نجحت الفنانة آيتن عامر في رسم ملامح مختلفة لكل شخصية تقدمها على الشاشة، سواء في شكل الإطلالة أو الإيماءات أو التعبيرات التي تناسب طبيعة كل شخصية، وحتى في طريقة الكلام، لتثبت أنها فنانة صاحبة قدرات فنية خاصة. اختارت آيتن منطقة درامية صعبة وهي «السيكودراما» في أول بطولة درامية لها، مسلسل «النقطة العامية» الذي عُرض في الموسم الرمضاني المنصرم. وعلى الصعيد الآخر، قدمت أداءً استثنائياً في المسلسل الكوميدي «مكتوب عليا» أمام الفنان أكرم حسني. وبجانب نجاحاتها في مجال الدراما والسينما، حققت أيتن عامر أخيراً حلمها المؤجل من 18 سنة، وذلك بظهورها كمطربة بعدد من الأغنيات الفردية. في السطور التالية تتحدث آيتن لـ «سيدتي» عن حلمها المؤجل، وعن النجاح الذي حققته في مجالي الغناء والتمثيل.
قبل الحديث عن أول بطولة مطلقة لكِ في الدراما التلفزيونية «النقطة العامية». ما هي أهم النقلات الفنية في حياتك الفنية؟
هي ليست محطة واحدة، جميع الأعمال التي شاركت فيها كنت مؤمنة برسالتها، وكل تجربة فنية قدمتها استفدت منها كثيراً ومن النجوم الذين عملت معهم، لكن إذا تحدثت عن فنان أثّر في تشكيلي كفنانة وإنسانة أيضاً هو الفنان القدير نور الشريف، الذي تشرفت بالعمل أمامه في «حضرة المتهم أبي»، و«الدالي» فهو كان أباً بالنسبة لكل فريق العمل، لا يبخل على أحد بالنصيحة، ويؤمن بالعمل الجماعي، استفدت منه كثيراً على المستوى المهني والإنساني، لأنه إنسان في تعاملاته مع كل المحيطين به قبل أن يكون فناناً.
شخصية نفسية صعبة جداً
ما الذي وجدته في «النقطة العامية» لخوض البطولة المطلقة في الموسم الرمضاني المزدحم بجرأة وشجاعة؟
مسلسل «النقطة العامية» له طبيعة خاصة، قدمت فيها شخصية نفسية صعبة جداً، فيها نقلات بعيدة عن بعضها، تطاردها ذكريات الماضي، «داليا» من الشخصيات التي أرهقتني نفسياً، واجتهدت كثيراً لتجسيد معاناتها النفسية أمام الكاميرا.
«داليا» شخصية ثرية ومليئة بالتفاصيل. كيف كانت التحضيرات لها؟
«داليا» في «النقطة العامية» من أصعب الشخصيات التي لعبتها، فهي تقول كلمات تحمل الكثير من المعاني في ثقافتها وما مرت به، وهذا ما يصل إلى الجمهور لأن للشخصية أبعاداً كثيرة. ذاكرت تفاصيل الشخصية الداخلية والخارجية ولكن أبعادها النفسية كانت صعبة، لأنها تظهر عليها ولا تفصح عنها في كلامها، وهو ما جعلني ألجأ إلى استشاريين في مجال الصحة النفسية للوقوف على جوانب الشخصية وفهمها وتحليل شخصيتها، خاصة أنها مريضة نفسياً.
العمل يحمل طابع السيكودراما. ولكِ أدوار سابقة ناجحة في هذه التيمة. هل رأيتِ أن البطولة المطلقة لابد أن تأتي من دور جاد وصعب؟
ليس شرطاً، هناك فنانون وفنانات أثبتوا موهبتهم ونجاحهم في أعمال كوميدية، وأخرى تراجيدية، المصادفة كان لها دور أن تكون أول بطولة مطلقة لي من خلال تيمة السيكو دراما.
وما تقييمك للتجربة؟
المسلسل حقق ردود أفعال قوية داخل مصر وخارجها، رغم أنني مازلت مُصرة على أن العمل لم يأخذ حقه في الانتشار والنجاح، بسبب ظروف العرض، فهو عرض على منصة «وياك»، وقناة «الشمس» فقط، وأعتقد أنه سيأخذ حقه في المشاهدة في العرض الثاني له، لأنه يتناول قضية مهمة.
وماذا عن أصعب المشاهد في المسلسل؟
جميع مشاهد «داليا» صعبة، وتأثرت بها كثيراً، فهي ضحية الظروف والمجتمع، تفقد أسرتها، وعقلها الباطن يرفض فكرة الفقد والوحدة، فتتعامل معهم وكأنهم موجودون.
شاركتِ في بطولة مسلسل «مكتوب عليا» بشخصية كوميدية. هل ترين أنك وصلتِ للكفاءة والخبرة التي تؤهلك للقيام بأكثر من شخصية مختلفة في موسم واحد؟
أصبحت لدي خبرة أكثر في القيام بأكثر من شخصية في موسم واحد، من دون أن تؤثر واحدة منها على الأخرى، وتنظيم مواعيد التصوير بين العملين.
ما الأسباب التي دفعتك للمشاركة في «مكتوب عليا»؟
لأسباب عديدة أهمها، عشقي للكوميديا وراء حماستي للمشاركة في بطولة المسلسل، وثاني أهم الأسباب كاست العمل وعلى رأسهم أكرم حسني، لأنه فنان صاحب موهبة استثنائية، والنجاح دائماً حليفه في كل خطوة فنية يخطوها، فهو صاحب كاريزما وحضور خاص على الشاشة، وأنا استمتعت بالعمل معه جداً، وشعرت بأن هناك كيمياء عالية بيننا. والسبب الأهم انجذابي لشخصية «رقية» التي أحببت كل تفاصيلها على الورق وشعرت بأنها شكل جديد لم يسبق لي أن قدمته من قبل.
تابعي المزيد: آيتن عامر تشوّق جمهورها لعمل جديد بالفيديو: تفتكروا بنصور إيه؟
تحضير من نوع خاص
وكيف كان التحضير لشخصية «رقية»؟
«رقية» تطلبت مني تحضيراً من نوع خاص، فهي فتاة تحاول بكل الطرق الارتباط بابن خالتها جلال رغم رفضه المستمر لدرجة أنها تطارده في كل مكان وتقف حائلاً بينه وبين الارتباط بالفتاة التي أحبها، لذلك ركزت كثيراً أثناء التحضير للشخصية لأنها من المفترض أنها كوميدية، فحافظت على الحس الفكاهي فيها، وقدمتها بشكل مثالي حتى لا تستفز الجمهور، خاصة أنها لا تعترف بالكرامة في الحب.
هل آيتن تصل لدرجة التعاطف مع الشخصيات التي تقدمها حتى تستطيع التعبير عما يخالجها من مشاعر وأحاسيس؟
بالطبع، «داليا» في «النقطة العامية» تعاطفت معها كثيراً لدرجة أنني تأثرت بمشاهدها، و«رقية» كذلك تعاطفت معها، وأشعر بأن جلال ظلمها لأنه واجه حبها بالرفض، وكان يبرر لها دائماً سر مقابلاته الكثيرة مع سلمى (هنادي مهنى).
هل بالضرورة على النجم الكوميدي تقديم رسالة في أعماله؟
الأعمال الكوميدية هدفها الضحك، وكل عمل وراءه رسالة، ليس بالضرورة أن تحمل قضية قوية في مضمونها، والأهم أن تقدم بطريقة مثالية تعتمد على كوميديا الموقف بعيداً عن الإسفاف الذي وضع الدراما الكوميدية في مأزق.
ما حقيقة وجود جزءٍ ثانٍ من المسلسل؟
حتى الآن لم يتضح هذا الأمر.
وماذا عن كواليس أغنية «ستو أنا» التي جمعتك بأكرم حسني؟
الأغنية حققت نجاحاً لافتاً، وفي الحقيقة توقعت ذلك، لأن أكرم فنان متميز ويحسب خطواته جيداً، فهو لا يقدم على خطوة إلا بعد التأكد من ماهية نجاحها، وسعيدة بالديو الغنائي جداً، الذي وصل للصغار قبل الكبار.
تابعي المزيد: بصور من الذكريات.. كيف هنأت أيتن عامر شقيقتها وفاء عامر بيوم ميلادها؟
«داليا» قادتني إلى الذهاب لاستشاريين في مجال الصحة النفسية و«رقية» استفزتني فنياً
أكرم حسني فنان صاحب موهبة استثنائية ولمست كيمياء قوية بيننا خلال التصوير
المشاريع الغنائية
هناك نشاط فني لكِ ملحوظ في مجال الغناء. وتصدرت أغنية «خطافة الرجالة» التريند كيف استقبلتِ ردود الأفعال؟
سعيدة بخطواتي الغنائية، وردود أفعال الجمهور حول مشاريعي الغنائية، فهو دائماً الحافز الأول الذي يدفعني للاستمرار، وأعد الجمهور بمزيد من المشروعات الغنائية التي ستكون حال ألسنتهم.
الوجود على مستوى الساحة الغنائية حلم مؤجل منذ 18 عاماً حسبما صرحتِ. لماذا تأخرتِ في تحقيقه؟ وكيف استُقبِلت كمطربة؟
شغفي بالغناء كان أكبر من التمثيل، بدأ منذ 18 سنة تقريباً، ولكن وجدت فرصاً أكبر في التمثيل وانشغلت بها ربما يكون هذا سبب تأخر تلك الخطوة، لكن حلم الغناء كان يطاردني من حين لآخر، وقمت بالغناء في معظم أعمالي الدرامية والسينمائية، ووجدت أن الوقت قد حان لتقديم نفسي للجمهور كمطربة. وتلقيت دعماً كبيراً من زملائي الفنانين، وأيضاً من الجمهور.
هل هناك مشروعات غنائية مستقبلية؟
نعم، سوف أقوم بطرح عدد من الأغاني تباعاً على طريقة الأغنية المنفردة في موسم الصيف، خاصة أنني لمست تفاعلاً واستقبالاً جيداً من الجمهور لمشاريعي الغنائية، فهو الذي منحني الضوء الأخضر للاستمرار.
هناك بعض الفنانات يحرصن على عدم مشاركة صور لأبنائهن على «السوشيال ميديا». لماذا؟
لأنني عانيت بسبب تميزي بمعنى أنه كان هناك أناس يصادقونني لمجرد إني شقيقة وفاء عامر، حتى يحظوا بالشهرة التي تحظى بها شقيقتي من خلال تكوين صداقات معي، ولا أحب أن يعيش أبنائي ذاك الشعور، أريد أن ينعموا بحياة هادئة بعيدة عن صخب الحياة الفنية.
هل آيتن تؤمن بالحسد في حياتها؟
أؤمن به، لكني لا أخشاه، ومؤمنة بأقدار ربنا.
تابعي المزيد: كوميديا وغيرة وكيد النساء.. أيتن عامر تطرح «خطافة الرجالة»
