دخل الذكاء الاصطناعي، في تفاصيل التفاصيل الحياتية، وقد شهد العام الماضي ظهور عدد وافر من السيدات اللاتي قمن بخطوات في هذا المجال، لكن يرى بعضهن أن هذه الإسهامات ما زالت خجولة، وبما أن الانحياز صفة بشرية، فسيرث الذكاء الاصطناعي الذي يحاكي الذكاء البشري عيوب الإنسان في هذه الانحيازية في التفريق بين الرجل والمرأة، إذا لم تعط الفرص.
في هذا الملف، التقت «سيدتي» عدداً من النساء العربيات اللواتي دخلن هذا العالم، ووضعن بصمتهن فيه، وعبّرن عن خشيتهن من تحدياته الأخلاقية، التي لم تحكمها القوانين.
دبي | لينا الحوراني Lina Alhorani
تصوير | محمد فوزي Mohamed fawzy
الرياض | محمود الديب Mahmoud Aldeep
جدّة | أماني السراج Amani AL Sarraj
الشرقية | سمية آل خير Somia Alkhair
تونس | منية كواش Monia Kaouach
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine
المغرب | سميرة مغداد Samira Maghdad
القاهرة | أيمن خطاب Ayman Khattab
من الرياض
عهد العسرج:
المرأة السعودية رائدة عربياً في الذكاء الاصطناعي
أثبتت المرأة السعودية جدارتها في جميع مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات والأمن السيبراني؛ إذ تم دعمها وتمكينها في هذه المجالات، لتتولى أدواراً رياديةً في التخصُّصات التكنولوجية والرقمية، وتعزيز مشاركتها في سوق العمل المستقبلي، ومن هؤلاء السيدات عهد سلمان العسرج، مديرة إدارة الحوكمة والمخاطر والالتزام في إدارة الأمن السيبراني ومكتب إدارة البيانات في وزارة الصناعة والثروة المعدنية.
يشهد سوق العمل تزايد الطلب على الوظائف المرتبطة بالبيانات والرقمنة والبرمجيات والذكاء الاصطناعي، الذي يعتمد على تصميم وتطوير مشروعاتٍ مبتكرة بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، تتابع عهد: «مستقبل الذكاء الاصطناعي واعد، ويسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030، ويمثل أهميةً لجميع القطاعات، وسيتزايد الاعتماد عليه يوماً بعد آخر؛ إذ سيسهم هذا المجال في تغيير العالم أكثر من أي شيءٍ في تاريخ البشرية، وسيؤثر في مستقبل كل صناعةٍ وكل إنسانٍ تقريباً، وسيستمر بوصفه محركاً رئيساً للتقنيات الحديثة، مثل البيانات الضحمة والروبوتات».
عمل البشر
تنصع عهد الفتيات السعوديات بالتخصُّص في الذكاء الاصطناعي؛ لأنه حضارة المستقبل، خاصةً مع التوسع الكبير في انتشاره واستخدامه وزيادة الطلب عليه في جميع أنحاء العالم، تعلّق: «فوائده تخدم البشرية، ويمكن استخدامه لتسهيل الحياة بشكلٍ كبيرٍ، فالذكاء الاصطناعي يمثل المستقبل بشرط أن يُستخدم بشكلٍ صحيح ولخدمة المجتمع فقط، وأن تتم الموازنة بين عمل الآلات وعمل البشر بهدف الوصول إلى الفائدة القصوى».
من جدة
هدى أحمد فلاتة:
حلوله أكثر دقة لمشاكلنا اليومية
لا شك أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث ثورة في الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع الآلات والأجهزة، ويمكن أن يساعد على إتمام المهمات البسيطة والروتينية وتوفير حلول أكثر دقة وكفاءة للمشاكل اليومية، كما تؤكد هدى أحمد فلاتة، المختصة بالتقنيات البسيطة والروبوتات التعليمية وطالبة الدراسات العليا، وتستطرد: «المتوقع أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في السعودية، لتحسين كفاءة الخدمات الحكومية، مثل الرعاية الصحية والتعليم، وتحسين دقة الخدمات المالية للحد من الاحتيال، إضافة إلى تحسين دقة خدمات النقل، مثل مشاركة الركوب وخدمات التوصيل».
أهم المستجدات التقنية 2023
وبسؤالها عن أبرز المجالات الجديدة التي سوف يدخلها الذكاء الاصطناعي في هذا العام، أجابت: «أهمها روبوت الدردشة chatGPT، الذي شكل تهديداً لمحرك شركة غوغل، فهو الأكثر استخداماً في البحث عن أي معلومة حول العالم، فالروبوت لا يكتفي بالبحث عن المعلومة، وإنما يقوم بإنتاج أجوبة وأعمال ومحادثات سهلة الفهم، ويمكن استخدامها في الجامعات والمدارس، ولكن حتى اليوم open AI لم تُفعل صلاحيات استخدام هذه الأداة في الدول العربية؛ حيث لا تزال في طور التحديث والتجربة».
تابعي المزيد: عام 2022 ملئ بالإنجازات التي حققتها المرأة العربية
من الدمام
د. ظبية البوعينين:
دخل في تداول الأسهم والقانون
الذكاء الاصطناعي هو علم وهندسة صنع آلات وأنظمة ذكية محاكية للذكاء البشري في طريقته في التعلم والتفكير، كما وصفته د. ظبية البوعينين، أستاذ مساعد في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام.
تحدثت د. ظبية عن الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تغيير نمط حياتنا، بدءاً بتصفح الهاتف المحمول وتطبيقات التواصل الاجتماعي؛ حيث إن جميع هذه الأنظمة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، تتابع قائلة: «تم توظيف تقنياته في النظم الخبيرة، والإنسان الآلي، والتشخيص الطبي، وتداول الأسهم، والقانون، وتمييز وتحليل الصور، والتعرف إلى الأصوات، وأمن المعلومات والجرائم السيبرانية؛ للتنبؤ بالمشكلة قبل حدوثها، وقد ساعدنا على التعامل مع المهمات المتكررة بشكل فائق السرعة، فيمكن تدريب برنامج بسيط للرد على العملاء وحل مشكلاتهم، التي كانت تستغرق وقتاً وموارد كثيرة».
إلى أين سيأخذنا المستقبل
تحدثت د. البوعينين عن الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يعدّ اتجاهاً استراتيجياً لتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ حيث يركز مثلاً على تحويل النص إلى صور، وإنشاء محتوى لوسائل الإعلام والتعليم، تستدرك قائلة: «لا نعلم إلى أين سيأخذنا ذلك في المستقبل، ولكن من المهم حوكمة استخدام وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لضمان مراعاة خصوصية المستخدمين، واستخدام البيانات بشكل شفاف وأخلاقي من خلال وضع الضوابــط الخاصــة به».
من الإمارات
نجلاء القاسم:
يتم دراسة تفاعل الجمهور مع هذا المحتوى بشكل آني
ترى نجلاء القاسم، مديرة إدارة تقنية المعلومات في مؤسسة دبي للإعلام، أن الذكاء الاصطناعي عبارة عن تطبيقات متنوعة تستخدم لتحسين عمليات تكنولوجيا المعلومات، وتحديداً مع البيانات الكبيرة والتحليلات، مثل تجميع وضم الأحجام الكبيرة، وفرز الإشارات من دون تدخل بشري.
انتقلت تقنية المعلومات في مؤسسة دبي للإعلام إلى مزيج ديناميكي من البيانات السحابية المحلية والمدارة والعامة والخاصة، التي يتم تشغيلها على مصادر افتراضية حسب البرامج، والتي تقوم بتوسيع نطاقها وإعادة التوصيف باستمرار، تتابع نجلاء: «نزود جمهورنا الرقمي بأحدث وأهم الأخبار المشخصنة لكل زائر، كما يتم دراسة تفاعل الجمهور مع هذا المحتوى بشكل آني، حسب اهتمامات كل قارئ، لكي يتم وضع خطة عمل لكتابة المحتوى».
تعيد المؤسسة مشاركة المحتوى في منصات التواصل الاجتماعي، وقد استغنت عن موظف ليقوم بهذا المهمات الذي يتطلب العمل منه 24 ساعة في اليوم؛ إذ يتم تصنيف المحتوى حسب قابلية الانتشار السريع، أو الحصول على نظرة عامة على المنشورات المجدولة، أو اقتراح #هاشتاغات و@منشنات ذات صلة، تعلّق نجلاء: «نستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل محتوى المشاركات في وسائل التواصل الاجتماعي، وتحسين وقت النشر وتوزيع المحتوى. تأخذ هذه الخوارزميات بعين الاعتبار الشبكة لتحديد أفضل وقت للنشر والمحتوى الذي يُحتمل أن يصبح رائجاً. وتتغير الخوارزميات في الذكاء الاصطناعي مع تغيرات سلوك الجمهور؛ ما يوفر تحسينات دائمة في الأداء».
تابعي المزيد: رشحت للفوز بجائزة امرأة العام مع الاحتفاء العالمي بالأمن السيبراني الدكتورة فاطمة الحربي: منظومة الأمن السيبراني في السعودية في تطورٍ مستمر
من عُمان
هالة الزدجالي:
نركز على الاستخدامات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي
تأتي العُمانية هالة الزدجالي، التي تشغل منصبَ تنفيذي أوَّل في مجال حوكمة تقنية المعلومات، بين قلّةٍ من النساء اللواتي تخصَّصن في الحوكمة والبرمجة على مستوى الخليج والوطن العربي. وخلال مسيرتها العملية، نجحت في تحقيق إنجازاتٍ محليةٍ وعالمية، وعن ذلك تقول: «قمت بإعداد ورقة عملٍ حول حوكمة الذكاء الاصطناعي في بلادي عُمان، كما شاركت في إعداد أول سياسةٍ حول الاستخدامات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي بالوحدات الحكومية في السلطنة». وعن وجود المرأة العمانية في المجال، ذكرت الزدجالي: «هناك قلةُ في الكوادر البشرية وتخصُّصات الحوكمة والبرمجة وتقديم الاستشارات الأمنية والتقنية خاصةً، لذا استغلَّت عُمان التطورات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات المعروفة باسم STEM؛ إذ قامت المؤسسات التعليمية بفتح باب التنافس للمرأة للحصول على المنح الدراسية في تخصُّصاتٍ، مثل هندسة البيانات والذكاء الاصطناعي، حتى أصبحت قادرةً على توظيف تلك الخبرات في مجالات الصحة، والتعليم، والاقتصاد، والتنمية المستدامة، وحماية البيئة، والمجالات التطوعية والإنسانية». تذكر الزدجالي أن المردود الاقتصادي من استخدامات أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والبيانات الضخمة، هائلٌ للغاية؛ إذ يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير السيارات الكهربائية ذاتية القيادة، وتحليل التقلبات المناخية وفهم أسبابها، والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، وإيجاد حلولٍ صديقة للبيئة، أو التكنولوجيا الخضراء في ظل الاستخدام المتزايد للأجهزة الإلكترونية. وجزمت هالة بأن دولنا العربية تستطيع تحقيق نمو اقتصادي مستدام من قطاع تقنية المعلومات، على الرغم من أن السوق في الوطن العربي ما زال في بداياته، تستدرك قائلة: «منافعه بعيدة المدى، ومن الصعب على المستثمر تقديرها بشكل واضح».
من المغرب
د. أسماء الحناني:
الأضرار تستدعي تعزيز القوانين
لا يمكن أن نتصور العالم من دون تقنيات الذكاء الاصطناعي في قوة الحوسبة وتخزين البيانات ومعالجتها وخوارزميات التعلم الآلي، كما تقول د. أسماء الحناني، خبيرة الذكاء الاصطناعي، أستاذة باحثة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية في جامعة شعيب الدكالي، وتجد أن الذكاء الاصطناعي ليس بمنأى عن التحديات الأوسع التي تواجه صناعة التكنولوجيا فيما يتعلق بالتنوع والمساواة بين الجنسين. كانت المرأة وما زالت قليلة التمثيل في الأدوار التقنية والقيادية في الذكاء الاصطناعي، كما تجد د. أسماء، وتقول: «تشجيع النساء على دخول هذا الميدان، ودعمهن في إطار تكافؤ الفرص، وضمان الاعتراف بإسهاماتهن، أمر ضروري مع الطلب المتزايد على خبراء الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تطوير جيل جديد من التقنيات أكثر فعالية ومرونة، وهذا سيؤثر في مجالات مثل التعليم والفنون والحوكمة؛ حيث يستمر المجتمع في صراعه مع دمج هذه التكنولوجيا القوية في المنتجات والخدمات اليومية».
من مصر
نورهان أسامة:
قد يميز الذكاء الاصطناعي بين الرجل والمرأة
تجد المهندسة نورهان أسامة مهدي، موظفة في الأمن السيبراني بشركة قناة السويس للتأمين، أن دخول المرأة إلى مجال الذكاء الاصطناعي أمر ضروري لمنع هذه الخوارزميات من تعلم التحيز ضد النساء، التي – للأسف – سنجدها بالفعل في بياناتنا اليوم. تتحدث نورهان عن وجود فرص دائمة لتعلم شيء جديد أثناء استكشاف قدرات هذا المجال في عدد لا يحصى من القطاعات والتخصصات، والنساء يمكنهن تمثيل نمو سوقي أكبر من أسواق الصين والهند مجتمعتين! تضيف قائلة: «إذا تمكنا من بناء اقتصاد يثري معرفة المرأة بمجموعة من المهارات المطلوبة والضرورية، ويوفر لها فرص عمل ضمن القوى العاملة في الاقتصاد المدفوع رقمياً، فإن العالم سيشهد نمواً في الابتكارات، فوفقاً لتقرير اليونسكو لعام 2018: لا تستفيد النساء بشكل كامل من فرص العمل المتاحة للخبراء ذوي المهارات العالية والتعليم العالي في المجالات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي؛ حيث نجد امرأة واحدة فقط من بين كل خمسة متخصصين في هذا المجال؛ أي نحو 22%». تجد نورهان أن استخدام الذكاء الاصطناعي يزداد يوماً بعد الآخر في عمليات اتخاذ القرار، لكن صحة هذه القرارات تعتمد على جودة البيانات التي تدرب عليها، تستدرك قائلة: «في الكثير من الأحيان يتم إدخال تحيزاتنا البشرية في الخوارزميات التي ستتكفل باتخاذ قرارات بشأن المرأة في المستقبل، وهنا تكمن المشكلة».
تابعي المزيد:
من تونس
د. إيمان خنفير القلّال:
هذه تجربتي في مساعدة الكفيف على التنقل
من تونس، تبسّط الدكتورة إيمان خنفير القلّال (أستاذة محاضرة، حاصلة على الماجستير في الإلكترونيات، ودكتوراه في معالجة الصور المطبّقة) مفهوم الذّكاء الاصطناعي قائلة: «هو تكنولوجيا تهدف إلى تطوير تقنيات الحاسوب لتقليد وتحسين الذّكاء البشريّ بإنشاء أنظمة تعمل على تطوير شبكات عصبيّة صناعيّة تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدّماغ البشري، وتمكّن من الوصول السّريع والفوريّ إلى المعلومة الضّروريّة بالاستناد إلى برمجيّات وخوارزميّات وبيانات مستمدّة من علوم الكمبيوتر وبالاعتماد على المعرفة العلميّة وعلى علم الإحصاء، وباستعمال أنظمة استشعار للحصول على تنبّؤات صحيحة. تتابع الدكتورة إيمان قائلة: «إنّ تطور الذكاء الاصطناعي حسّن على سبيل الذّكر لا الحصر من جودة الخدمات الطّبية، كما مكّن الأطبّاء من أنظمة تشخيص طبّي دقيقة وسريعة باستعمال خوارزميات قادرة على معالجة كمّيات هائلة من البيانات الطبّية في ثوانٍ، بعدما كان الطّبيب يستغرق في معالجتها ساعات أو أيّام.
تجربة شخصية
عن تجربتها في مجال الذّكاء الاصطناعي تقول الدكتورة إيمان إنها أمضت عشرين سنة في البحث والتجارب، وقامت رفقة فريقها بتطوير أدوات تقنيّة فريدة للذّكاء الاصطناعي لدعم مجال التنقّل فشرعت في إنجاز مشروع ذكيّ أطلقت عليه تسمية «المرافق»، يهدف إلى مساعدة الكفيف على التنقّل، وأنشأت من أجله «ستارتاب» (مؤسّسة ناشئة) للاشتغال عليه وإنجاحه.
قامت الدكتورة إيمان بتصميم الخوارزميات اللازمة لهذا النّظام وربطتها بجهاز صغير ليرافق المكفوف أينما ذهب، ويشاهد المكان عوضاً عنه ثم ّيخبره بما رآه عبر تسجيل صوتيّ. يلصق المكفوف هذا الجهاز الصّغير بعصاه أو في ملابسه ليصف له حالة الطّريق الذي يسير فيه، ولينبّهه من وجود عراقيل قد تؤدّي إلى سقوطه وتتسبّب في إيذائه.
من لبنان
أميرة البلطجي:
مازال يتأثّر بعوامل خارجية كالكوارث
تشير أميرة البلطجي (محلّلة نظم المعلومات الجغرافية والبيانات - ماجستير في علوم الكمبيوتر وتحديداً في نظم المعلومات وذكاء البيانات) إلى أن «الذكاء الاصطناعي هو الذكاء الذي تمتلكه الآلات لتقوم بتأدية وظائف مختلفة بمساعدة الإنسان كالتعلّم والتخطيط والاستدلال وحلّ المشكلات. في الوقت الحاضر، يحتاج الناس إلى أجهزة كمبيوتر في كل ما يستخدمونه في حياتهم اليومية. لذلك من الضروري جعل أجهزة الكمبيوتر ذكية لتسهيل الحياة. تتوسّع أبحاث الذكاء الاصطناعي في عالم اليوم بحيث يتم استخدامها في مجموعة متنوّعة من الصناعات في جميع أنحاء العالم كالرعاية الصحية والتصنيع وغيرها. توضح أميرة: «خلال تحضير رسالتي لحيازة شهادة الماجستير، عملت على بناء برنامج لتحليل التغريدات المنشورة على تويتر ليتم تصنيفها على أنها مزيّفة أو حقيقية. هذا التصنيف يتم من خلال تدخل الذكاء الاصطناعي بحيث يمكن تدريب البرنامج على التمييز بين التغريدة المزيفة والحقيقية. كانت النتائج جيدة بحيث تخطت دقة التصنيف الـ 88%».
نتائج هائلة
تتابع أميرة: «لقد نجح الذكاء الاصطناعي في تحقيق نتائج هائلة في العديد من المجالات. لقد أحرز نجاحاً بتداخله بخرائط «جوجل»، بكشف الوجوه والتعرّف إليها، بالتصحيح التلقائي للنص، بالمدفوعات عبر الإنترنت، وغيرها... وعلى الرغم من النجاحات التي حققها وما زال يحققها الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يمكن أن يتأثّر بعوامل خارجية كالكوارث الطبيعية مثلاً. بالإضافة إلى ذلك، يتأثر أيضاً بنوعية وحجم البيانات التي يتم تدريبه عليها. من وجهة نظري، وجود الذكاء الاصطناعي مهم جداً ويجب أن نستفيد ونستعين به لتسهيل حياتنا اليومية فعلى الإنسان الاستفادة من الموارد المحيطة به لتسهيل سير الأمور وبطريقة أسرع. ولكن لا يجب أن نعتمد عليه كلياً لأنه قد يحدث تحيّزاً أو نتائج غير دقيقة، ما يستوجب تدخل الإنسان في بعض الأحيان. فلن يحلّ الذكاء الاصطناعي محلك، ولكن الشخص الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي يستطيع».
تابعي المزيد: الطالبة "مارولا" تحصد المركز الأول عالميا في مسابقة برمجة الروبوت..