تفوح من ركن المنزل تلك الروائح العطرية المستخرجة من قطعة خشبية تتوسط جمر الغضى ليساهم في تصاعد خيوطاً بيضاء تحمل رائحة الأصالة وعبق التاريخ، قطعة خشبية تستخلص من قلب شجرة الغار أو "أكويلاريا". تلك الرائحة الحلوة الحادة، نادرة جدًا بسبب طول الوقت المستغرق لإنتاج راتنج يبلغ حوالي (300 سنة)، مما ساهم في غلاء سعرها؛ لذلك أطلق عليه "الذهب السائل"، وكونها من التراث السعودي المرتبط بالكرم واستقبال الضيوف زاد الإقبال عليها بشكل كبير.
عادات وتقاليد:
ارتبط العود ارتباطاً وثيقاً بالمناسبات على اختلافها في السعودية، فالعروس لا بد وأن تلفها تلك الدخون كما يلفها ثوب عرسها، والعريس يتلفع بالبشت ورائحة العود تسابق خطواته، فهي من الموروث السعودي الأصيل، ليس فقط في العرس وإنما أيضًا في الأعياد وفي المساجد وفي جميع المحافل، كما تفنن أصحاب المهنة في طريقة تقديم العود لتقدم في علب فاخرة وأن يتربع ذلك السائل الأسود في قنينة من الزجاج مختلفة الأشكال والأحجام، لتقدم في المناسبات السعيدة وتعطى كهدية فاخرة لمن نحب، كما أرتبط العود بالحجيج عند عودتهم إلى بلادهم محملين بتلك العطور الشرقية إلى بلاده.
فوائد العود:
تتعدد فؤاد عود الخشب وزيت العود، بفوائد للجسم والعقل، الرائحة تمد الجسم والروح بطاقة إيجابية كبيرة عند استنشاقه، له تاريخ طويل يضرب بعمق في تاريخ المنطقة، كان التجار يستخدمون طريق الحرير لنقل خشب الغار من الصين إلى الشرق الأوسط عبر الهند ثم أصبح يصل إلينا من جزر ومناطق مختلفة من العالم.
التحقق من جودة العود:
يتوارد إلى ذهن الكثيرين سؤال مهم عن كيفية التحقق من جودة العود ومعرفة الأصلي منها عن غيره مما يصلنا في الأسواق، لنعرف تفاصيل ذلك توجهنا بهذا السؤال إلى خبير العطور عبد المحسن باخشوين وقال: بالنسبة للدهن هناك طريقتين وهي:
- نضع الدهن مع قطرات من الماء نمزجها جيد في حال تجانس القطرات مع الدهن بالكامل هنا نعرف أنه أصلي.
- نضع القليل من الدهن خلف الأذن أو خلف الرقبة في حال تسبب بِوخزات خفيفة فهذا يعني أنه مخلوط وغير أصلي.
أما فيما يتعلق بخشب العود فيظهر ذلك في وزنها وفي الحشوة الصناعي يكون على شكل مربعات بينما الطبيعي يكون مثل حشوة جذع الشجرة مكسور كما الرائحة التي تميز العود.