هناك قصائد تصلح أن تكون دستوراً للإنسان يطبقها خلال مسيرته على جسر الحياة الدنيا، ومن هذه القصائد التي أحفظها وأنا في المرحلة الابتدائية، قصيدة للشافعي تحث على مساعدة الناس وتقديم الدعم لهم، طالما أن الإنسان يستطيع ذلك، وقد بيّن الشافعي في مجموعة صغيرة من الأبيات، مزايا وفضائل مساعدة الناس، حيث يقول في البداية:
لا تمنعن يد المعروف عن أحد
ما دمت مقتدراً فالسعد تارات
ثم يقول في البيت الثاني مبيناً من هو أفضل الرجال:
وأفضل الناس ما بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات
وفي البيت الثالث يبين أن الأيام تدور، فالسعد عندك اليوم ويرحل إلى غيرك في الغد، حيث يقول:
الناس بالناس مادام الحياء بهم
والسعد لا شك تارات وهبات
أما البيت الرابع ففيه معنى عميقاً يشير إلى أن من يساعد الناس يجب أن يشكر الله الذي جعله في هذا المكان، ويقصد أنه هو المطلوب وليس الطالب حيث يقول:
وأشكر فضائل صنع الله إذ جُعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
وفي نهاية الأبيات يؤكد أن مساعدة الناس هي التي تخلد الإنسان حيث يقول:
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
في النهاية أقول:
يا قوم؛ تأملوا هذه الأبيات واجعلوها دستوراً لكم، خاصةً ونحن نعيش في معطيات رؤية 2030 التي تؤكد على نشر ثقافة التطوع، والمبادرة إلى مساعدة الآخرين وفق مجتمع يحاول أن يكون متعاوناً ومتماسكاً كالبنيان المرصوص.