يتميَّز الفنان السوداني محمد عوض، الملقَّب بـ "محمد دافنشي"، بالرسم بمستحضرات التجميل وأدوات المكياج، في توجهٍ فريدٍ في عالم الفن.
وقد استطاع نظير براعته في فنه، أن يحصل على لقب دافنشي من معلميه وأن يتمكن من تحقيق شهرةٍ واسعة، وأن ينال استحسان المشاهير وثناءهم على لوحاته الجميلة، التي يتحدَّى من خلالها ضعف بصره، ويقدم أجمل الوجوه.
"سيدتي نت " التقى محمد عوض، لتسليط الضوء على موهبته في الرسم بأدوات المكياج، وكيف تمكَّن من إحداث نقلةٍ نوعيةٍ في هذا الفن.
تطوير ذاتي
بدايةً، كشف الفنان السوداني محمد عوض عندراسته للفن في كلية الفنون الجميلة، تخصُّص تصميم الأزياء والمجوهرات، على الرغم من رفض بعض أفراد المجتمع هذا التوجُّه المهني، لكنه كان يشعر بالملل أثناء رسمه، إلى أن جاء اليوم الذي اقترحت فيه عليه ابنة أخته الصغيرة فكرةً فريدة من نوعها، وهي الرسم بأدوات التجميل والمكياج، فأعجبه الاقتراح، وفعلاً بدأ بتنفيذه عبر رسم لوحاتٍ باستخدام مكياج أخته "خفيةً"، وتحديداً عام 2017.
ويضيف عوض يقول : "هذه التجربة هي التي اختارتني، ولم أتوقَّع أبداً أن تسهم في إحداث نقلةٍ نوعيةٍ في حياتي من كافة النواحي، وتكون بمنزلة البداية الفعلية لمشواري الفني".
وعن تفاصيل لوحاته واختياره موضوعاتها، قال عوض: "بدايتي كانت بمتابعة الصفحات المتخصِّصة في تعلم المكياج، والحمد لله، استطعت تطوير مهاراتي بجهدٍ ذاتي عن طريق المشاهدة والملاحظة، وتمكَّنت من استخدم كل مستحضرات التجميل التي تستخدمها خبيرات التجميل ببراعة، لكن على الورق لا على الأشخاص، وتبرز من أدواتي فرش المكياج، والبيوتي بلندر".
إعجاب المشاهير
وأكد عوض أن هذا النوع من الفنون يلقى رواجاً جيداً، واستشهد على ذلك بردود الفعل الإيجابية التي لمسها على أعماله.
وحول تفاعل المشاهير معه، قال: "الحمد لله، حظيت في بداياتي بدعم خبيرات التجميل، وعائلتي، وأصدقائي، وسعيدٌ جداً بما وصلت إليه، وتبرز من الشخصيات الشهيرة التي ساندتني الفنانة هيفاء وهبي، والفنانة ميريام فارس، والفنانة قمر، والفنانة فاطمة الصفي، التي علَّقت على رسمي لها بكلمة مبدع، إضافة إلى الإماراتية بلقيس، والباكستاني إيزاب خاب، والعراقية رحمة رياض، والمغربية جليلة".
وأضاف "أطمح إلى أن أرسم والدتي بجميع تفاصيلها في لوحةٍ كاملةٍ، لأنها دعمتني منذ الصغر، مادياً ومعنوياً، ووقفت إلى جانبي إلى أن تجاوزت كل العوائق ونجحت".
مدرسة جديدة
وتحدث عوض عن حبه لفنه، مؤكداً أن "الرسم مجالٌ غير محدود، فكل فنانٍ يعبِّر عن نفسه بطريقته الخاصة، وحسب إسقاطاته، ومن جهتي أحاول صنع مدرسةٍ جديدة ومختلفة خاصة بي، وهي المدرسة التجميلية، وأسعى جاهداً إلى إضافتها لمدارس الفن التشكيلي، ولا أظن أن هذه الخطوة مستحيلة، نظراً للتفاعل الذي أجده من الجمهور معي، الذي أعدُّه نجاحاً بحد ذاته".
وتمنَّى أن يرى لوحاته كل مَن يقدِّر الفن والتجديد فيه، كاشفاً عن أنه ينوي مستقبلاً تنفيذ أدوات المكياج بنفسه، وإيجاد مكانٍ لعرض لوحاته من أجل تعريف الناس بفنه.