سؤال لا زال حائراً على ألسنة الكثير من الأمهات والآباء أيضاً، وربما نطق به الطفل الأوسط نفسه، بمعنى هل كل طفل وُلِد بين إخوةٍ كبار وصغار يعاني من متلازمة الطفل الأوسط..بسلبياتها الكثيرة ومميزاتها القليلة؟كثيرون يؤيدون هذا الرأي، بينما آخرون يرون أن ترتيب الطفل بين إخوته ليس السبب الوحيد في تشكيل شخصيته، وهناك عوامل أخرى اجتماعية، ومادية، ومعنوية، وعقلية، تمهد لتكوين شخصية الطفل. للتعرف على أسباب هذه التسمية، وأعراضها، وما تعكسه على الطفل..كان اللقاء وخبيرة الأسرة أستاذة الطب النفسي الدكتورة فاطمة الشناوي.
"متلازمة الطفل الأوسط"
- الطفل الأوسط هو الطفل الموجود داخل الأسرة، لكنه ليس الأكبر، وليس الطفل الأصغر، و"متلازمة الطفل الأوسط" تطلق على الحالة النفسية التي تصيب هذا الطفل بين أخويه الأكبر والأصغر.
- وعادةً ما تكون مصحوبة بمشاعر سلبية يحملها الطفل تجاه نفسه أو تجاه إخوته ووالديه.. وتلك المشاعر ليست من فراغ.. لها أسباب أهمها؛ اختلاف طريقة الآباء في التعامل مع أبنائهم وتوجيه عواطفهم، رغم نشأتهم جميعاً في منزل واحد، وتحت ظل نفس الظروف الأسرية.
- هل تعلمين سيدتي الأم أن "52%"من الزعماء كانوا في الأصل أطفالاً أواسطَ؟
مكانة الطفل الأوسط!
- ترجع أسباب متلازمة الطفل الأوسط إلى حيرة هذا الطفل في تحديد مكانته عند والدَيه، وافتقاده الدعم اللازم منهما، وكثيراً ما تبدأ تلك المشاعر بعد ولادة طفل جديد في العائلة.
- إذ يشعر الطفل الأوسط بأنه لم يعد محل اهتمام من الآخرين، خاصةً والديه أو المقربين للأسرة، وتزداد حيرته عندما يلاحظ الطفل إهمال والديه له أو انشغالهما عنه بالمولود الجديد.
- إذ فجأة يجد الطفل نفسه، ليس الطفل الأكبر صاحب العقل والتصرف السليم في نظر والديه، ولا الطفل الأصغر المدلل على طول الخط، فتتحول مشاعره إلى نوع من الغيرة أو الحقد، والرغبة في إثبات الذات.. ولفت الانتباه.
صاحب جملة"متلازمة الطفل الأوسط"
- العالم "ألفريد أدلر" أول من أشار إليها في عام 1964، عندما أطلق نظرية وضح فيها؛ "أنه على الرغم من أن الأطفال يولدون في نفس العائلة، فإن ترتيبهم بين إخوتهم يؤثر إلى حدٍ بعيد في بناء شخصيتهم".
- لتتوالى الدراسات بعد ذلك، وتختلف النتائج ما بين تأكيد لصحة المقولة، وبين رفض اعتبارها المؤثر الوحيد في بناء شخصية الطفل..فهناك أسباب أخرى تساهم في تشكيل شخصية الطفل.
- تعرّفي إلى المزيد: تأثير مشاهدة الطفل شجار والديه
أعراض "متلازمة الطفل الأوسط"
- هذه المتلازمة تخفي بعض المميزات؛ إذ كثير من أصحابها يتميزون بالاستقلالية، والقدرة على اتخاذ القرارات، ولكن هناك سلبيات تظهر حالة غياب رعاية الآباء لهذا الطفل وتتمثل في:
- الشعور بالإحباط.. ضعف تقدير الذات.. لوم النفس.
- العزلة وقد تكون شديدة.. الشعور بالنقص .
- البحث عن الاهتمام.. انعدام الثقة بالآخرين.
- الغيرة.. والميل للعدوان.
الطفل الأوسط مكتئب وغير اجتماعي
- هو طفل غير اجتماعي وسط أسرته، لا يتودد إلى أحد بالقدر الكافي، ويُفَضِّل عدم الاندماج داخل محيط الأسرة، بينما يتميز بقدرته على تكوين علاقات قوية خارج الأسرة، مثل: أقرانه في المدرسة..وهو طفل يتجنب الصراعات واكتساب العداوات، يحرص على التودد إلى منْ حوله واكتساب ثقتهم.
- وبسبب استمرار إهمال الأهل، وعدم تدارك الأزمة النفسية التي يعاني منها الطفل الأوسط.. قد تتدهور حالة الطفل النفسية لتصل إلى حد الاكتئاب.. فهو يشعر بالوحدة وربما الخوف حالة تعرضه لموقف سيء، من دون دعم والديه.
علاج مشاكل الطفل الأوسط
- أولى خطوات العلاج تتمثل في كسب ثقة الابن.
- أن تكون الأم واعية بمشكلة طفلها، وكيفية التعامل معه.
- الصبر وتقديم المزيد من الاهتمام.
- أن تدعم الأم شعور طفلها الأوسط بأهميته.
- تشجيعه على التعبير عن مشاعره.
- أن تشاركه في اهتماماته وهواياته.
- التوقف عن مقارنته بالآخرين.. واحترام رغباته.
- تعرّفي إلى المزيد: "طفلي يعاني مشكلة نفسية": الأسباب والأعراض وطرق العلاج
مميزات الطفل الأوسط
- الطفل الأوسط لا يحوي بين جنباته سلبيات ومشاعر غيرة وحقد دائماً، إنما يمكن أن يكون طفلاً آخر جميلاً في بيتكِ، لكنك لا تشعرينه بالاهتمام الكافي، وتمدينه بالرعاية اللازمة، والآن إليك مميزات الطفل الأوسط.
- يشعر بحرية أكبر عن إخوته، فالكبير يعاني من تركيز الضوء عليه، والانتباه لكل ما يقوم به، سواء من الأبوين أو العائلة أو المعارف والأصدقاء، والصغير دائماً ينعم بالعناية والاهتمام.
- الطفل الأوسط يشعر بأنه حر وغير مراقب في بعض الأحيان، ويحس أيضا بالإهمال وعدم الاهتمام به، ولهذا لا يشعر بالوحدة أبداً، فهناك دائماً من يلعب معه، سواء كان أخاه الأكبر أو الأصغر منه.
- الميزة التي تعجبه، أنه يتمتع بحب إخوته لقربه في العمر من كليهما، على العكس منهما، فدائماً ما تزداد المشاكل والخلافات بين الأخ الأول والثالث لفارق العمر بينهما.
- يجد دوماً نموذجاً لتقليده والاحتذاء به، وهو أخوه الأكبر، ما يجعل تعلمه للأمور أسهل، وينطبق هذا على كل المراحل المهمة التي يمر بها الأطفال، مثل: الالتحاق بالحضانة ثم المدرسة؛ ليصبح هو القدوة لأخيه الأصغر بعد ذلك، مما سيشعره بالفخر.
- يكسب العديد من الأصدقاء في مراحل عمرية مختلفة؛ إذ يمكنه مصادقة زملاء إخوته، إلى جانب أصدقائه، يتمتع بمهارات تفاوض جيدة، فبينما يكون الطفل الكبير حازماً، والصغير مدللاً، سيصبح الطفل الأوسط الأكثر حكمة ومهارة في الإقناع والحديث.
- يسعى دائماً إلى التغيير والتمرد بحكم ترتيبه بين إخوته؛ لذا سيتمتع بروح المخاطرة، ويكون أميل لتبني الأفكار المبدعة والجديدة.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.