يحتاج الإنسان للأصدقاء في جميع مراحل حياته، سواء أكان طفلاً، أو بالغاً، حيث إنّ للأصدقاء الحقيقيين أثراً كبيراً على حياته الشخصية، فالتقرّب منهم يُساعد على التخفيف من التوتر والضغوط الحياتية، إضافةً إلى أنّ لديهم تأثيراً إيجابياً على نضج الشّخصية، فبعض الأصدقاء قدوة حسنة يقتدي بها كلّ من يرافقهم، تقول الدكتورة هبة علي، الخبيرة النفسية لسيدتي: يلعب الأصدقاء دوراً مهماً في تقديم المساندة والدعم في جميع الظّروف والأوقات، فعلاقة الصداقة الحقيقية تمنح الإنسان السّعادة خلال سنوات حياته، مهما تقدّم العمر به.
*الصداقة الحقيقة علاقةٌ داعمة
تساعد الصداقة الأفراد على تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالأهمية، وكل علاقة لا تؤدي إلى تعزيز شعور الاستحقاق والأهمية هي علاقة سامّة وغير متكافئة، وربما تكون الخلافات الدائمة بين الأصدقاء من أهم العلامات لعلاقة الصداقة السامّة والمؤذية، لكن من المهم التمييز بين النزعات الطبيعية التي تدور بين الأصدقاء، وقد ينتج عنها بعض الأقوال والأفعال المؤذية، وبين التنمر بوصفه سلوكاً مستقراً في علاقة الصداقة، فالتنمر بين الأصدقاء لا يرتبط بظروف متوترة أو خلافات محددة، بل يكون حالة مستمرة ومتكررة من الإساءة، ترتبط في معظم الأحوال بتفوّق المتنمر على الضحية بشكلٍ من الأشكال، وعلى الرغم من اعتبار الصداقة من عوامل الحماية من التنمر في المدراس والجامعات وحتى في أماكن العمل؛ تشير بعض الدراسات أن التنمر أكثر انتشاراً بين الأصدقاء مما نعتقد، حيث أشارت دراسة عام 2011 أن 8% من ضحايا التنمر اعتبروا المتنمرين من بين الأصدقاء، و12% من حالات التنمر اتفق فيها الضحية والمتنمر أنهم أصدقاء فعلاً!
*تأثير الخلافات على الصداقة
الأصل في علاقة الصداقة هو التوافق بين الأفراد بعضهم مع بعض، وأن مساحة الخلافة قليلة جداً أن تؤمِّن الحماية من التنمر في البيئات المختلفة، وعادةً ما ننصح بإنشاء علاقات واسعة وصداقات عميقة لتجنب التعرض للتنمر في بيئة العمل أو الدراسة، لكن هذا يتطلب أن تكون علاقة الصداقة متكافئة ومبنية على أسس صحيحة.
وقد يكون الأذى الذي يسببه الخلاف بين الأصدقاء أعمق وأشد من أذى الغرباء، حيث يعتبر الخلاف المستمر بين الأصدقاء هو تنمر ومن أهم علامات الصداقة السّامة التي تؤثر على الحالة النفسية والأداء بشكل سلبي، كما أن التنمر بين الأصدقاء يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة، وقد يقود إلى فقدان الثقة بعلاقة الصداقة والاتجاه إلى الانعزال الاجتماعي.
فقدان الاهتمامات المشتركة:
تتغير اهتماماتنا من مرحلة عمرية إلى أخرى، وربما تتغير بسبب اكتشافنا أنماطاً جديدة من التسلية والترفيه أو حدوث تغيرات في الشخصية، كل هذه التغيرات قد تسير بشكل لا يدعم استمرار الصداقة، ومع الوقت تصبح الاهتمامات المشتركة أقل، بالتالي يصبح التواصل أقل من حيث الكم والنوع، ما يقود إلى انتهاء الصداقة أو تغيير تصنيف الصديق من صديق مقرب إلى صديق قديم أو صديق عادي.