يبحث الجميع عن السعادة، كل عمل نقوم به تقريباً يهدف إلى نيل السعادة، فنحن نذهب إلى العمل من أجل كسب المال حتى نتمكن من الحصول على منزل، وملابس، وطعام، وتحسين حياتنا؛ حيث نؤمن أنَّ امتلاك مثل هذه الأشياء من شأنه أن يساهم في تعزيز سعادتنا.
تقول الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية لسيدتي يبحث الناس جميعاً عن التسلية والمرح، فهم يذهبون إلى دور السينما أو المسرح أو الحفلات، كما يأكلون في المطاعم، ويجلسون في المقاهي؛ لذا نحن نقوم بكل هذه الأشياء حتى نشعر بالسعادة، والحقيقة هي أنَّنا في الكثير من الأحيان لا نحصل حقاً على السعادة التي نتوقعها، وعندما نحصل عليها، فإنَّها غالباً ما تكون قصيرة الأمد.
فإنَّ معظم الإجراءات التي نقوم بها تهدف إلى الشعور بالسعادة، حتى لو لم نكن على دراية بهذه الحقيقة، لكنَّ السؤال هو كيف نُظهر السعادة دائماً بما أنَّ أفعالنا لا تؤدي جميعها إليها؟ وهل هناك طريقة لإظهار السعادة والاستمتاع بها يومياً بغض النظر عمَّا نفعله؟ في الواقع، هناك طرائق مختلفة للقيام بذلك.
طرق لإظهار السعادة
-تغيير طريقة تفكيرك:
إذا شغلتَ تفكيرك بالأفكار الحزينة وغير السعيدة، فإنَّك تمنع ذهنك من التفكير في الأفكار السعيدة، وإذا كنتَ من الأشخاص الذين ينتابهم القلق ويتوقعون الفشل وخيبة الأمل، فسوف تشعر بطاقةٍ سلبية في عقلك؛ مما سيجعلك تنفر من الفرح والرضا، لذلك، أنت بحاجة إلى العمل على تغيير طريقة تفكيرك، ويجب أن تكون مدركاً لأفكارك السلبية، وفي كل مرة تراودك هذه الأفكار السلبية، عليك أن تسعى جاهداً إلى استبدالها بأخرى سعيدة وإيجابية.
-التفكير الإيجابي:
طريقة التفكير الإيجابية ضرورية لخلق حالة ذهنية سعيدة، فالإيمان بنفسك وبقدراتك، والاعتقاد بأنَّ الأمور سوف تسير على ما يرام تصفي الذهن من الأفكار السلبية وتفسح المجال للتفكير في الأفكار الإيجابية، فعندما يكون موقفك تجاه الحياة إيجابياً، فإنَّك سوف تشعر بأنَّك أكثر حيويةً وقوة وسعادة.
- التأمُّل:
إذا لم تكن قد جربتَ التأمل حتى الآن، فعليك تجربته، فإنَّه ليس بالأمر الصعب؛ حيث يُهدِّئ التأمل العقل، ويساعدك على التحكم بأفكارك، كما يساهم في تحقيق السلام الداخلي، وفي السلام الداخلي، توجد السعادة.
- ترديد عبارات التحفيز:
عبارات التحفيز هي عبارات إيجابية قصيرة يمكنها تغيير طريقة تفكيرك وإعادة برمجة عقلك، فإنَّ تكرارها يمكن أن يؤدي إلى تغيير سلوكك، ويمكِّنك من جذب السعادة إلى حياتك، فهي لا تجلب السعادة مباشرةً؛ بل تُغيِّر سلوكيات المرء، وفيما يلي بعض الأمثلة لعبارات عن السعادة كي تكررها كل يوم: "أنا دائماً سعيد ومرتاح". "أصبحتُ أكثر سعادةً يوماً بعد يوم". "أنا سعيد كل ساعة من اليوم". "أشعر بالسعادة في كل ما أفعله".
*قوانين الجذب والامتنان والتفاؤل
- الاستفادة من قانون الجذب:
حيث يمكنك تخيَّل نفسك في مواقف مختلفة في حياتك اليومية وأنت تشعر بالسعادة والرضا، وركِّز على الشعور بالسعادة الآن، وتخيَّل نفسك في العمل أو المنزل أو الخارج أو الشارع أو في المراكز التجارية مع الأصدقاء، ومع أحبائك، ففي كل سيناريو تُنشئه في عقلك، تشعر بالسعادة والهدوء والرضا. فقانون الجذب يعمل عندما تستخدمه استخداماً صحيحاً.
- إظهار المحبة واللطف:
التعبير عن المحبة وإظهار اللطف يخلقان شعوراً بالسعادة، فاحرص على أن تكون شخصاً أكثر فائدةً ولطفاً في حياتك اليومية، وفي علاقاتك وفي المنزل وفي العمل وفي أي مكان تكون فيه، فإذا أظهرتَ اللطف والمحبة للآخرين، فسوف تحصل بالمقابل على المحبة واللطف أيضاً؛ إذ يثير التعامل مع الآخرين بلطف ومراعاة مشاعرهم إحساساً إيجابياً في نفسك؛ مما يساهم في جلب المزيد من السعادة إلى حياتك والعالم من حولك.
- تدوين شعورك بالامتنان:
وعندما تُعبِّر عن امتنانك للكون وللأشخاص الذين ساعدوك في حياتك، فإنَّك توقظ السعادة والإيجابية واللطف في نفسك، وتشعر بالسعادة. دوِّن في دفتر ملاحظاتك الأشياء كلها التي تشعر بالامتنان لوجودها في حياتك.
-ازرع التفاؤل:
طور عادة رؤية الجانب الإيجابي للأشياء. عليك ألا تصبح مفرطاً في التفاؤل - ففي النهاية، هناك أشياء سيئة تحدث. ومن السخيف محاولة إظهار العكس. ولكن لا ينبغي أن يطغى الجانب السلبي على مظهرك العام بالحياة. تذكر دائماً أن حسناتك تفوق في الأغلب أخطاءك.