منذ حوالي عقدين من الزمن، كتب الدكتور هارفي كارب، طبيب الأطفال، كتاباً عن الأبوة والأمومة بعنوان "أسعد طفل على العالم"، حيث طرح فكرة "الفصل الرابع"، مشيراً إلى الأشهر الثلاثة الأولى من حياة الطفل بعد الولادة.
في عام 2021، تم تضمين المصطلح لأول مرة في أحدث إصدار من قاموس Merriam-Webster، والذي احتفل به كثيراً من قبل النساء في جميع أنحاء العالم. في حين أن الكثيرين لا يزالون لا يعرفون أهمية هذا المصطلح والمرحلة التي يصفها، إليك دليلاً موجزاً لنفسه.
ما هو الفصل الرابع من الحمل؟
عرف "الفصل الرابع" على أنه "فترة الثلاثة الأشهر التي تلي الولادة مباشرةً والتي تتعافى فيها الأم عادةً من الولادة وتتأقلم مع رعاية طفلها".
يعتقد الدكتور كارب أن الآباء يمكن أن يخلقوا تجربة الفصل الرابع التي تشبه الرحم لأطفالهم حتى بعد ولادتهم. والتي تبدأ من التقميط، والسكت، والتمايل، والامتصاص، وحمل الأطفال في وضع جانبي، أو جعلهم على المعدة، هي تجربة يمكن المرور بها إذا تعرفت إلى تفاصيلها.
التكيف مع البيئة الجديدة
خلال الثلث الرابع من الحمل، تخضع كل من الأم والطفل لعدة تغييرات، ليس فقط من حيث البيئة الخارجية، ولكن أيضاً من حيث البيئة المحيطة بها. وبالنسبة للطفل بشكل خاص، قد تكون الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة مرهقة ومتعبة بعد أن عاش في الرحم الدافئ ويحيط به السائل الأمينوسي لمدة تسعة أشهر تقريباً.
ومع عدم معرفة الطفل بالنهار أو الليل، يهتم فقط بالرضاعة الطبيعية والنوم والتبرز. فكيف بالضبط يتكيف هو أو هي مع الحياة الجديدة؟
تعرّفي إلى المزيد: كيف أتصرف إذا لم يتم الحمل بعد الإبرة التفجيرية؟
التقميط والهز
هما اثنان من خمسة شروط، ويعتبران جزءاً لا يتجزأ من الفصل الرابع. نظراً لكونهما محصورين بعمل الرحم، فهما بحاجة إلى الشعور بنفس الأمان خارج الرحم، وهذا هو السبب في أن التقميط والتمايل يمكن أن يساعد.
يوفر التقميط شبكة أمان لطفلك حيث يحميه من الانعكاس الطبيعي. ويساعده على التخلص من القلق. من ناحية أخرى يعد التأرجح طريقة طبيعية لتهدئة الطفل وراحته ومساعدته على النوم.
ماذا يعني ذلك للأم؟
يمكن أن يشكل الفصل الرابع تحدياً كبيراً للأم. بعد حمل طفل في الرحم لمدة 9 أشهر وخضوعه لعملية الولادة، يستغرق الجسم وقتاً للشفاء والتعافي. علاوة على ذلك، تحدث العديد من التغييرات الجديدة بعد الولادة، ما يتسبب للأم بالشعور بالإرهاق. أولاً، هناك التغذية المستمرة، ووضع الطفل في النوم، وتغيير الحفاضات، وإيقاف بكائه، والاعتناء به، وأكثر من ذلك. بالإضافة إلى الضغوط الناجمة عن إحساس الأم بالذنب، وشعورها بالتقصير، هذا كله يؤدي إلى خسائر كبيرة.
لا تترددي في طلب المساعدة
في حين أنه من السهل التأكيد على أهمية الرعاية الذاتية، إلا أنه من الصعب وضعها موضع التنفيذ. ومع ذلك، لا ضرر من طلب المساعدة من أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك الموثوق بهم. يمكنك أن تطلبي من شريكك أن يمدك بيد العون ليس فقط في رعاية الطفل ولكن أيضاً في الأعمال المنزلية.
واعلمي أنه أمر عادي ألا تكوني على ما يرام أو تشعري فجأة بأنك بخير. لأنك ستخوضين تجربة المشاعر الشديدة، والتهيج، والشعور باليأس بسبب الحرمان من النوم فهذه أيضاً مشكلة شائعة قد تنشأ خلال هذه الفترة. ومع ذلك، لا تضغطي على نفسك واسترخي. وخصصي وقتاً للأنشطة التي تحبينها، ومارسي التأمل، وانتقلي إلى اليوجا، والأهم من ذلك، تناولي أطعمة صحية ومغذية.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
تعرّفي إلى المزيد: الفرق الأكيد بين المغص العادي ومغص الولادة
