يؤثر الانقلاب الصيفي على دورات النوم والاستيقاظ لدى الحيوانات، وقد اهتم العلماء بتحديد هذه التأثيرات، وكيف يتأقلم البشر والحيوانات مع هذا التغيير في تلك الدورات.
يقول محمود شاهين، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، عن تفاصيل ظاهرة الانقلاب الصيفي، لسيدتي إنها ظاهرة يترقبها جميع هواة الفلك والمهتمين بهذا المجال، سواء بالرصد أو التصوير، وتشير إلى بداية فصل الصيف لعام 2022، وأن هذه الظاهرة ليس لها علاقة بدرجات الحرارة وحالة الطقس الأيام القادمة، وهي ليست إلا ظاهرة فلكية تشير لبداية فصل الصيف وستستمر لمدة 3 أشهر، وأن درجات الحرارة ستكون منتظمة وفقا للأجواء الصيفية المعتادة، حيث ستشهد البلاد ارتفاعاً في فترة النهار وليلاً لطيفاً. ونصح خبير الأرصاد الجوية، المواطنين بتجنب الأماكن المزدحمة وأشعة الشمس نظراً لارتفاع درجات الحرارة الأيام المقبلة.
*الانقلاب الصيفى أو عيد منتصف الصيف
ويطلق على الانقلاب الصيفي اسم آخر، وهو عيد منتصف الصيف، وهو حدث فلكي يقع عندما يكون القطب الجغرافي أو الحركة الدورانية لنصف كوكب ما (نصف شمالي أو جنوبي) موجهاً نحو النجم الذي يستقبله بالنسبة للأرض، فإنه في الانقلاب الصيفي يكون ميلان محورها نحو الشمس بدرجة أقصاها 23.44°.وإن أطول نهار مضيء في السنة يقع في الانقلاب الصيفي، وبالتالي تكون الطاقة القادمة من الشمس إلى سطح الأرض عظيمة في هذا اليوم.
يكون التأثير الهوائي عظيماً في الفترة الواقعة بين شهري أغسطس وأكتوبر، وينعكس هذا التغيير في نشاط التأين على نشاط الجسم البشري بشكل كامل. وهكذا فإن الرئتين ترتاحان بعملهما وتعملان بشكل جيد عندما تكثر الشوارد المتأينة في الجو وتنشط.
يؤثر الانقلاب الصيفي على دورات النوم والاستيقاظ عند الناس لكن من دون ساعة، قد يتجاهل الناس وقت نومهم؛ لأن البشر سيئون في معرفة الوقت خلال الفترات التي يغلب فيها الضوء أو الظلام، وفقاً لدراسة أجريت عام 1974 ونشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء. إذ إن الضوء له تأثير كبير على إيقاع الساعة البيولوجية لجسم الإنسان، أو دورة النوم والاستيقاظ.
هذا اليوم الذي يشهد أكبر قدر من ضوء الشمس في نصف الكرة الشمالي، وقد يجعل ضوء النهار الممتد من الصعب على الأشخاص في خطوط العرض الشمالية معرفة موعد النوم إذا لم ينظروا إلى الساعة. فيما يؤثر الانقلاب الصيفي على دورات النوم والاستيقاظ عند الحيوانات، وقد اهتم العلماء بتحديد هذه التأثيرات.
*إيقاعات النوم
قال كوري ويليامز، عالم الأحياء بجامعة ألاسكا فيربانكس، في تقرير لموقع "لايف ساينس" (Live Science) إن العديد من الحيوانات في خطوط العرض الشمالية يمكنها بشكل طبيعي التحكم في دورات النوم والاستيقاظ في ظروف النهار القاسية. وأضاف "هناك حيوانات تتوقف عن النوم لفترة طويلة" وتتخلى عن إيقاعها اليومي المعتاد خلال هذا الوقت من العام.
على سبيل المثال، طيور الرمل شبه المبللة (Calidris pusilla)، وهي طيور الشاطئ الصغيرة ذات اللون البني والأبيض التي تتكاثر فوق الدائرة القطبية الشمالية، لا تتأثر بفترات النهار الطويلة. حيث تتناوب ساعات النوم والاستيقاظ مع رفيق التعشيش طوال اليوم.
وتتجاهل حيوانات الرَنّة (Rangifer tarandus) أيضاً غياب دورة الضوء والظلام خلال أشهر الصيف. بدلاً من ذلك، تخضع دورات نومها لإيقاع فائق السرعة، مما يعني أنها تنام متى احتاجت لهضم الطعام.
قال ويليامز "إنها تفقد فترة النوم الطويلة التي كانت تحصل عليها في العادة". وأضاف "تأخذ الكثير من القيلولة أثناء النهار بدلاً من نوبة نوم واحدة مركزة".
وأوضح ويليامز أن هذا يحدث فقط في الأنواع القطبية؛ لأن سلوكها لا يتأثر بدورات الضوء والظلام. وخلال هذا الوقت من العام، تُفقد ميزة نشاط الحيوانات في وقت معين من اليوم. على سبيل المثال، البحث عن الطعام في الليل لا يوفر الطاقة أو يوفر الحماية من الحيوانات المفترسة نظراً لضوء النهار طوال الوقت. ولكن ليس كل الأنواع القطبية تتخلى عن إيقاعها اليومي. على سبيل المثال، تلتزم السناجب الأرضية القطبية (Spermophilus parryii) بجداول نومها طوال العام. وتنسحب إلى جحورها خلال أحلك جزء من النهار في الصيف (والذي لا يزال غير مظلم مثل الشفق) لتوفير الطاقة.
لا يزال العلماء مثل ويليامز يعملون على اكتشاف ما هو مختلف عن الحيوانات القطبية التي تحافظ على إيقاعات نوم متأصلة. قال ويليامز إنه مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية، تنتقل الحيوانات إلى خطوط العرض الأعلى، "لذا سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف تستجيب الحيوانات التي لم تتعرض للظروف القطبية أثناء تحركها شمالاً".