التخطيط عملية جوهرية في أي عمل تجاري، فهو الأساس الذي يُبنى عليه الأخير والمستند أو الوثيقة التي تتضمن الأهداف والموارد والوقت اللازمين لتحقيق تلك الأهداف. وهناك أنواع من الخطط التي يقوم بكتابتها روّاد ورائدات الأعمال، منها: الخطة الإستراتيجية التي سنتطرق إلى ماهيتها وفوائدها والفروق بينها وبين الخطط التشغيلية.
كيفية كتابة الخطة الاستراتيجية؟
عن الخطة الاستراتيجية، يقول خالد الطلحي، المتخصّص في الإدارة والتسويق إن "الخطة تعتمد على عدد من الإنجازات، التي ينطلق منها الفرد لتحقيق أخرى إضافية أكثر تحدّيًا"، مضيفًا أن "الخطة تمتد غالبًا لخمس سنوات فأكثر". ويدعو الطلحي إلى تزوّد المشاريع التجارية كافة، بما في ذلك الشركات الناشئة وذات رأس المال المحدود، بخطط استراتيجية، على أن تُرسم الأخيرة قبل الانطلاق، لافتًا إلى أن "تحقيق الخطة الاستراتيجية يتطلب أن ترافقها خطة تسويقية تركّز على التمويل".
وعن آلية كتابة الخطة الاستراتيجية، يضرب الطلحي المثل الآتي: "إذا رغب شخص في التخصص في العقار، فإن خطواته الأولى في المضمار تتمثل في صياغة خطة استراتيجية لخمس سنوات، تشتمل على امتلاك مكتب عقاري، ثمّ تركز الخطة في السنوات الخمس الآتية، على تأسيس شركة عقارية، ففي السنوات الخمس اللاحقة على بناء الفلل والعمائر".
ويتطرّق الطلحي أيضًا إلى ضرورة تحلي من يرسم الخطة الاستراتيجية بالواقعية، مع وضع التمويل في الاعتبار، فلا يدون أحلامه أو أمورًا غير منطقية. وينبه إلى أهمية تغيير الخطة، مع تغير الخطة التسويقية، فقد يشمل التغيير التعجيل في الأهداف أو تأجيلها، مع قياس الدخل والسوق".
قد يهم القارئ أيضًا، التعرف إلى الفرق بين الخطة والبرنامج.
فروق بين الخطتين الاستراتيجية والتشغيلية
من جانب عبدالرحمن الذبياني، مدرب التطوير المهني، هناك فروق بين الخطتين الاستراتيجية والتشغيلية، موضحًا أن "إعداد الخطة الاستراتيجية يسبق الخطة التشغيلية، فالأولى تهدف إلى تحسين الواقع الحالي، فيما التشغيلية تنبثق من الاستراتيجية، وهي سبب في نجاحها أي في الوصول إلى الأهداف المرصودة".
ويتطرق الذبياني إلى الفروق الآتية بين الخطتين الاستراتيجية والتشغيلية:
- الخطة الاستراتيجية طويلة، تمتد لثلاث سنوات أو حتى خمس منها، وهي غير مرنة، أما الخطة التشغيلية فتكون لشهور أو سنة.
- مصير الخطة الاستراتيجية هو الربح أو الخسارة في حين أن الخطة التشغيلية قابلة للتعديل.
- من الضروري تحديد الأولويات، في الخطة الاستراتيجية، في حين أن هدف الخطة التشغيلية هو تحقيق الكفاءة.
- للخطة الاستراتيجية أهداف ورسالة ورؤية محددة ومعروفة وواقعية؛ عند إعداد الخطة المذكورة، لا مناص من دراسة الواقع الحالي، واستخدام بعض الأدوات التجارية المعروفة (تحليل SWOT، مثلًا) من أجل تحديد الأولويات، كما الانتقال للواقع المأمول، في حين أن الخطة التشغيلية تتطلب وضع الخطط التنفيذية وتحديد الأولويات اليومية والقيادات والأدوار، ولا بأس من تغيير القيادات حتى لتحقيق الخطة الاستراتيجية.
فوائد الخطة الاستراتيجية
يعدّد موقع Corporate finance institute، المعهد المتخصص في الشؤون المالية، ثلاث فوائد للخطة الاستراتيجية، هي:
1. صياغة استراتيجيات أفضل، باستخدام نهج منطقي ومنهجي، إذ تظهر دراسات أن عملية التخطيط الاستراتيجي تساهم بشكل كبير في تحسين الأداء العام للشركة، بغض النظر عن نجاحها من عدمه.
2. تعزيز التواصل بين أصحاب العمل والعاملين؛ من المعلوم أن الاتصال أمرٌ حاسم في نجاح عملية التخطيط الاستراتيجي، وهو يبدأ من الحوار بين المديرين والموظفين، ما يدل على التزام الطرفين بتحقيق الأهداف التنظيمية، إذ تجعل الخطة الاستراتيجية الأهداف والغايات التنظيمية حقيقة، كما تمكن الموظفين من فهم العلاقة بين أدائهم ونجاح الشركة بسهولة أكبر، ما يجعل القوة العاملة أكثر إبداعًا وتعزيزًا لنمو الشركة بشكل أكبر.
3. تمكين الأفراد في المنظمة، وتعزيز شعورهم بالفعالية وبأهمية دوهم في النجاح. لذا، من المهم للشركات تحقيق اللامركزية في عملية التخطيط الاستراتيجي من خلال جمع المديرين مع الموظفين من المستوى الدنيا في المنظمة.