يروي الباغيت الفرنسي، والبارنكي الألماني، والشباتي الجنوب آسيوي، المربعات الدافئة من البروجا الصربي، ومختلف الأنواع من الخبز حكايات مدهشة عن الثقافة والمطبخ والتاريخ والإبداع، والذي يكرّس للاعتراف بالغذاء كوسيلة للحوار بين الشعوب والحضارات، حيث يعد الخبز ثقافة مشتركة تجمع دول العالم، وإن اختلفت المقادير والنكهات وطرق الخبز والإضافات.
لطالما كان الخبز أيقونة غذائية مشتركة وتراثاً ثقافياً فريداً بين مختلف دول العالم، حتى إن اليونسكو اعتبرته في بعض الدول تراثاً ثقافياً لا مادي ينبغي الحفاظ عليه.
• الخبز ثقافة غذائية مشتركة بالعالم
تقول نجوان الألفي وهي خبيرة في التغذية العلاجية ولديها دراسة حول التغذية وقيمتها في التراث الثقافي الإنساني لسيدتي: يتم تقييم الخبز وصناعته في جميع أنحاء العالم لتنوعه الفريد، فلا يوجد دولة لا تخبز .. دول العالم كلها تخبز، فالخبز صنف غذائي متفق عليه، على أن التنوع الإقليمي لأنواع الخبز تكون له أصول تاريخية، وتؤثر به العديد من العوامل التصنيعية كنوعية التربة التي يزرع بها الدقيق، والظروف المناخية الخاصة وكذلك التطورات السياسية والتاريخية والجغرافية، ففي أيام الأزمات في كثير من دول العالم كان يُطلب من الخبازين إظهار الإبداع والحيلة مراراً وتكراراً تماشياً مع المواقف، وحيث تتحد التقاليد التي تعود إلى قرون مع أحدث الأفكار والممارسات.
• الخبز مكانته الفريدة لا تتزحزح
تؤكد نجوان أنه على الرغم من جنون القرن الحادي والعشرين في تناول الكربوهيدرات المنخفضة وجنوح ملايين الأشخاص لتجنب الغلوتين، إلا أن الخبز ما زال له نفس المكانة سواء في العالم المتقدم أو الدول النامية، فالكل لا ينكر حقيقة أن الفعل البسيط المتمثل في خلط الدقيق والماء مع القليل من المواد الرافعة أو الخميرة وقليل من الجهد البشري ينتج في وقت واحد طعاماً لذيذاً ومريحاً.
تابعي المزيد: إضافة فيتامين دي D للخبز ثورة في النظام الغذائي
• الخبز طرق وطرائق.. صفات ونكهات عبر العالم
من خبز الذرة في أمريكا الجنوبية إلى روتي جنوب آسيا، يحتل الخبز مكاناً دائماً في أطباقنا وفي قلوبنا. فيما يلي بعض الطرق لتذوقه حول العالم نسوقها لك من موقع سي إن إن cnn-com
- روتي آسيوي (المعروف بتشاباتي أو فولكا)
خبز الروتي المسطح معروف أيضاً باسم تشاباتي أو فولكا أو ماني، وهو خبز خالٍ من الخميرة يمكن أن يتضاعف ليأخذ شكل الطبق، ويمكن تناول أي شيء معه سواء خضروات مطهية أو شوربة، ويتم طهيه عادةً على صينية ساخنة، مما يكسبه لوناً بنياً، ويعطيه القليل من القرمشة وهو معروف في سريلانكا وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا .
- الأرغفة المخبوزة مرتين في سردينيا
منذ ما يقرب من 3000 عام، كان رعاة سردينيا يتجهون إلى التلال محملين بطرود من لوح carasau لإعالتهم. تُعرف أيضاً باسم كارتا دي ميوزيكا، وتعني "ورقة الموسيقى" – إشارة إلى نحافتها ورقتها، وتصنع من عجينة القمح القاسي الملفوفة في دوائر رقيقة بالورق، وتُخبز في أفران تعمل بالحطب. عندما تنتفخ مثل البالونات، يتم تقسيم كل من الجولات التي لا تزال طرية إلى قرصين، ويتم تسويتها وتخبزها مرة ثانية حتى تنضج.
- في باريس، خبز باغيت يستحق الجوائز
يعتبر الباغيت الفرنسي أفضل وأفخم أنواع الخبز على الإطلاق، ويعتقد بأن البلاد تستهلك حوالي 10 مليارات باكيت كل عام. المكونات الرسمية للباغيت هي الطحين والملح والخميرة والماء، على أن الخبازين المحترفين يعملون العجين بطرق مختلفة ولكل خباز بصمته وتوقيعه، والمميز في هذا الخبز الخمس شرطات (grignes) على طول الجزء العلوي من الرغيف للسماح لثاني أكسيد الكربون بالخروج.
- المنقوشة اللبنانية بالزعتر
المنقوشة في لبنان هي خبز مرقّط بالزعتر يتم تقديمه تقليدياً في الصباح. يستخدم فيه دقيق الذرة المطحون والماء ليحتوي على نكهة وملمس كافيين عند مزجه بالبيض والزبدة واللبن، وربما عامل التخمير فقط، ومؤخراً بدأ بعض الطهاة في إضافة القمح لمزيد من التماسك.
- بومبرنيكل ، ألمانيا
يضفي طحين الجاودار النقي وزناً مثيراً للإعجاب لأرغفة بومبرنيكل المصنوع في شمال ألمانيا، جنباً إلى جنب مع لون الماهوجني المميز، وتُخبز معظم الإصدارات التقليدية لهذا الخبز في فرن دافئ مليء بالبخار لمدة تصل إلى 24 ساعة. إنها تقنية غير عادية تساعد في تحويل السكريات في دقيق الجاودار ، وتحويل الحلاوة الطبيعية إلى نكهة عميقة.
- الخبز الإيطالي سياباتا
بين التركيز على "الحبوب القديمة" والطرق التقليدية للخبز تمر قرون من تقاليد صناعة الدقيق المستخدم في الخبز، ولأن الخبز يتطور باستمرار، ولا يوجد مثال أفضل من هذا الرغيف الإيطالي الشهير، الذي تم اختراعه في الثمانينيات فقط، حيث صنع الخباز الإيطالي أرنالدو كافالاري رغيفاً منخفضاً وطرياً؛ لتكون لحظة فاصلة في عودة الخبز المصنوع يدوياً، ضد نظام الغذاء الصناعي المتزايد.
تابعي المزيد: فوائد خبز الشعير الصحية لا تخطر على بال
