متلازمة تكيس المبايض هي مشكلة تصيب 1 من كل 7 نساء، وفقاً لأطباء أمراض النساء واختصاصيي العقم، الذين استشارتهم "سيدتي وطفلك"، وهي مشكلة ترتبط عادةً بالدورة الشهرية غير المنتظمة أو الضعيفة، وتؤثر على الخصوبة والإباضة والأداء الهرموني. ولا تعرف الكثير من النساء المشكلة إلا عندما يواجهن صعوبة في الحمل بشكل طبيعي، وعلى الرغم من أن متلازمة تكيس المبايض يمكن أن تجعل من الصعب حدوث الإباضة، إلا أن السؤال الكبير يبقى، هل يمكن للمرأة أن تحمل مع متلازمة تكيس المبايض؟ وهل سيكون الحمل طبيعيّاً؟.
كيف تؤثر متلازمة تكيس المبايض على خصوبتك؟
متلازمة تكيس المبايض هي حالة تؤدي إلى زيادة إنتاج هرمونات الذكورة (الأندروجينات) في الجسم، ويمكن الحمل معها لكن قد يصاحب الحمل مشاكل كثيرة ومن الأسباب الرئيسية لها عدم انتظام الدورة الشهرية، ما يقلل من فرص الإباضة.
عامل آخر يمكن أن يسبب متلازمة تكيس المبايض هو السمنة. حيث تصبح المرأة أكثر عرضة لـ سكري الحمل، بعد مدة معالجة طويلة لحصوله، والمرور بمشاكل صحية كثيرة.
ما الذي يمكن أن تفعله النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لتعزيز فرصهن في الحمل؟
على الرغم من صعوبة ذلك بعض الشيء، فإن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض ينجبن نفس عدد الأطفال النساء الأخريات. لكن يمكن أن تكون رحلة الحمل عندهن أطول قليلاً، أو غالباً ما تتطلب علاجاً طبيّاً.
ومع ذلك، هناك طرق يمكن للنساء، اللائي يعانين من متلازمة تكيس المبايض أن تزيد من فرصهن في الحمل، بشكل طبيعي، وهي:
التحكم بالوزن:
إنقاص الوزن هو أحد الطرق لزيادة فرص الحمل. نظراً لأن الوزن الزائد يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب والضغط على الجسم، فإن التحكم في وزنك ومؤشر كتلة الجسم يمكن أن ينظم الدورة الشهرية، ويساعدك على الإنجاب، تحت إشراف طبي،. تشير الدراسات إلى أن إنقاص الوزن بنسبة 5-10٪ يمكن أن يعزز الإباضة ويسهل على الجسم الحمل، لكنّه ليس حلاً دائمًا لمشكلات الخصوبة.
التمارين الرياضية:
يمكن للنشاط البدني المنتظم التغلب على الآثار السيئة لنمط الحياة وإدارة زيادة الوزن. يمكنه أيضاً مواجهة الإجهاد، الذي يضرّ الحمل، حيث يمكن للأنشطة البسيطة مثل المشي بانتظام أو تدريب الوزن أو تمارين القلب أن تعزز فقدان الدهون واكتساب العضلات.
وقد تستفيد بعض النساء أيضاً من تجربة العلاجات الطبيعية مثل اليوجا والتأمل والوخز بالإبر.
الأكل الصحي مهم أيضاً:
يقال إن النظام الغذائي له تأثير جميل على اللواتي يسعين من أجل الحمل مع متلازمة تكيس المبايض. على الرغم من عدم وجود "أفضل نظام غذائي"، إلا أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات مع البروتينات الثقيلة يمكن أن يساعد. يجب أن تحتوي المجموعات الغذائية المكسرات والبذور والفيتامينات مثل ب 12، د، حمض الفوليك، الحديد، أوميغا 3 (وهو معزز طبيعي للخصوبة) وقد يكون الإقلاع عن منتجات الألبان، والذي يقال إنه يؤثر على حساسية الأمعاء، مفيداً أيضاً.
السيطرة على مستويات السكر في الدم:
ترتبط متلازمة تكيس المبايض بمقاومة الأنسولين، ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، وهو عامل خطير على الحمل، حيث يؤدي التحكم في مستويات السكر في الدم وإدارتها إلى إحداث تغيير في صحتك.
هل الحمل الطبيعي ممكن؟
تعد متلازمة تكيس المبايض من أكثر العوامل المسؤولة عن العقم. ومع ذلك، فإن الحمل الطبيعي ممكن. إذ يعد إجراء تغييرات على نظامك الغذائي ونمط حياتك من أبسط الطرق لزيادة فرصك. النساء المصابات بالـ PCOS اللواتي يتمتعن بوزن صحي أكثر عرضة للحمل من غيرهن، إذا كنت تتحكمين في مشاكل نمط حياتك، فلن يكون الحمل صعباً لفترة طويلة. يمكن أن تساعدك إرشادات الخبراء في اتخاذ القرارات الصحيحة ووضع صحتك على المسار الصحيح.
هل أدوية وعلاجات الخصوبة مفيدة؟
غالباً ما يتم إخضاع النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض على الأدوية. حيث أظهرت الدراسات الطبية أن 80٪ منهن واللواتي يتم علاجهن بأدوية وعلاجات مختلفة تساعد على الخصوبة يحملن في غضون ست إلى اثنتي عشرة دورة. ومع ذلك، يمكن أن يكون للعمر والمضاعفات الصحية الموجودة دور تلعبه هنا.
يمكن أن يساعد نوع الأدوية مثل الميتفورمين، على تنظيم نسبة السكر في الدم والأداء الهرموني. وكذلك لاصقات وحبوب منع الحمل في تنظيم الحمل. قد تقلل أيضاً من فرص الإجهاض لدى النساء المعرضات لمخاطر عالية.
يُنصح بعض النساء اللواتي يعانين من مضاعفات شديدة باللجوء إلى علاجات الخصوبة. يمكن أن يساعد (IVF). بذلك، لكن تذكري أنه إجراء مكلف وطويل. بالنسبة للبعض، وقد يستغرق الأمر دورات متكررة وسنوات من علاج أطفال الأنابيب للمساعدة في الحمل بشكل طبيعي.
ما هو الوقت المناسب لطلب المساعدة؟
مثل أي مشكلة طبية، فإن التدخل المبكر يفسح المجال للمساعدة والعلاج في الوقت المناسب. إن إنجاب طفل مصاب بمتلازمة تكيس المبايض أمر صعب، لكنه وارد مع العلاج الطبي وإجراء تغييرات في نمط الحياة والتحكم في الوزن..
لذا تواصلي مع زوجك، وتحكمي في مستويات التوتر وكوني متفائلة فهذا سيساعدك على الحمل وإنجاب طفل. ثم فكري في طلب المساعدة إذا واجهت الحمل بشكل طبيعي بعد ستة أشهر من المحاولة بشكل طبيعي.