يعد قصر إبراهيم التراثي بمحافظة الأحساء شرق المملكة، والذي مضى على بنائه أكثر من 500 عام ثاني أشهر القصور التاريخية التي تزخر بها المحافظة، بعد قصر صاهود وقصر محيرس، يقع قصر إبراهيم في حي الكوت أقدم أحياء مدينة الهفوف لعاصمة الإدارية للمحافظة، ويرجع بناؤه لعهد الجبريين الذين حكموا الأحساء، ما بين 840 ـ 941 هـ، قبل قدوم العثمانيين الذين قاموا في حملتهم الأولى باحتلال قصر إبراهيم و تقدر مساحته بـ 18200 م2.
تسمية القصر
يعرف قصر إبراهيم من القرن الرابع عشر الهجري بأسماء عديدة منها (قصر القبة أو قصر الكوت)، ولكن تغير اسم القصر وأصبح بهذا الاسم بعد أن حكمت الدولة العثمانية الأحساء، حيث كان حاكمها في تلك الفترة القائد العثماني إبراهيم باشا، لهذا يرى أغلب المؤرخين لتاريخ الأحساء، أن سبب التسميه يرجع لهذا القائد.
الأحداث التاريخية
شهد هذا القصر العديد من الأحداث التاريخية، ولكن أبرزها حين تمكن القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه- من السيطرة على القصر ومن فيه، عندما تمكن من استرجاع الأحساء من قبضة العثمانيين وإدخالها في الحكم السعودي، وكان ذلك في شهر جمادى الأولى من عام 1331 هـ.
مكونات القصر
يتكون القصر من طرازين معماريين هما الطراز الديني من خلال الأقواس شبه المستديرة والقباب الإسلامية البارزة في القصر ومحراب المسجد، والطراز العسكري والذي يتمثل في الأبراج الضخمة التي تحيط به، إضافة للثكنات العسكرية وإسطبلات الخيول.
يضم القصر بين جنباته حماماً تركياً كبيراً، كذلك يوجد فيه بوابة رئيسية، تليها بوابة أخرى كبيرة الحجم ومزودة ببعض الرسومات، تؤدي إلى ممر متسع يأخذ الزائر لداخل القصر، الذي تتوسطه مساحة فارغة تحيط بجنوبها منشآته المتعددة كالمسجد، ويحيط به من الجهتين الشمالية والجنوبية رواقان ينتهيان في الجهة الغربية بمحراب صغير وتعلوهما عدة قباب، كما يوجد فيه رواق ثالث من الجهة الشرقية يظلل مدخل المسجد الرئيسي، أيضاً يوجد فيه مجموعة صالات شاسعة المساحة، مزودة بمداخل كثيرة رُوعيت فيها أساليب الإضاءة والتهوية، وهذه الصالات عبارة عن مبنى مربع الشكل تعلوه قبة دائرية، ويحتوي على بئر القصر وجناح الخدمة وإسطبلات الخيول، فضلاً عن غرف نوم الضباط ومستودع الذخيرة وغرفة الاتصالات ودورات مياه وعدد من الأبراج.
معلم سياحي
القصر مرّ بمراحل ترميم خلال العقود الماضية من قبل الجهات الحكومية، وذلك من أجل المحافظة على طرازه المعماري، وحالياً أصبح من المعالم السياحية، إذ تفتح أبوابه أمام الزائرين من داخل وخارج المملكة، لمشاهدة جميع جنبات القصر وأبرز معالمه الأثرية التي يضمّها.
وتنظم هيئة السياحة والتراث الوطني بالأحساء عدد من الفعاليات السياحية بداخل القصر، ومن أبرزها مهرجان هجر للتراث، كذلك تعقد فيه المؤتمرات والندوات، بهدف التعريف به وبمحتوياته التاريخية والأثرية.