متوفراً أمامنا، لذا لا ينقصنا أي شيءٍ في مجال الأزياء.
من خلال خبرتكِ، ماذا تحتاج المرأة لتبدأ مشروعها الخاص؟
عليها أن تحب مجالها، وتطَّلع بشكلٍ جيد على كل ما يخصُّه، وأن تطبِّق ذلك على حياتها الخاصة، وألَّا تطلق مشروعها لمجرد تحقيق هدفٍ تجاري فقط، إلى جانب عدم تركه لأشخاصٍ يديرونه نيابةً عنها، وأن تبتعد عن التكاسل والإهمال.
ما نصيحتكِ لكل امرأةٍ تبحث عن إبراز شخصيتها من خلال أزيائها؟
أنصحها بأن تختار قطعةً مريحة، وتزيدها ثقة، فأصعب شيءٍ على أي شخصٍ التوتر وقلة الثقة خلال وجوده في مناسبةٍ ما، وأقول لها: إحساسكِ هو دليلكِ فاتبعيه.
ما تقييمكِ لعالم التصميم بعد تجربةٍ طويلة؟
عالم التصميم نوعٌ من الفن الإيجابي، فمع الوقت تستطيعين معرفة هوية المجتمع، ورسم خوارزمية، تسيرين عليها لتحقيق النمط الذي يفضله الأغلبية بأقل الخسائر وبمجهود مقبول، مع ترك انطباعٍ جيد، وتكمن سلبياته في انقطاع بعض الموارد، أو تأخر توفرها، ما يتسبَّب في ترك انطباع سلبي نوعاً ما بعد فتره استمرارٍ ناجحة.
ما مشروعاتكِ وخططكِ المستقبلية؟
لا أظن أنني سأصل إلى العالمية، بحسب الخطة التي أسير عليها حالياً، فهدفي محلي بحت، وأعدُّ هذه الفترة فترة تدريبٍ، مع طموحي لتنفيذ ملبوساتٍ عضوية، تتفاعل مع الجسد، وتشكِّل مادةً حية، وتمنح الشخص الراحة، وأرى أن تحقيق ذلك يوماً ما، سيجعلني أصل إلى العالمية.
تابعي المزيد: يوسف المطيري لـ "سيدتي": ليس هناك فرق بين تصميم الرجال والنساء للعبايات