يصف رسولنا الهادي النبي محمد صلى الله عليه وسلم أخلاقه حين يقول "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ويصف خالقنا سبحانه وتعالى نبيه الكريم فيقول : "وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ". ، وفي ظل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (بحسب فتوى الأزهر الشريف) تذكرنا هذه الذكرى العطرة بأخلاق وخلق أشرف الخلق أجميعن، من جاءت دعوته لكل زمان ومكان، وجعلت منه قدوة في القيم والمثل، وفي المحبة والتعامل والتعايش، سيدتي التقت الشيخ عمرو سيد أحمد إمام وخطيب بالأوقاف المصرية، ومن علماء الأزهر الشريف في حديث حول أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم عبر مولده الكريم
- في ذكرى المولد النبوي الشريف حدثنا عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول الشيخ عمرو: هذا السؤال يذكرنا بسؤال أحدهم لسيدنا علي رضي الله عنه يقول له "صف له أوصاف رسول الله"، فقال له سيدنا عليّ "صف لى أنت أولًا متاع بيتك" فقال له: " كيف أصف متاع بيتي وهو كثير" فابتسم سيدنا علي وقال: "لا تستطيع أن تصف لي متاعًا قال الله عنه "وما متاع الحياة الدنيا إلا قليل"، وأنا كيف أصف لك من قال عنه ربه: " وإنك لعلى خلقٍ عظيم"، ولهذا لا يمكن لأحد أن يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوافيه حقه لأن الله وصفه بالوصف الذي لا يدانيه أحد، وعندما سئلت السيدة عائشة عن أخلاق الرسول الكريم قالت: "كان خلقه القرآن" أي أنه كان يطبق الأخلاق التي بالقرآن فإذا بحثت عن خلق الصبر تجده برسول الله، وإذا بحثت عن الحلم تجده برسول الله، وإذا بحثت عن الكرم تجده برسول الله، وعن التسامح والشجاعة والذود والوفاء والرحمة ... فأي أخلاق ذكرت بالقرآن الكريم تجدها في رسول الله، فقد كان "قرآنا يمشي بين الناس"كما قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها.
تابعي المزيد: ماهو المولد النبوي؟ وما هي مناسبته؟
- كيف كان الرسول معلمًا للبشرية
يقول : برغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أميًا لا يعرف القراءة والكتابة، يقول الله تعالى: " وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ" ، وبرغم ذلك فالأميّ علم البشرية كلها فقد أخرج الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور الحق واليقين وأتى بمنهاج وشريعة لا تدانيها أي أمة فقد قال الله تعالى " وَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ "
وتجد نماذج كثير فقد علم الأمة أساليب التحضر كلها، فتجده يعلمهم المأكل والمشرب، فعندما يجد غلام يده تطيش في الصحيفة ، يعلمه فيقول :"يا غلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك" وحتى بالمشي يعلم الإنسان ألا يمشي مختالًا أو فخورًا أو متكبرًا، وما ترك فرصةً لكبير ولا صغير إلا علمه، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يَوْمًا فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ"، كما كان الرسول يعلم بالحكمة والموعظة الحسبة و يضرب أمثلة ليقرب بها المفاهيم ويستخدم فى التعليم أسلوب بسيط يوضح به المعلومة سواء دينية أو دنيوية ، وكان يعتمد بالتعليم على اسلوب الإقناع والمنطق مثل حديث الشاب للرسول عن الزنا ورغبته فيه، وكيف أقنعه الرسول بأن ذلك فاحشة ليبتعد عنه، ومن أقوال كل من تعامل مع الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان خير معلم ومربي للبشرية فلم ينهر ولم يضرب ولم يشتم بل كان يعلم ويوضح ويشرح بأبسط الطرق وأهونها وأحكمها..
- كيف نقتدي برسولنا فى أفعالنا وأقوالنا صلى الله عليه وسلم
من يتأمل سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد أن كل صغيرة وكبيرة تستحق أن تقتدي به فيها ، فالله يقول لنا " لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" ، فهو الشخصية التي لا بد أن نقتدي بها فى كل فعل وفي كل قول فنجده خير القدوة مع زوجاته حيث يقول :" خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلِي"، وخير القدوة كأب حينما يعامل بناته أفضل معاملة، خير قدوة مع الأرحام ممن آذاه ومن لم يؤذه، وخير قدوة مع جيرانه فيعفو عمن ظلمه ويسامح من أساء إليه وخير قدوة مع خدمه.. وخير قدوة مع الناس أجميعن
- لماذا نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف
يقول الشيخ عمرو: رسولنا الكريم النور الهادي والمبعوث بالحق من أخرجنا من ظلمات الجاهلية لنور الحق ولولاه لكنا ما زلنا نتخبط فى الجاهلية والظلام والكراهية، فقد أخرج الناس من الجاهلية للحق واليقين ومن الظلام والظلمات والكراهية والأحقاد للنور والرحمة والحب والتسامح ، ولذلك يجب على الأمة الاحتفال به فهو أعظم منة وأعظم نعمة فقد قال الله تعالى " لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"
تابعي المزيد: أفضل الأعمال في المولد النبوي