مضادات الاكتئاب: معيارٌ جديد لتحديد مدى فعاليتها وفق دراسة علمية

مضادات الاكتئاب: معيار جديد لتحديد مدى فعاليتها، وفق دراسة علمية
مضادات الاكتئاب: معيار جديد لتحديد مدى فعاليتها، وفق دراسة علمية
الدكتور ويليام بوبو
الدكتور ويليام بوبو
بعض مضادات الاكتئاب قد لا تفيد المريض؛ مما يستدعي تغييرها
بعض مضادات الاكتئاب قد لا تفيد المريض؛ مما يستدعي تغييرها
مضادات الاكتئاب: معيار جديد لتحديد مدى فعاليتها، وفق دراسة علمية
الدكتور ويليام بوبو
بعض مضادات الاكتئاب قد لا تفيد المريض؛ مما يستدعي تغييرها
3 صور

الاكتئاب مرض نفسي منتشر على نحو كبير، وفي حين يتناول عددٌ من المرضى مضادات الاكتئاب؛ فإنَّ هذه الأخيرة قد لا تكون فعّالة على القدر المطلوب، ويجب إعادة النظر بها؛ وفقاً لدراسة علمية جديدة.
ما هو هذا المعيار الجديد الذي يحدد مدى فعالية مضادات الاكتئاب؟

الدكتور ويليام بوبو

 


لا يستجيب أكثر من ثلث الأشخاص الذين تمَّ تشخيصهم بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي، بشكل كافٍ لمجموعة محددة من العلاجات المضادّة للاكتئاب، وغالباً ما يحتاج المرضى إلى تجربة خيارات مختلفة؛ حتى تثبت فعالية إحداها، وللمساعدة في التوصّل إلى الوصفة الطبية الصحيحة في أسرع وقت، قام فريق بحث بقيادة "مايو كلينك" بوضع معيار جديد للمساعدة على تحديد وقت توقّف المرضى عن الاستفادة من دواء محدد، وإعادة النظر في الخيار الأولى.

 

لا توجد علاجات غير مجدية بالكامل

توجد تعريفات واضحة ومعتمدة للعلاجات التي تُجدي نفعاً لدى المرضى، أما تعريف العلاجات غير الفعّالة؛ فمازال غيرَ واضح المعالم؛ وفقاً للطبيب الذي شارك في تأليف هذه الدراسة، الدكتور ويليام بوبو، رئيس قسم الطب النفسي وعلم النفس في مايو كلينك فلوريدا، وقد تمّ نشر هذه الدراسة في مجلة "علم الأورام السريرية".

ويقول الدكتور ويليام بوبو: "إنّ اعتبار العلاجات المضادّة للاكتئاب، التي لا تعود بفائدة على بعض المرضى غيرَ مجدية بالكامل، هو من المفاهيم الخاطئة الشائعة في مجال الطب، ونعتقد بناءً على تجربتنا، أنّ بعض العلاجات تؤدي إلى تحسّن في حالة المرضى، لكنّ هذا التحسّن قد يكون غير كافٍ للاستمرار بالعلاج المحدد، وبالتالي، لا تكون الفائدة المحققة في هذه الحالة على القدر المطلوب، بالرغم من عدم وجود تعريف واضح للقدر المطلوب بعد".

معيار جديد

بعض مضادات الاكتئاب، قد لا تفيد المريض؛ مما يستدعي تغييرها


لذلك، يهدف المعيار الجديد إلى المساعدة في تحديد وقت توقّف العلاج المضاد للاكتئاب عن تحقيق الفائدة للمريض، وبالتالي التوقّف عن وصفه، والتوجّه نحو بديل آخر.

وارتكز البحث على مقارنة النتائج وفقاً لثلاثة مقاييس للاكتئاب، باستخدام أداة تحدّد تقييم الطبيب المعالج لمدى تحسّن المريض، أو تفاقم حالته النفسية بعد البدء بالعلاج.. ووجد الباحثون أنّ الأسبوع الرابع والأسبوع الثامن كانا عبارة عن فترة كافية نسبياً للإشارة إلى تحسّن بنسبة 30% أو ما دونها، في أعراض الاكتئاب خلال مرحلة علاج الاكتئاب الحاد.

وقد استعان معدّو الدراسة بمجموعة متنوعة من التخصّصات، بما في ذلك الطب النفسي وهندسة الكمبيوتر والعلوم الإحصائية وعلم العقاقير الجزيئي والسريري؛ للتمكّن من وضع معيار بالأرقام لفترة عدم استجابة المرضى للعلاج.

ويضيف الدكتور ويليام بوبو قائلاً: "أظهرت نتائج هذه الدراسة، أنّ الاستجابة الإيجابية للعلاجات المضادة للاكتئاب، ليست النقيضَ المباشر لعدم وجود استجابة إيجابية لدى المريض؛ إذ أنّ الأمر ليس بهذه البساطة؛ فتغيير العلاج فقط بعد عدم ملاحظة أيّ تحسّن لدى المريض، لا يستبعد احتمال استمراره بتلقي علاج آخر قد لا يعود بالدرجة المرجوّة من التحسّن؛ للتمكّن من الالتزام به لفترة أطول.. ولحسن الحظّ، بات لدينا اليوم معيارٌ رقميٌ واضحٌ للوقوف على نتائج العلاج المضاد للاكتئاب، وتحديد الفترة التي يمكن خلالها اعتبار الدواء المحدد غيرَ مُجدٍ للمريض".

تابعي المزيد: ماذا يحدث للجسم عند الضغط النفسي؟ وما هي الطرق العلاجية؟.. طبيب يجيب

نتائج تفتح الباب للتنبؤ بالنتائج غير الفعّالة للأدوية

تفتح هذه الدراسة الباب أمام الأبحاث المستقبلية الهادفة إلى التنبؤ المبكر بالنتائج غير الفعّالة للعلاجات المضادة للاكتئاب.. ويقول الدكتور ويليام بوبو، إنّ القدرة على التنبؤ بعدم جدوى العلاج، قد تكون على القدر نفسه من أهمية التنبؤ باستجابة المريض الإيجابية لعلاج الاكتئاب.

ويختم قائلاً: "إنّ المرضى الذين لا تظهر عليهم نتائج مُجدية وفقاً للمعيار الجديد المحدّد، أو الذين يتبيّن أنهم لن يجنوا فائدة ملحوظة من هذا العلاج، قد يحتاجون إلى خطة علاج مختلفة في مراحل مبكرة من العلاج، ويسهم ذلك في الحدّ من الوقت الذي يقضيه المريض بتلقي علاج مقدَّر له الفشل، وتحوّله بشكل سريع نحو علاج آخر قد يكون أكثر فاعلية".


ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج.. عليكِ استشارةَ طبيب مختص.


تابعي المزيد: الاضطرابات العصبية ماذا وراء ازديادها في العالم؟