أبرز الفلاسفة العرب

لفظ "فلسفة" لا أصل لها في لغة العرب، وإنما هي لفظَة إغريقيَّة يونانية قديمة، ومعناها (الحكمة) أو (حُبّ الحكمة)، ولمَّا تدَاوَلَها العربُ أصْبحَت تعني في اصطِلاحِهم الأفكار الـمُستنبَطة بالعقل، وإعْمال الفِكر، حول الموجودات ومبادئها وعِلَلِها، وتعتبر الفلسفة من أشهر العلوم المزدهرة التي نشأت وتطورت على يد أفضل الفلاسفة العرب والمسلمين، بل لهم أثر بارز في إثرائها وتطويرها، بعد ما قدموه لتطوير الفلسفة وتحليل وترجمة نصوصها إلى العربية.
يقول الدكتور سمير عبدالباري، الباحث بقسم الفلسفة بكلية الآداب لـ"سيدتي"، إن الكثير من الفلاسفة العرب والمسلمين نالوا شهرة كبيرة؛ بفضل أبحاثهم ونظرياتهم التي تم اقتباسها بشكل واسع، مما فتح آفاقاً جديدة في هذا العلم، بل إن لهم دوراً بارزاً في إثراء وتطوير علم الفلسفة..

موقف علماء المسلمين من الفلسفة

يقول د. عبد الباري: بعد إن قام المسلمون بترجمة الفلسفة اليونانية وغيرها من العلوم، اختلفوا في موقفهم منها، فمنهم من رفضها، ومنهم من نظر إليها بتشدد على أنها باب للضلال والفساد، ومنهم من وقف موقفاً وسطياً؛ يقوم على النقد والتمحيص، فيأخذ منها ما يراه حقيقياً، ويرفض ما يراه باطلاً، وهذا هو موقف المعتزلة وكثير من الأشاعرة من أمثال الغزالي، ومنهم من وقف منها موقف الإعجاب والتقدير؛ فعكف على دراستها، وحاول محاكاتها، والتأليف على نمطها، وهذا هو موقف الكندي وأتباعه.

أشهر الفلاسفة العرب والمسلمين

• الكندي.. الملقب بفيلسوف العرب

يعتبره الكثيرون مؤسِّسَ الفلسفة العربية الإسلامية، ترك لنا مؤلَّفات تقدّر بحوالي المائتين في مختَلَفِ العلوم، كان من أهمها في الفلسفة كتابه "الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد"، وكانَ عالماً في مجال الفلك، والرياضيات، وبرعَ بعلم النفس والمنطق الذي كان يُعرف باسم "علم الكلام"، وقد ترجم الأعمال الفلسفية الموجودة في بيت الحكمة، إلى جانب الأعمال العلمية اليونانية أيضاً، وقد برعَ في كتابة أطروحات في الميتافيزيقيا أو علم ما وراء الطبيعة، والصيدلة، والأخلاقيات، والرياضيات، ووضع اللبنة الأولى في توضيح مشكلة حرية الإرادة توضيحاً فلسفياً، فلاحظ إن لإرادة الإنسان قوَّة نفسية تُحَرِّكها الخواطر والسوانح. وُلِدَ الكندي سنة 185هجرياً، وتوفي سنة 256 هجرياً في بغداد.

• ابن النفيس.. الطبيب العربي

هو أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم، المعروف بابن النفيس، ويعرف أحياناً باسم القرْشي نسبة إلى قَرْش، ولد في دمشق عام 607 للهجرة، وتوفي في مصر عام 687 هـ، هو طبيبٌ وفيلسوفٌ، ومن كبار علماء اللغة والفلسفة والفقه والحديث في عصره، إضافة إلى كونه عالماً موسوعياً وطبيباً عربياً مسلماً، له إسهامات كثيرة في الطب، ويعد مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وأحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن.

• أبو العلاء المعرّي... رهين المحبسين

وهو أحمد بن عبدالله بن سليمان، وشهرته أبو العلاء المعرّي، كان شاعراً وفيلسوفاً وأديباً بارزاً، ولد في معرة النعمان، في شمال بلاد الشام، وعاش طيلة عمره فيها. لقّب بـ"رهين المحبسين"، فقد كان ضريراً وحبيساً في بيته طوعاً، وكان المعرّي من المتأثرين بشعر المتنبي ورواته، وكتب عدداً من الدواوين الشعرية التي وصلنا منها لقرابة خمسة عشر ديواناً ورسالة.

• ابن الهيثم

وهو عالم وفيلسوف عربي مسلم، وُلِدَ في البصرة عام 965 م، وتوفي 1040م، وله الكثير من الإنجازات في مجال البصريات والفلسفة والرياضيات والفيزياء وطب العيون والهندسة أيضاً، هو عالم وله الكثير من التجارب التي أجراها باستخدام المنهج العلمي، ومن أبرز مؤلفاته في الفلسفة: "فلسفة الظواهر، فلسفة المكان"، وله الكثير من المؤلفات؛ كرسالة في الضوء، رسالة في المكان، ميزان الحكمة، شكوك بخصوص بطليموس، تكوين العالم، كتاب المناظر.

• الفارابي

هو محمد بن محمد بن طرخان، كنيته أبو نصر، وكان يلقب بالمعلم الثاني، حيث إن المعلم الأول في عالم الفلسفة هو الفيلسوف أرسطو، سمي بالفارابي نسبة إلى مسقط رأسه بمدينة فاراب في إقليم تركستان، ويعد الفارابي شبه معاصر للفيلسوف الكِندي، واستفاد الكثير من كتاباته. انشغل الفارابي بدراسة مجالات عدة؛ كالرياضيات والفلسفة والآداب واللغات والطب والمنطق والموسيقى، وكان يخصص وقته للتعليم والتأليف. توفي الفارابي بدمشق، ولم يصلنا من مؤلفاته إلا القليل بالرغم من كثرتها.

• ابن رشد

وهو من أشهر الفلاسفة الأندلسيين في العصور الوسطى، بالإضافة إلى ذلك هو فيزيائي وطبيب وعالم فلك أيضاً، وقاضٍ. برعَ ابن رشد في تقديم الكثير من الإسهامات ضمن مجالات مختلفة من علم النفس والفيزياء والميكانيكا، وأسسَ المدرسة الفلسفية، وكانَ يعتبر أن الدين والفلسفة عبارة عن أدوات تمكّن الإنسان من معرفة السبيل للخلاص البشري، ويؤمن ابن رشد بسرمدية الكون، وقد تأثر بنظرية الأخلاق لأفلاطون، والتي تقول إن الفضائل الأساسية هي الحكمة والشجاعة والعدالة والعفة. وُلِدَ ابن رشد عام 1126 م وتوفي 1198م.

• ابن باجة

ابن باجة واحد من أبرز الفلاسفة المسلمين، كانَ مهتماً بالرياضيات والطب والأدب والموسيقى والفلك إلى جانب اهتمامه بالفلسفة، وكانَ من أكثر الفلاسفة شهرةً في الغرب والشرق؛ وذلكَ بسبب إبداعه في الكتابات الفلسفية والإلهيات والأخلاق التي تمت ترجمتها إلى اللغة اللاتينية، وكانت فلسفته يُعتمد عليها هي وكتاباته حتى القرن السابع عشر، وُلِدَ ابن باجة سنة 487 هجرياً، وتوفي سنة 533 هجرياً، ويعد من أكثر الفلاسفة المتأثرين بفلسفة ابن رشد.

• ابن سينا

ابن سينا معروف جداً عند العرب، فهو الطبيب الفيلسوف الذي يعرفه الجميع ويتحدث عنه حتى هذه اللحظة، وهو من أشهر المسلمين الفلاسفة الذين أبدعوا في مجال الطب والفلسفة في آنٍ معاً، وله الكثير من الإنجازات المختلفة في مجال الطب؛ كأول طبيب يميز بين الشلل النصفي وبين أسبابه الداخلية والخارجية، وأول من وضّحَ السكتة الدماغية، وله الكثير من الإنجازات الفلسفية؛ حيث إنه قام بكتابة أكثر من 400 عمل، ومن أهم كتبه المعروفة: "كتاب الميتافيزيقيا، كتاب الملاحظات والعتابات، ملخص الإقليدس، ملخص الماجيست، كتاب الفلك، أطروحة في الفضاء، أطروحته التي تُبطل حكم النجوم، ورقة عن التشريح، ورقة عن الطعام والأدوية". وُلِدَ عام 980م، وتوفي عام 1037م.

• ابن طفيل

وهو عالم وفيلسوف وطبيب مسلم، ويعد من أشهر المسلمين العرب، علاوة على ذلك كانَ ابن طفيل رجل دولة، ويعد من أبرز المفكرين الذين كانوا موجودين في عصره، له الكثير من الإنجازات وخاصةً في مجال الطب والفلسفة، فهو كتبَ العديد من الأبحاث والمراجعات في رسم الدواء، وله الكثير من الإسهامات في مجال الفلك ونظريات مبتكرة عن الأجرام السماوية وحركاتها، ومن مؤلفاته في الفلسفة: رسالة في النفس. وُلِدَ ابن طفيل عام 1105م، وتوفي عام 1185م.

• ابن الهيثم

وهو عالم وفيلسوف، وُلِدَ في البصرة عام 965 م، وتوفي 1040م، وهو عالم عربي مسلم له الكثير من الإنجازات في مجال البصريات والفلسفة والرياضيات والفيزياء وطب العيون والهندسة أيضاً، هو عالم وله الكثير من التجارب التي أجراها باستخدام المنهج العلمي، ومن أبرز مؤلفاته في الفلسفة: "فلسفة الظواهر، فلسفة المكان"، وله الكثير من المؤلفات والأعمال المهمة الأخرى؛ مثل: "رسالة في الضوء، رسالة في المكان، ميزان الحكمة، شكوك بخصوص بطليموس، تكوين العالم، كتاب المناظر".

• أبو حامد الغزالي

وهو من أبرز وأشهر العلماء المسلمين والفلاسفة، وله الكثير من المؤلفات التي صُنفت في العلوم الشرعية وفي الفقه وأصوله والتصوف والفلسفة والعقيدة الإسلامية، ومنها: إلجام العوام عن علم الكلام، بغية المزيد في مسائل التوحيد، ميزان العمل، إحياء علوم الدين، بداية الهداية، أيها الولد، منهاج العابدين، لُباب النظر، المستصفى في علم أصول الفقه، كيمياء السعادة، والكثير منها أيضاً. وُلِدَ أبو حامد الغزالي في عام 1058 م، وتوفي في 1111م.