كشفت امرأة أسترالية كيف تم تشخيص إصابتها بنوع نادر للغاية من السرطان بعد أن عانت من الألم بعد قيامها بتمرين رياضي، إذ تأمل بقصتها توعية الآخرين إذا كان لدى أي شخص شيء يزعجه، فقط يقوم بفحصه ولا يؤجله.
بحسب موقع 7 News، بدأت قصة "جيسيكا سلي"- البالغة من العمر 35 عاماً وهي متزوجة بسعادة ولديها طفلان صغيران- قبل ثماني سنوات، تحديداً في عام 2014. كانت تتدرب مع مدربها الشخصي وكانت تقوم ببعض التمارين بينما تحمل وزناً يبلغ 10 كجم. وفي منتصف التمرين، شعرت بألم أسفل عظم القص. اعتقدت في البداية أنه مجرد شد عضلي.
عندما لم يهدأ الألم بعد بضعة أيام، حجزت "جيسيكا"، وهي ممرضة، موعداً في مركزها الطبي المحلي. عندما فحصها الطبيب لم يجد سبباً لعدم شعور "جيسيكا" بالراحة. وقال لها: "ما تقولينه لي فقط لا معنى له، أنتِ بصحة جيدة وشابة"، ثم أرسلها لإجراء فحص على البطن.
أظهر الفحص أن هناك شيئاً ما في تجويف الصدر، الأمر الذي احتاج فحص أكثر وأخذ عينة خزعة. لم يعتقد أحد أن هناك شيئاً خطأ، لكن كان هناك. فقد لقطت "جيسيكا" كلمة ساركوما.. من أنواع السرطان، مكتوب في التقرير.
وبالاتصال هاتفياً بزميلة وصديقة قديمة، طلبت "جيسيكا" رأيها، فقالت لها أنه أمر ليس بالهين وأنه خطير. حينها بدأ التوتر على "جيسيكا".
وفي حين أظهرت نتيجة الخزعة أنه ورم حميد، نصحها الأطباء بضرورة إجراء جراحة لأن الورم ينمو بجانب قلبها. وفي يونيو 2014، خضعت للجراحة وكانت ناجحة، وتم إرسال عينة الورم المُستأصل إلى الخارج لفحصه. ومع المتابعة لمدة ثمانية أسابيع، عادت "جيسيكا" إلى العمل وتركت الجراحة وراءها.
لكن بعد خمسة أسابيع، تلقت مكالمة من طبيبها يخبرها أن ما لديها هو ساركومة (ورم) ليفية شبيهة بالتصلب وساركومة عظمية عالية الدرجة- سرطان من النوع الفرعي الهجين. المرض نادر جداً.
لحسن الحظ، تم اكتشاف المرض مبكراً، ومع العلاج، كان الأطباء يأملون في أن يتمكنوا من إيقافه قبل أن ينتشر أكثر. و تلقت "جيسيكا" العلاج الإشعاعي.
خطط الزواج والمضي قدماً
مع اقتراب موعد زفافها بعد أسابيع قليلة- بعد خمسة أسابيع من العلاج الإشعاعي- سارت العروس بشجاعة في الممر مع عريسها "كيران".
بعد أيام قليلة من زواجها من رجل أحلامها، عادت "جيسيكا" لتلقي العلاج الإشعاعي. وقد أتى تصميمها ثماره، حيث أثبت العلاج نجاحه. وواصلت إجراء الفحوصات.
بعد ذلك بعامين، في يونيو 2016، قدم الطبيب للزوجين الأخبار التي كانا ينتظرانها. في مارس 2017، رحبوا بصبي اسمه "ديكلان".
فرحة قصيرة.. عودة السرطان مرة أخرى
خلال فحصها الذي دام ثلاثة أشهر، لاحظ طبيبها نمواً غير عادي. اعتقدت "جيسيكا" أن السرطان قد عاد. لكن أظهرت المزيد من الاختبارات أن النمو غير العادي كان مجرد ندوب متبقية من الجراحة السابقة.
ومع الثقة في توسيع نطاق الأسرة، رحب الزوجان بطفلة، "ماديسون"، في مايو 2018. وبدأت "جيسيكا" في وضع رحلتها السرطانية وراء ظهرها والتركيز على طفليها الجميلين وزوجها المحب.
لكن فرحتها كانت قصيرة العمر. في أواخر عام 2019، انقلب عالم "جيسيكا" بشكل مدمر رأساً على عقب. عاد السرطان- وهذه المرة لم يكن هناك ندوب متبقية. وفي العام الجديد، خضعت "جيسيكا" لعملية جراحية مرة أخرى، في محاولة يائسة لإزالة الخلايا السرطانية. وأمضى الجراحون تسع ساعات في إزالة العضلات والعظام المصابة، واستبدال أجزاء من جسدها بشبكة طبية. أمضت ثلاثة أيام في وحدة العناية المركزة.
وللأسف، تبعت أخبار سيئة، حيث تم اكتشاف المزيد من السرطان عندما بدأت ندوبها الجراحية السابقة في الشفاء.
تحت المشرط الجراحي مرة أخرى، أزال الجراحون جزءاً من عظم القص والحجاب الحاجز، وأعادوا بناء جدار صدرها. لقد كانوا يخوضون معركة شاقة.
الاستمتاع بالحياة كما هي
وفي ديسمبر 2020، نطق الأطباء بكلمات لم ترغب "جيسيكا" في سماعها أبداً- كان السرطان الذي تعاني منه غير قابل للشفاء. انتشرت الأورام في جميع أنحاء صدرها وبطنها، بما في ذلك الورم الموجود خلف قلبها مباشرة. وهي تتشبث بشدة بالأمل، وجربت العلاج الكيميائي ، وهو العلاج الذي نصح به الأطباء على الأرجح أنه لن ينجح.
تقول "جيسيكا": "قيل لي لو لم يفعل العلاج الكيماوي شيئاً، فسيكون لدي 12 شهراً لأعيشه. إذا استقرت حالة السرطان، سيكون لدي 12-18 شهراً. إذا قلصها، سيكون لدي 18 شهراً إلى ثلاث سنوات."
وفي هذه الأثناء، اختارت "جيسيكا" التركيز على نوعية الوقت الذي تعيشه. واتخذ الزوجان قراراً بعدم إخبار الأطفال أن والدتهم قد لا تكون موجودة عندما يكبرون. فقط عندما يقول الأطباء أن أمامها ستة أشهر فقط، سيتحدث الوالدان عن السرطان معهم بعد ذلك.
تقول "جيسيكا": "لا أريدهم أن يقلقوا ويفكروا، هل ستستيقظ أمي في الصباح؟"
أمضت المرأة الرائعة الأشهر القليلة الماضية في تجربة الأدوية والخضوع للعلاجات السريرية، وكلها غير فعالة، بشكل مؤلم. لكنها ما زلت متفائلة ومتمسكة بحياتها.