إعلاميةٌ وصحافيةٌ عالميةٌ، شخصيةٌ مميزةٌ على الصعيد الدولي، عملت في أكبر وسائل وقنوات الإعلام، مثل: رويترز، وأسوشيتد برس، وسي إن بي سي في لبنان وسوريا، قبل انتقالها إلى دبي للعمل في قناة العربية، ومن ثم سكاي نيوز، وهي الآن تعمل في قناة الشرق للأخبار، التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام. لديها نشاطاتٌ ميدانيةٌ تتابع من خلالها أحداث اللاجئ السوري وقضاياه وقصصه.. ترى زينة يازجي أن الحياة تشبه الدومينو، وتؤمن بالعائلة وأهميتها في تكوين شخصية الإنسان واستقراره؛ حيث تمثل وزوجها الفنان عابد فهد ثنائياً رائعاً يعشقهما الجمهور المهتم بالقضايا المجتمعية والإنسانية المحلية والدولية. «سيدتي» التقت الإعلامية زينة يازجي لنتعرف أكثر إليها في هذا الحوار.
حوار | معتز الشافعي Moataz Elshafie
إشراف وتنسيق أزياء | رنا الطوسي Rana Al Tousi
مساعدة تنسيق | دعاء أحمد Doaa Ahmad
تصوير فوتوغرافي | نيكوليتا بورو Nicoleta Buru
مكياج | ماغي فارس Maggie fares
شعر | جهاد ممدوح Gehad Mamdouh
مدير فني | Fadi Zougheib Crazy Art
موقع التصوير | استديو The Stellar في دبي
تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2179 من مجلة سيدتي
الحياةُ تشبه الدومينو
فكرةُ الدومينو لها أكثر من بعد، فما الرسالة التي يمكن إيصالها من خلالها؟
أرى أن مهارة الحياة تشبه كثيراً مهارة الدومينو، وأن كل شخص منا أنعم الله عليه بمجموعة من النعم تشبه أحجار الدومينو، وكل نعمة فيها أرقام مختلفة، فهناك من يملك رصيداً أكبر من المال، وهناك من يكمن رزقه في الصحة، أو في الأولاد، وهكذا. فلكل شخص نصيبٌ مختلفٌ عن غيره؛ لذلك نحتاج جميعنا إلى بعضنا البعض، نحتاج إلى أن نتصل مثل أحجار الدومينو، وأن نتكامل، ويساعد كل منا الآخر. إن عقلي وطريقة تفكيري يشبهان الدومينو، لا سيما مع كمية الأخبار الهائلة التي تنهال علينا من كل حدب وصوب، وهذه الكمية من المعلومات غير مصممة للعقل البشري، لذلك نشعر أحياناً بأننا منهكون ولا نستطيع التفكير بشكل سليم وكأننا صرنا غرباء عن أنفسنا؛ لأننا نلتقط إشارات تنبع من كمبيوتر يساوي ملايين العقول، فعند استقبال المعلومة يجب أن تعيد صياغتها، تضعها في إطارها الصحيح، وتسأل نفسك هل هذه المعلومة منطقية وتستند إلى مصدر موثوق أم لا؟
ليس كل ما يلمع ذهباً
بصفتك شخصية تنتمي إلى قناة الشرق التي تحمل رسالة أن تضع النقاط على الحروف، كم مهم برأيك اليوم توصيل الحقائق؟
شعار «نضع النقاط» يمثلني شخصياً ومهنياً؛ لذلك عندما عرفت من الدكتور نبيل الخطيب، المدير العام للقناة، والقائم على الفكرة والرؤية العامة والشعار الذي تنتهجه القناة، شعرت بارتياح واطمئنان وشغف؛ لأنني أدركت أن تلك المؤسسة سوف تتلاقى مع الشغف الذي في داخلي، ومع التعريف الحقيقي لمهنتي الصحافة والإعلام.
اليوم دوري بصفتي صحافية متمرسة أن أصل المعلومة مع سياقها، وأن أصلها بغيرها من المعلومات؛ للوصول إلى نتيجة وتحليل، لكي ندرك مدى أهميتها، وكيف سيكون تأثيرها في المشهد العام.
ودائماً نقول في الشرق إننا لا ننافس على الأخبار العاجلة فحسب، وعلى الرغم من أهمية ذلك فأنه لا يكفي.. بل نركز على نوعية الأخبار، فهناك أخبارٌ تستحق أن نفهمها، ونحللها، وأن يعرفها المشاهد، وهناك أخبارٌ لا تستحق، فليس كل ما يلمع ذهباً، والإعلامي إن لم يبحث ويستقصي عن أصل المعلومة ويحاول أن يفندها ويساعد المتلقي على فهمها، لن يكون قد أدى دوره على النحو الصحيح، فليس دور الإعلامي نقل المعلومة فقط، بل تحليلها، والمساعدة على فهم جميع أبعادها، من خلال الأدوات المتاحة له من مخزون ثقافي ومعرفي، ومن مصادر موثوقة متاحة يستطيع من خلالها نقل الصورة الكاملة التي تحيط بالمعلومة إلى المتلقي، وليس نقلها فحسب.
في قناة الشرق لا ننافس على الأخبار العاجلة فحسب..
بل نركز على نوعية الأخبار وموثوقيتها
كيف ينجو الإعلام في عصر السوشيال ميديا والمعلومات الزائفة؟
سؤال يؤرق الجميع، لكنني أعتقد أننا بدأنا بوصفنا إعلاماً مهنياً أن نتواجد بشكل فاعل على السوشيال ميديا، عبر تقديم محتوى مميز نستطيع من خلاله إيصال المعلومات وأبعادها بشكل يناسب التطور الذي تشهده وسائل الإعلام، وأصبحت المؤسسات الإعلامية المهنية تحصد ملايين المشاهدات، وهو ما يدل على استقطابها لأعداد كبيرة جداً من المشاهدين الذي يستطيعون التمييز جيداً بين المصادر التي يستقون معلوماتهم من خلالها، وأعتقد أن الصدق والأمانة، وفهم طبيعة المتابعين، والحرص على مواكبة التطور، هي من العناصر المهمة التي تساعد على بقاء المؤسسات الإعلامية المهنية لاعباً رئيساً في المشهد الإعلامي في عصر التطورات السريعة.
تابعي المزيد: نفرتيتي الفن تعيش سنها كما تراه بالحكمة والمعرفة ..سوسن بدر: أعتز بصداقة أحفادي وإعجابهم بالأعمال التي أقدمها
مفاتيحُ النجاح
ما المفاتيح الرئيسة لنجاح أية مقابلة تجرينها؟
البحث والتحضير الجيد هما العنصران الأهم بلا شك، فعلى سبيل المثال إذا كنت بصدد إجراء مقابلة مع رئيس إحدى الدول، يجب أن أقوم بالبحث أولاً عن الدولة، والقراءة عن كل ما يخصها: أين تقع، وماذا يحدها، وأي الدول لديها نزاعات معها؟، ثم أقوم بدراسة الشخص نفسه: ما خلفيته الثقافية والأيديولوجية، وما إنجازاته، وما أبرز الانتقادات التي توجه إليه؟، ثم أقوم بمشاهدة الحوارات السابقة التي أُجريت معه لكي أتمكن من فهم شخصيته بشكل أكبر، وتوقع ردود أفعاله على كل نوع من الأسئلة، وكيفية التعامل معه بشكل سليم يجعلني قادرة على الخروج بأفضل النتائج من المقابلة.
شاركت في حملات كثيرة من أجل اللاجئين والإنسانية، فما المسؤولية التي تقع على عاتقك بصفتك شخصية إعلامية مشهورة في مثل هذه الأمور؟
كنت أتمنى دراسة الحقوق، وأنا مؤمنة بخير الإنسان، وأن جوهر الإنسان خيِّر، وأحياناً الظروف تغيرنا، لكن يبقى جوهرنا طيباً، وإذا كنت خيِّراً فأنت تؤمن بالحق في الحياة والتعليم والأمان، وتؤمن بحق الطفل والأم وكل فئات المجتمع.
الشق الثاني هو كوني سورية، وأن هذا الموضوع يمسنا جميعاً، وكلنا نعرف جيداً معنى أن تفقد وطنك وتفقد أهلك، ففقدان الوطن تجربة مريرة صعبة كنت أعيش في الإمارات منذ 8 سنوات مرتاحة جداً، تابعت شغلي، ونجحت، وكذلك عابد فهد، فهو بلد عظيم، لكن عندما بدأت الحرب السورية شعرت بالغربة للمرة الأولى، شعرت بأنني فقدت وطني، وشعرنا جميعاً بالتشتت والضياع والقلق؛ لذلك كان من المستحيل عليَّ أن أبقى جالسة في الأستوديو أقدم الأخبار إلى الناس من دون المحاولة في عمل شيء فعلي على أرض الواقع. لذا، حملت الكاميرا والميكروفون، وسافرت إلى ألمانيا وتركيا ومصر وكردستان وبيروت والأردن، ورصدت أحوال اللاجئ السوري، كيف يعيش، وما أوضاعه، وكيف يُعامل، وكيف يمكن الإسهام في تحسين أوضاعه والتخفيف من حدة ما يقاسيه؟
صنفت واحدة من أقوى 100 امرأة عربية من قبل مجلة «أريبيان بزنس» في عام 2013، برأيك أيهما أهم: الجمال، أم القوة؟
الجمال نعمة أشكر الرب عليها، ولكن هي نعمة فتحت لي أبواب التلفزيون بشكل أكبر، وهي قوة بلا شك وتمنحك ثقة، ولكن يمكن أن تكون نقمة إذا ما توقفت عندها، وأصبحت هي شغلك الشاغل أو المحطة النهائية لك. وبالنسبة إلي، لم أختر هذا الطريق، فهو جمال وسوف ينتهي، إلا إذا كان الجمال أداة من أدواتك تستعملها باحترام وسعادة وتقدير وامتنان، إضافة إلى ضرورة وجود هدف تسعى إلى تحقيقه، وتحرص على تحصيلك العلمي، والاجتماعي، وقيمك، ومبادئك.
مقادير الزواج الناجح
النجاح العملي يوازيه نجاح في العائلة، فما سر نجاح زواجك والفنان عابد فهد؟
أعطيكم مقادير نجاح زواجي: 100 كيلوغرام حب.. كوب واحد من الحب.. كوب من الإيمان بمقدرة الآخر والثقة به. كان لدينا كثير من الأحلام على المستوى الشخصي، ولم يدخل الروتين بيننا، وعابد لو لم أتعرف إليه كان من الصعب أن ارتبط بغيره، فهو رجل حالم موهوب، وأثق بنفسه وقدراته... شجاع، وفي الوقت نفسه بسيط، مرح، عاطفي جداً؛ بمعنى معطاء ومحب لعائلته. وهو يعتمد على حدسه، وهذه أمور تريحني وتشجعني وتوقظ فيّ الأفكار والشغف.
وأيضاً الظروف ساعدتنا، ووجودنا في الإمارات كان له دور جعلني أتمكن من أن أبني حلمي، ونحن حققنا ذاتنا وأسسنا عائلة بمساندة أهالينا.
أفضل ميزة في عابد فهد؟
الاختيار صعب.. ولكن عابد واسع الأفق، أفكاره وعطاؤه حدودهما السماء، لا يرى الحياة من زاوية ضيقة، بل يسمو فوق الحياة.
هل تشعرين بأنك وعابد فهد لا تنتميان إلى هذا العالم؟
أنا بصراحة أحب عصري، وممتنة وسعيدة لأني شاهدت كل هذه التطورات، فلا أعتقد أن هناك جيلاً قدر أنه يحيط بهذه التطورات مثلنا، فعلى سبيل المثال عشنا قبل الإنترنت وبعد الإنترنت، نحن محظوظان أننا نشاهد تطوراً مذهلاً في كل المجالات، في الطب والتكنولوجيا وغيرهما.
هل تنتقدين أعمال عابد فهد؟ وما أكثر أدواره التي تفضلين؟
أحياناً أنتقد أعماله، وأفضل أن أحضرها بشكل منفرد؛ أي من دون وجود عابد، بل أحب أن أحضر مع الناس، حتى أرى انطباعاتهم، فأحاول أن ألتزم بكرسي المشاهد الحيادي أكثر.
أستمتع بكثير من الأدوار، من بينها «الحجاج»، وأحب دوره في «لعبة الموت»، و«الولادة من الخاصرة»، و«أسمهان»، و«شتي يا بيروت». وأعتقد أنه الآن بانتظار سيناريوهات فيها بيئة حقيقية، فيها أشخاص يمكن أن نكون نحن، أكثر من الموجة الأجنبية التي تؤثر فينا.
هل يزعجك تدخل السوشيال ميديا في حياة أبنائك؟
أعمارهم مناسبة الآن لذلك، ثانياً أبنائي غير متابعين جداً للسوشيال ميديا العربية، لذا أعتقد أنهم محميين من التعليقات غير المحترمة أو الجارحة. وأحياناً أكون سعيدة وأرغب في أن أشارك متابعينا بلحظاتنا، ولكن بعد أن أشارك أرجع وأندم، على الرغم من أنني استمد قوتي أنا وعابد من المتابعين وتعليقاتهم، وأفهم أن العالم يرانا بشكل صحيح. وبوجود كل هذا الدعم نستمد قوتنا ونمحو التعب.
هل تشجعين أبناءك على دخول المجال الفني والإعلامي؟
ليونا لديها ميول للإخراج، ولكن تخاف من العمل فيه، فهي ترى أن التنافس في هذه المهنة صعب، والفرص قليلة، وطبيعة شخصيتها لا تمكنها من ذلك، فهي شخصية هادئة محترمة كثيراً، وليست من الشخصيات الفجة، ولديها انطباع أن عملنا فيه الكثير من الصعوبة، وترى أنه العمل في هذا المجال صعب، لذا تفكر بالشهادة أولاً، ومن ثم الموهبة.
بالنسبة لتيم، فأنا أريد أن أساعده أن يشتغل على موهبته – التمثيل - لأكبر درجة، وأدعمه، وأن يكون لديه خيارات أكاديمية أخرى.
ما أصعب شيء في تربية الأطفال من واقع خبرتك بصفتك أماً؟
أنك لا تشكل أكثر من 10% من وعيهم. وبهذه النسبة يجب أن تكون الأب والأم والرفيق والسند والأيقونة والنبراس وكل شي، فتأثير الخارج هائل وجارف.
ما أكثر الأشياء التي تحرصين على تعليمها لهما؟
أحاول قدر المستطاع أن أنقل لهما تفاصيل حياتنا، وأسباب نجاحنا، وقيمنا، وتربيتنا، وعائلتنا، وأسرتنا، فأنا مهووسة بموضوع الأسرة والعائلة، وأريد أن يكون أبنائي كذلك يستمدون قوتهم من الأسرة.
دراستك للأدب الإنجليزي، والكتب، شكلت شخصيتك؟
كثير من الكتب، وأنا أحب الشأن العام، وأول كتاب قرأته للمفكر والشاعر والأديب محمد الماغوط اسمه «سأخون وطني»، وأنا تربيت على حب الوطن بشكل عاطفي، وعندما قرأته كانت أول مرة يسمح لي هذا الكتاب أن آخذ كرسي المراقب وأحكم على المؤسسات بشكل ليس عاطفياً.
أما الأدب الإنجليزي فقد علمني الكثير، وفهمت الحياة، وعندما قرأت الأساطير كان لها دور في ترتيب أفكاري، وانتقلت مشاعري من القلب، وأصبح لها تصنيف فكري.
عابد فهد واسع الأفق، أفكاره وعطاؤه حدودهما السماء، ولا يرى الحياة من زاوية ضيقة
أحب العصر الذي أعيشه، وممتنة وسعيدة لأني شاهدت كل هذه التطورات
حول الحياة
ما أبرز مساوئ الشهرة؟
أن تتعود على نمط معين من المعاملة.
كيف تقضين وقت الفراغ؟
بالراحة.. لديّ «صوفا» خاصة، أحب أن أرتاح عليها وقت فراغي، وأيضاً أقضي معظم الوقت مع أبنائي، نطبخ ونشاهد ونرتب، وأيضاً أحب السفر.
من أصدقاؤك في الوسط؟
لدي أصدقاء كثر، ولكن صداقة حقيقة لا توجد؛ لأني تنقلت كثيراً بين محطات وبلدان، ولكنني أحتفظ بصداقات من الطفولة وأيام المدرسة، واليوم أذكر منتهى الرمحي أكثر شخصية مقربة مني.. وهناك كثر؛ لذا لا أريد أن أذكر أسماء.
من الممثلون المفضلون لديك؟
في الوطن العربي عابد، ثم عابد، ثم عابد.. وبالنسبة إلى الأجانب، فهناك الكثير، منهم ميريل ستريب.
إلى جانب عملك، ما هواياتك المفضلة؟
عزف البيانو، والرياضة، والقراءة.
أكثر شخص تتابعينه على السوشيال ميديا؟
أنا أتابع الأجانب أكثر، والصحافيين مثل غسان شربل، وعبد الرحمن الراشد، والكاتب توماس فريدمان، وأغلبهم لهم علاقة بعملي. وأنا متابعة لمعظم الفنانين والإعلاميين.
كيف تحافظين على وزنك؟
الرياضة. أراقب وزني دائماً. أمشي، وأسبح. لا آكل حلويات في الليل. لا أصل إلى التخمة وقت الأكل.
روتين الجمال؟
لدي روتين للحفاظ على بشرتي، وأستخدم ماركات طبية وطبيعية أكثر من أنها تجميلية.
ما كتابك المفضل؟
كتب متنوعة لا بد أن أقرأها، وليست مفضلة.
ما أغنيتك المفضلة؟
أنا لا أتعلق بالأشياء، فكل فترة عندي أغنية مفضلة. ولكل مرحلة أغنية مفضلة عندي.
ما حكمتك المفضلة؟
«أحلم بها أعمل لها وأحصل عليها».
تابعي المزيد:اليوم الوطني العماني 52.. المرأة العمانية مسيرة حافلة مكللة بالنجاحات