التردد هو سلوك يتسم بالتذبذب بين القرارات وعدم القدرة على اتخاذ قرار، والذي يعني عملية تقييم البدائل والاختيار من بينها، ويعد نشاطاً لحل المشكلات ينتهي بالحل المرضي والأقرب للواقعية، وبالتالي فهي عملية عقلانية عندما تحدث بالمسار الصحيح وغير عقلانية عندما يتم اتخاذها بطريقة غير مدروسة وغير منظمة، وتوجد العديد من المهارات التي يمكن تطويرها لعملية اتخاذ قرار منطقية وأقرب ما تكون إلى الواقع كالتحليل والنقاش، تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: هذه الصفة قد تجعل الإنسان يخسر كثيراً في خضم سعيه لإرضاء كل الأطراف أو اختيار أكثر الأشياء أماناً له، وهناك بعض الخطوات والنصائح التي ممكن للإنسان اتباعها ليقضي على التردد بداخله، ويكون أكثر حسماً عند اتخاذ قراراته.
*كيفية التخلص من التردد في اتخاذ قرار:
-مواجهة المخاوف والهواجس
يتردد الإنسان عند اتخاذ قرار ما حين تتصارع بداخله المخاوف والهواجس حول نتائج هذا القرار وحيثياته، لذا مواجهة المخاوف والهواجس بداخلك ستمكنك من الحسم وعدم التردد، فعندما تحضر مفكرة وقلماً وتكتب مخاوفك وتجد حلاً لإحداها، وتفند الأخرى وبذلك ستكون أكثر حسماً مع مرور الأيام. فيمكن التخلص من الخوف من خلال التفكير بطريقة منطقية والتخلص من الأفكار الوهمية التي تمر بالإنسان في مراحل حياته.
-تحديد الأهداف:
يساعد تحديد الأهداف الفرد على التفكير بما يريد، وهذا يساعد ويشجع المرء على التفكير بالمستقبل من دون تردد لتحقيق الهدف.
-تذكر الإنجازات:
يساعد تحقيق انتصار على تحقيق انتصارات بعده والقدرة على الاستمرار في العمل على تطوير الذات والمهارات وتكرار الانتصارات.
-تحمل مسؤولية القرارات:
يجب أن يكون الإنسان واعياً لقراراته ومطلعاً على السلبيات والإيجابيات التي من الممكن أن ينتج عنها قرار سليم.
-بناء الثقة بالنفس:
وتكون من خلال التعرف على مواطن القوة والضعف، ومحاولة التصالح مع الذات، وتحقيق الصحة النفسية وتقوية الشخصية. وكذلك يجب التعرف على سلبيات التردد في اتخاذ القرار فالتردد يضيع الفرص من الفرد ويجعله غير قادر على تحقيق نفسه أمام نفسه أولاً والآخرين ثانياً، وكذلك يشعر الإنسان بالعجز وعدم الثقة بالنفس ويحبط الطاقات الموجودة في الإنسان ويحول عائقاً دون تحقيقها، فكل أهداف الإنسان لا يمكن تحقيقها مع وجود صفة التردد في الإنسان.
-رضا الله
طالما أن أفعالك وقراراتك تراعي فيها رضا الله سبحانه وتعالى فلا تتردد ولا تخاف، فإذا كان الله معك وراضٍ عنك فسيبارك خطواتك في هذه الحياة، فمعيار رضا الله عما تفعل هام جداً وأنت تتخذ قراراتك، ضع هذه النقطة في الاعتبار وانطلق بلا تردد أو خوف.
-ارضِ نفسك حتى تستطيع إرضاء الآخرين
حين تتخذ قرارك ضع نفسك أولاً في الاعتبار، فحين تدعم نفسك وترضيها ستصل إلى نقطة التوازن النفسي ومن ثم ستستطيع احتواء الآخرين في دائرة معارفك، وستستطيع الوصول إلى نقطة اتزان معهم في علاقاتك بهم، لذا ومن منطلق أن كل شخص مسئول عن قراراته، فلابد أن تكون القرارات داعمة لك في المقام الأول وتصب في مصلحتك، فأنت أولى الناس بدعم نفسك فلا تتردد من أجل محاولة الوصول لحل أو قرار يرضي جميع الأطراف، لأنه لا توجد خطوة أو قرار سيرضي جميع الناس من حولك.