مرض الثعلبة- المصطلح الطبي العام لتساقط الشعر، ويحدث بسبب مهاجمة الجسم لبصيلات الشعر الصحية الخاصة به- خاصةً البقعية، وهو من أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً وانتشاراً. وكثيرٌ من المرضى المصابين به يعانون من القلق والخوف والتوتر بسببه، فنجدهم يهرعون للعيادات محاولين إيجاد حل لمشكلتهم، وهذا القلق الذي لا داعي له يكون عائقاً أمام استجابة المريض للعلاج، وقد يكون سبباً لتفاقم المشكلة.
بسبب سرعة تساقط الشعر، يمكن أن يتسبب المرض في تدني احترام الذات والاكتئاب والقلق، كما أنه يؤثر على مظهر المريض وربما يعيقه عن أداء مهامه الاجتماعية. فقد ثبُت علمياً أن العامل النفسي من العوامل المساعدة على ظهور المرض وانتشاره، فعلى المريض أن يتقبل حالته بهدوء وتفاؤل؛ إذ إن نسبة الشفاء جيدة، خصوصاً إذا كانت المساحة المصابة صغيرة أو متوسطة.
بصيص من الأمل للمصابين بمرض الثعلبة
وبحسب موقع Daily Mail، فقد وجدت دراسة أُجريت على عقار جديد يتم تناوله مرتين في اليوم أن أربعة من كل 10 مرضى يعانون من هذه الحالة تمكنوا من إعادة نمو الشعر تقريباً في غضون نصف عام.
العلاج الجديد الذي يمنح الأمل للكثير من المصابين بالمرض، صنعته شركة الأدوية الأمريكية Concert Pharmaceuticals، يعمل عن طريق تثبيط الاستجابة المناعية، ومنعها من الانهيار.
كيفية عمل الدواء
يعمل الدواء عن طريق تثبيط إنزيم معين يتم تنشيطه أثناء استجابة مناعية، يسمى JAK1 و JAK2. تشكل هذه الإنزيمات مجموعة تسمى جانوس كينازات، ويمكن أن يؤدي الكثير منها إلى استجابات مناعية التهابية تسبب تساقط الشعر. لكن قمعها يمكن أن يؤدي أيضاً إلى ضعف المناعة في جميع المجالات، مما يؤدي إلى المزيد من العدوى.
تجربة العقار
نظرت المرحلة الثالثة والأخيرة من تجربة العقار الجديد إلى 706 بالغين مصابين بالثعلبة تتراوح أعمارهم بين 18 و 65 عاماً في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا على مدار 24 أسبوعاً.
في المتوسط، كان لدى المرضى 16 في المائة فقط من شعرهم في بداية التجربة، ولم يكن لديهم أكثر من نصف شعر. تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، تم إعطاؤهم 8 مجم مرتين يومياً و 12 مجم مرتين يومياً من العقار الجديد بينما تم إعطاء المجموعة الأخيرة عقاراً آخر.
نتائج أولية مبشرة
شهد ما مجموعه 41.5 في المائة من الجرعة الأقوى نمواً أكثر من 80 في المائة من شعرهم بنهاية الدراسة. من بين أولئك في المجموعة التي تناولت 8 ملغ، 29.6 في المائة شهدوا نفس المستوى من إعادة النمو.
شهد 0.8 في المائة فقط من مجموعة العلاج الآخر نمواً جديداً لأكثر من 80 في المائة من فروة الرأس.
حدثت الآثار الجانبية في أقل من 5 في المائة من المرضى، مع ردود الفعل الأكثر شيوعاً بما في ذلك الصداع وحب الشباب والالتهابات.
وتتوقع Concert Pharma التقدم بطلب للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على العقار العام المقبل بعد تجربة المرحلتين الثانية والثالثة، والتي ستكرر الدراسة على 517 مشاركاً.
قال الدكتور "جيمس كاسيلا"، كبير مسؤولي التطوير في Concert Pharmaceuticals: "مع هذه البيانات المقنعة للمرحلة الثالثة، نعتقد بأن العقار لديه القدرة على أن يكون أفضل علاج في فئته لمرضى داء الثعلبة، وهو مرض طال أمده".
جدير بالذكر أنه لا يوجد حالياً أي علاج للثعلبة البقعية، ولا يستطيع الأطباء التنبؤ بكمية الشعر التي من المحتمل أن يفقدها الشخص بمجرد أن تبدأ بقع صغيرة في التساقط. ولكن هناك فرصة 60 إلى 80 في المائة لنمو الشعر بشكل طبيعي في المناطق الصغيرة عند تساقطه.