عرض متحف الفن الإسلامي المصري مجموعة فريدة من المقتنيات الأثرية النادرة التي شهدت التمازج الثقافي بين الأديان والثقافات الحضارية المختلفة على أرض مصر، التي كانت دوماً أرضاً مباركه لكافة الأديان كما عرض المتحف القبطي مقتنيات نادرة حملت التمازج الثقافي بين الأديان والثقافات الحضارية المختلفة على أرض مصر التي كانت دومًا أرضًا مباركة لكافة الأديان الثلاثة.
وبحسب بيان المتحفين الإسلامي والقبطي، المعرضان تحت عنوان "رسالة سلام" به مجموعة من أندر مقتنياته طوال شهر فبراير بقاعة (١) للعرض المؤقت.وذلك خلال هذا الشهر كاملاً احتفالًا بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان،والتي حددته الأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان.
معرض متحف الفن الإسلامي
وأشار الدكتور ممدوح عثمان مدير عام متحف الفن الإسلامي، إلى أن المتحف يعرض ثلاث قطع فريدة تبرز التنوع الديني من خلال الفن الإسلامي، تتمثل في جزء من إناء من الخزف، من أهم القطع الخزفية من العصر الأيوبي في العالم، يصور السيدة العذراء والسيد المسيح. والقطعة الثانية عبارة عن جزء من إناء خزفي ذي البريق المعدني، يرجع إلى العصر الفاطمي، مزين برسم للسيد المسيح يحمل الإنجيل ويبدو أنه يعطي البركة بيده اليمنى. والقطعة الثالثة عبارة عن باب من الخشب المصفح بالفضة، يرجع إلى عصر أسرة محمد علي، وهو باب القبة الضريحية لمشهد السيدة زينب رضي الله عنها، عليه توقيع الصانع اليهودي ( يهودا أصلان)، مما يعكس مدى التسامح والوئام بين الأديان الذي تتميز به مصر.
معرض المتحف القبطي
فيما أوضحت جيهان عاطف مدير عام المتحف القبطي، أن معرض المتحف يعرض مجموعة من أندر مقتنياته تحت عنوان "رسالة سلام“، تتضمن غلاف توراة معدني يعرض لأول مرة، مكتوب عليه كتابات باللغة العبرية بداخله مخطوط من التوراة، ومخطوط قراءات وعظات خاصة بالصوم الكبير، وصوم نينوي "نسبة للنبي يونس، وصندوق إنجيل مصنوع من البرونز والفضة كان يستخدم لحفظ الانجيل بالكنائس والأديرة، نقش عليه زخارف مصورة مع كتابات عربية، وشباك قُلة عليه كتابات بأحرف عربية، وقطعة من آنية مزخرفة بكتابات بالخط الثلث العربي، وأيضاً شاهد قبر عليه كتابات باللغة العربية باسم عائلة صليب مؤرخ بالسنة الهجرية 1293.
تجدر الإشارة إلى أن أسبوع الوئام العالمي بين الأديان هو حدث سنوي يُحتفل به خلال الأسبوع الأول من شهر شباط/فبراير. وقد أقّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في قرارها رقم 65/5 الذي اتخذ في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2010.
وأشارت الجمعية العامة في قرارها إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم.
واعترافاً منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعاون بين الناس، تُشجّع الجمعية العامة جميع الدول إلى دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الانسجام والوئام من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم وغيرها من أماكن العبادة، على أساس طوعي ووفقاً للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم.
فعلى أرض مصر نشأت حضارات متعددة ومتنوعة الثقافات، فنجد على أرضها مجمعات دينية وثقافية متبانية، ومن أشهرها في مصر القديمة مجمع الأديان أحد نماذج الوئام المصرية، فهو يضم مسجد عمرو بن العاص أقدم المساجد الإسلامية، ومغارة وكنيسة أبي سرجة التي لجأت إليها العائلة المقدسة، والمعبد اليهودي بن عذرا، كما يوجد بسيناء نموذج آخر للوئام يضم دير القديسة كاترين، والمسجد الفاطمي، وشجرة العليقة، وكنيسة التجلي جنباً إلى جنب في بقعة واحدة، وجميعها تجسد روح التسامح بين الأديان في مصر.