مصممة عباياتٍ، دخلت المجال في الصغر، واستطاعت تطوير نفسها فيه، وتمكَّنت من أدوات المهنة، ووضعت بصمةً خاصةً بها، تميِّزها عن غيرها. بفضل شغفها بالتصميم، تغلَّبت على كافة الصعوبات التي واجهتها، وقدَّمت مجموعات أزياءٍ رائعة، نالت إعجاب الجميع. تختصُّ في صنع العبايات، إذ تراها أجمل الأزياء السعودية، وتتفنَّن في تقديم قطعٍ تجمع بين الأسس المعروفة لتصميم العباية والموضة العصرية. المصممة السعودية كفاف العتيبي، في حوارها مع "سيدتي" كشفت عن تفاصيل تصاميمها، ومميزات مجموعتها الجديدة، إضافةً إلى كيفية اختيار أفكارها.
بدايةً، حدِّثينا عن نفسكِ، من مصممة علامة "لفة كاف"؟
كفاف العتيبي، أبلغ من العمر 24 عاماً، وتخرَّجت في جامعة الطائف، وأسَّست علامة "لفة كاف" للعبايات. أعشق التصميم والتنسيق، وأهدف للإبداع والابتكار في عملي.
كيف بدأت مسيرتكِ في المجال، ولماذا اخترتِ تصميم العبايات تحديداً؟
واجهتُ في البداية صعوباتٍ كثيرة، خاصةً من الناحية المادية، إضافةً إلى منافسة المصممين والمصممات السعوديين ذوي الخبرة العالية في تصميم العبايات.
مقارنةً بهم، يعدُّ دخولي المجال بسيطاً، إذ بدأت باستيراد الأقمشة بكمياتٍ قليلة من شركاتٍ عدة، وتسويق منتجاتي في مواقع التواصل الاجتماعي، كيلا أدفع مبالغ كبيرة للدعاية والإعلان، واخترت تصميم العبايات تحديداً، لأنها تمثِّل هوية وطني، وتميِّزنا عن بقية نساء العالم، وأختار في قطعي أرقى وأفخم الخامات.
تحدَّثتِ عن الصعوبات، كيف تغلَّبتِ عليها؟
عانيت كثيراً من التعليقات السلبية، ومن إحباط بعضهم لي بأن التصميم بات مهنةً منتشرة، ويعمل فيها عددٌ كبير من الشباب والشابات، إلى جانب صغر سني حين دخلت المجال، وعدم معرفتي بأسرار التجارة، وخسارة أغلب مشروعات العبايات العام الماضي وبداية الجاري، لكنني تجاهلت كل ذلك، ونجحت بفضل الله أولاً، ثم حبي للمهنة، إلى جانب إشادة عميلاتي بالقطع التي أقدمها، الأمر الذي زاد من حماسي للاستمرار.
من أين تستمدين أفكار تصاميمكِ؟
أطلع على كل جديدٍ في المجال، وأتابع الموضة العالمية، وأستفيد منها كما أطوِّر أدواتي في التصميم، الذي أعدُّه عالماً متجدداً في الألوان، والقصَّات، والمواسم، وأحرص في كل موسمٍ على تقديم "لوك" جديد، يختلف عن مجموعاتي السابقة تجنباً للتكرار.
كيف تصفين هوية تصاميمكِ، وما سر تميزكِ؟
تصاميمي أزياءٌ وطنيةٌ سعودية، تحمل الطابع الكلاسيكي مع لمسةٍ عصرية، وسرُّ تميزها لمساتي الراقية، وذوقي الفريد، إذ أقدِّم عبايات جميلة تمثلني، وتعكس شخصيتي.
لماذا اخترتِ اسم "لفة كاف" لعلامتكِ؟
اخترت الاسم لسهولة نطقه، عربياً وإنجليزياً، فلفة المقصود به العباية التي تلف على الجسم، و"کاف" أول حرفٍ من اسمي.
في رأيكِ، ما أهمية وضع أزرار الكم في العبايات؟
هذه الأزرار تزيد من رسمية العباية، وتمنحها أناقةً أكبر، وتعكس جمال التصميم الكلي بمنتهى الروعة.
تابعي المزيد: المصممة رانيا مناصرة تطلق مشروعها لتصميم الحقائب من "أنا عربية"
حدثينا عن قصة الـ "بليزر" في تصاميمكِ، لماذا تختارينه؟
اعتمدت الـ "بليزر" في تصاميم العبايات الشتوية تحديداً، إذ وجدت أن طرح عبايةٍ ذات تصميمٍ كلاسيكي بدوي، مستوحى من شكل الجاكيت فكرةٌ جديدة، وستلقى قبولاً كبيراً، واخترت لها أقمشة السدو من أجل مواكبة الموضة العام الماضي، لذا يمكنني التأكيد أن "عباية البليزر" الأنيقة، تستند في فكرتها إلى الجاكيت، الذي لا يخلو من الأزرار.
قماش السدو، ماذا يضيف للعباية؟
السدو من الأقمشة التراثية في الأزياء السعودية، ومن الأكثر رواجاً في البلاد، وأضيفه للعباية بوصفه نوعاً من التطريز، ولمنح القطعة طابعاً عربياً مميزاً.
تتنوَّع الأقمشة التي تستخدمينها في تصاميمكِ، أيها الأقرب إليكِ؟
الأقمشة بحرٌ، لذا أفضِّل التنويع فيها، ولا أعتمد على قماشٍ واحد، فأنا لا أصمِّم لنفسي فقط، بل أستهدف ملايين الشابات ومختلف الأذواق، لكن تبقى الأقمشة الكلاسيكية والكريب الأقرب لقلبي.
هل تجمعين أكثر من قماشٍ في تصميمٍ واحد؟
قديماً كانت العباية تُصنع من قماشٍ واحد تقريباً، عكس الحال اليوم، فقد تطورت، وأصبحت تُصنع بتصاميم مختلفة عن السابق، لذا تحتاج إلى أقمشةٍ عدة، ومن جهتي أنسِّق في القطعة الواحدة أقمشةً عدة، وأحرص في ذلك على أن تتناسب مع بعضها، خاصةً في الألوان.
كيف تختارين أسماء عباياتكِ؟
أستنبط الاسم من نوع القماش، أو شكل التصميم، وأختاره من لغاتٍ ولهجاتٍ عدة.
ما معايير العباية الواجب توفرها في خزانة كل امرأة؟
على أي امرأةٍ أن تختار عبايةً مريحةً وعمليةً وفخمةً وراقية في الوقت نفسه، وهذا الأمر يرتبط بشخصية المرأة، والغرض من ارتداء العباية، هل هي يومية، أم سهرة، أم رسمية للعمل.
ما أفضل طريقةٍ للمحافظة على العبايات؟
على الرغم من كثرة آلات التنظيف إلا أن أفضل طريقةٍ للمحافظة على رونقها وبريق لونها، هي الغسيل اليدوي.
عند اختيار العباية، ما أهم الأمور التي يجب أن تركز عليها كل فتاة؟
عند اختيار العباية على الفتاة أن تحرص على أن تكون مناسبةً لشكل جسمها، وهذا الأمر المهم للغاية، تغفل عنه كثيرٌ من النساء، لذا يخرجن بإطلالةٍ غير مناسبة، إضافةً إلى إخفائها جوانب الضعف عندها، إن وُجِدَت، لتحظى بإطلالةٍ أنيقة بالعباية.
بماذا تنصحين المرأة لأناقةٍ لا مثيل لها؟
الأناقة لا ترتبط بالكلفة المادية للقطعة، بل بالذوق العام، ودائماً ما أنصح النساء باختيار ما يناسب شكل أجسامهن.
ما التصميم الذي تودين تنفيذه في 2022؟
أخطِّط لتنفيذ مجموعة من العبايات الخاصة بالمناسبات الفخمة، وسأضيف إليها لمساتٍ من الدانتيل، إلى جانب طرح تصاميم من الشيفون و"الشك"، وسأعرضها قريباً في مجموعة "الليلة المخملية".
بماذا يتميز الزي السعودي، وما أجمل شيء فيه؟
أعدُّ العباية أجمل الأزياء النسائية السعودية، وعلى الرغم من التقدم الذي تعيشه الدولة إلا أن المرأة السعودية لم تتخلَّ عن العباية أبداً، وتحافظ على ارتدائها، وهذا يدلُّ على تمسكها بثقافة بلادها.
ما أهمية تسويق الأزياء على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة "تيك توك"؟
هذا الأمر مهم جداً. المصممة إذا ما أرادت النجاح فعليها أن تواكب العصر، خاصةً في مجال التسويق، وتختار أفضل الطرق للترويج لتصاميمها. ويبرز حالياً من هذه المنصات "تيك توك" التي أعدُّها الأقوى بينها، فالعملاء المستهدفون فيها أكثر من غيرها من المواقع، وتوفر للمصممة الانتشار بشكلٍ سريعٍ جداً.
استناداً إلى خبرتكِ في المجال، ما مواصفات المصممة الناجحة؟
يجب أن تكون على اطلاعٍ تام على كل جديدٍ في المجال، سواءً كانت مصممةً مبتدئةً، أم محترفة، وأن تعمل دائماً على تطوير نفسها، فالتوقف عن ذلك يعني عدم مواكبتها ما يستجد في عالم الموضة، بالتالي الفشل في إرضاء العميلات.
ما الذي ينقص مجال التصميم في السعودية حتى يبرز أكثر؟
نحن السعوديات ننتظر ونترقب توفير مزيدٍ من الفرص لنا في مجال التصميم حتى نبرز، ونضع بصمتنا، ونحقق أحد أهداف "رؤية 2030" بتقديم تصاميم في غاية الروعة، والوصول إلى العالمية.
ماذا تقولين لمَن تفكر ببدء مشروعها الخاص؟
الأزياء رسالةٌ راقية، وأنصح مَن تفكر بإطلاق مشروعها الخاص في المجال بامتلاك حافزٍ كبير للدخول فيه، وتطوير نفسها بالدراسة، أو الالتحاق بالدورات المختلفة، وأظن أن موقع "يوتيوب" كفيل بتعليمها أسس النجاح في هذا النوع من المشروعات، كما أنصحها بالبحث عن أفكارٍ فريدة، وأؤكد لها أن عالم التصميم يتضمن كثيراً من الفرص، لذا ادخلي سوق العمل وإن كانت إمكاناتك المادية بسيطة فمع الإبداع والاستمرار وتطوير الموهبة ستصلين إلى هدفك بالتأكيد.
كيف تصفين تجربتكِ في عالم التصميم، وأين ترين نفسكِ بعد سنوات؟
تجربةٌ رائعةٌ جداً، ترجمتُ فيها أفكاري إلى قطعٍ رائعة، وبإذن الله سأوسِّع أعمالي في السنوات المقبلة، وأطوِّر ذاتي حتى أصبح مصممةً عالميةً مشهورة.
تابعي المزيد: مجوهرات أردنية تليق بالعبايات الخليجية من "أنا عربية"
ملاحظة: الصور من أرشيف المصمّمة