تنظم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو للاحتفال باليوم العالمي للفلسفة عدة فاعليات تحت عنوان ( إنسان المستقبل ) بالتعاون مع الاستوديو الوطني للفنون المعاصرة من تلك الفاعليات ندوة ومعرض في مقر اليونسكو في باريس، خلال الفترة من 16 إلى 18 نوفمبر 2022.ووفقا لموقع ( unesco) تقول أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو:
"اليونسكو هي في حد ذاﺗﻬا منظمة تضطلع بمشروع فلسفي يقوم على فلسفة حقوق الإنسان التي انتهجها إيمانويل كانطأو برناردين دي سان بيير. ويمكن أن يقال من هذا المنطلق إن اليونسكو، التي تتفق مهامها مع الطابع العالمي للفلسفة، تمثل فلسفةً. وبمناسبة هذا اليوم العالمي للفلسفة، تدعوكم اليونسكو إلى أن تمارسوا بدوركم تلك التساؤلات النابعة من الاندهاش بالعالم وبالبيئة المحيطة بكم، وإلى أن تتصدوا لأوجه التعصّب الفكري الأحكام المسبقة، أي أن تكتشفوا أن الأفراد أينما كانوا في العالم ينتمون جميعاً إلى فئة بني البشر."
ما تعنيه الفلسفة؟
يصادف اليوم العالمي للفلسفة في الخميس الثالث من شهر نوفمبر كل عام ويمثل هذا اليوم العالمي عملية جماعية للتفكير الحر والمنطقي والمستنير في التحديات الكبرى المرتبطة بعصرنا هذا ويُشجع جميع شركاء اليونسكو (أي الحكومات الوطنية والمؤسسات والمنظمات العامة التابعة لها، بما في ذلك اللجان الوطنية لليونسكو، والمنظمات غير الحكومية، والرابطات، والجامعات، والمعاهد، والمدارس، وشبكات برنامج توأمة الجامعات، والكراسي الجامعية لليونسكو، والمدارس المنتسبة وأندية اليونسكو المعنية، وما إلى ذلك) على تنظيم أنشطة متنوعة تتعلق بالموضوع العام لليوم العالمي للفلسفة، مثل الحوارات الفلسفية والنقاشات والمؤتمرات وحلقات العمل والفعاليات الثقافية والعروض المختلفة، وذلك بمشاركة فلاسفة وعلماء من جميع التخصصات المتصلة بالعلوم الطبيعية والاجتماعية، ومربين ومعلمين وطلبة وصحفيين وغيرهم من ممثلي وسائل الإعلام، والجمهور العام.
إنسان المستقبل
في عالم شديد التقنية ، فإن مفهوم الإنسانية ذاته في تطور مستمر. ماذا نسمي الإنسان اليوم؟ ما الذي نستمر في تسميته بالإنسان على الرغم من التطور التاريخي الواضح والمستقبل الغامض الذي نواجهه؟ هل نشهد تجلياً جذرياً لدرجة أن تعريفه الخاص، بالإضافة إلى الأفق الإنساني، قد عفا عليه الزمن؟ كيف يمكننا تصور الشخصيات الجديدة للإنسان في المستقبل؟
لا توجد إجابات بسيطة على هذه الأسئلة، لكن الرقمنة السريعة لها تأثير بلا شك. يوفر قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية التابع لليونسكو، بولايته الفريدة، منتدى مثالياً لاستجواب هذه المعضلات الأخلاقية والمعرفية، ويقدم منظوراً متعدد التخصصات والثقافات، يجمع بين مختلف مجالات المعرفة.
-عرض وثائقي: "De humani corporis fabrica"
تتعاون اليونسكو مع Le Fresnoy لتقديم تجربة فريدة في الممارسات الفلسفية الجديدة، والمتمثلة بموضوع "الإنسان الذي سيأتي" الذي هو نتاج سنوات من البحث والحوار المكثف بين الفنانين والعلماء والفلاسفة. لذلك كان من الواضح أن تشمل هذه المحاكاة الفنية والعلمية عرض الفيلم الوثائقي "De humani corporis fabrica". وهو عمل ينقل موضوع جسم الإنسان إلى السينما بطريقة أصيلة. ويلي العرض مناقشة حول الفيلم بحضور فيرينا بارافيل.
يعرض هذا الفيلم سلسلة من الصور الصريحة حول الجسم البشري والتي من المحتمل أن تزعج الواقعية الجمهور.
لقد حدث هذا قبل خمسة قرون، عندما فتح عالم التشريح أندريه فيزال الجسم للتدقيق العلمي لأول مرة. اليوم، تفتح شركة DE HUMANI CORPORIS FABRICA الجسد أمام السينما. نكتشف أن اللحم البشري هو منظر طبيعي لا يُصدق موجود فقط بفضل نظرات واهتمامات الآخرين. المستشفيات ودور الرعاية والمعاناة مختبرات تصل بين كل أجسام العالم ...