اقترن اسم الأحساء بتحقيق الإنجازات الكبرى، ومنها انضمام موقع واحة الأحساء إلى قائمة التراث العالمي؛ فهي أكبر واحات النخيل في العالم، إذ تحتضن أكثر من 3 ملايين نخلة، واختيارها عاصمة للسياحة العربية في عام 2019. وتعيش الأحساء هذه الأيام تحقيق إنجاز جديد بتحولها إلى أول مدينة سعودية صديقة للطفولة. وتحقق هذا المنجز عقب توقيع مذكرة شراكة وتعاون بين أمانة الأحساء ومكتب اليونيسف لدول الخليج العربية للمشاركة في مبادرة المدن الصديقة للأطفال التابعة لليونيسف.
أهداف المبادرة
تُسْهِم هذه المبادرة في وضع برامج هادفة لضمان حقوق الطفل، بإنشاء مساحات داخل المناطق الحضرية، وتمكين الأطفال من الحصول على التمتع ببيئة صحية، إضافة إلى الشعور بالأمان لممارسة الألعاب والتعلم والنمو، وتوسيع مشاركة الأطفال في إدارة مدنهم، من خلال الاستماع إلى آرائهم والاستجابة لاحتياجاتهم عند وضع الموازنات والخطط الوطنية.
تاريخ الأحساء
تزخر الأحساء بمعالمها الأثرية الفريدة، فتاريخها يعود إلى ما يزيد على 6000 عام، وهذا التاريخ العريق أثراها بالقصور التاريخية والمساجد الأثرية، وفي مقدمتها مسجد جواثا، ومكنها من أن تصبح وجهة جاذبة للسياح ممن يقطنون المنطقة الشرقية ومناطق المملكة عامة ودول الخليج العربية، إضافة إلى الدول العربية.
كما تتميز الأحساء بطبيعتها الجغرافية التي تجعلها من أكثر الوجهات السياحية؛ فوفرة المياه وعذوبتها التي تستمدها من كثرة عيونها حوَّلتها إلى واحة زراعية ومسطحات خضراء، وتتنوع هذه العيون ما بين العيون الباردة والساخنة والكبريتية، ويقصد الأحساء كثير من الزوار من أجل الاستشفاء والعلاج من الأمراض الروماتزمية.
ومن المعالم السياحية البارزة بالأحساء:
مسجد جواثا
يُصنف بوصفه أحد أقدم المساجد الإسلامية التي شِيدت عقب المسجد النبوي، كما أنه أول مسجد أُقيمت فيه صلاة جمعة في الإسلام بعد المسجد النبوي. ويقع المسجد وسط منتزه الأحساء الوطني، ويعود تاريخ بنائه إلى السنة السابعة من الهجرة النبوية، وقام ببنائه بنو عبد القيس بعد وفادتهم الثانية من عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم، ويبعد المسجد نحو 17 كيلومتراً شمال شرقي مدينة الهفوف.
جبل القارة
يعود تاريخ تكوينه إلى الزمن الجيولوجي الثالث، وهو عبارة عن كتلة من الحجر الجيري، ويحتوي على عدة كهوف، ويقع شرق مدينة الهفوف على بعد 13كم تقريباً، ويتراوح ارتفاعه بين 145 و170متراً فوق مستوى سطح البحر، وتبلغ مساحته نحو 3كم، ومن أكثر ما يميزه برودته خلال فصل الصيف الحار، ودفئه خلال فصل الشتاء؛ فكهوفه مكيفة الهواء.
متحف الأحساء الوطني
أُنشئ عام 1403هـ الموافق 1983م، ويحتوي على عدد من القاعات تعرض تاريخ الأحساء عبر العصور منذ فترة ما قبل الإسلام وحتى العهد الحديث، ويضم المتحف مجموعة كبيرة من التراث الشعبي المحلي، بجانب مكتبة وقاعة لعرض صور عن الإنجازات الحديثة التي نفذت بالمحافظة في العهد السعودي، إضافة إلى قاعة لعرض مقتنيات المتحف الأثرية.
بحيرة الأصفر
تتخذها الطيور المهاجرة موئلاً لها في فصل الشتاء خلال هجرتها من موطنها الأصلي في أوروبا وروسيا وأواسط آسيا، وتستقر بها للتمتع بالدفء ومصادر الغذاء بالبحيرة البالغ مساحتها 326 مليون متر مربع. ومن أشهر أنواع الطيور المهاجرة طائر الفلامنجو أو النحام، وهو من فصيلة الطيور المائية المُعمرة ذات السيقان الطويلة والنحيلة، وطائر السنقيل ينتمي لفصيلة البلشونيات، وطائر القمري وطائر مرزة البطائح وطائر درسة الشعير وطائر خطاف المخازن أو سنونو المخازن وطائر أبو اليسر المطوق. والبحيرة جزء من مكونات واحة الأحساء الخضراء المعتمدة لدى منظمة اليونيسكو.
معالم أخرى
منتزه الأحساء الوطني وتصل مساحته إلى 4500 هكتار، ويتألف من مجموعة من الحدائق، وبرك السباحة، وملاعب الأطفال، ومضمار للخيول.
وقصر صاهود المبنى خلال الفترة الزمنية من 1790وحتى 1800ميلادية.
ويُعَدُّ سوق القيصرية من أعرق الأسواق التراثية الشعبية في منطقة الخليج، ويُشتهر السوق بصناعة المشالح والدلال والأواني والأحذية الحساوية والملبوسات والمنتجات الزراعية والجلدية.
وتحتضن الأحساء أقدم ميناء بحري؛ فميناء العقير شهد أقدم عملية تبادل تجاري خلال العصر الحجري.