في الماضي كان تلقي اللقاحات للأطفال أمراً ضرورياً، ولا جدال في أهميتها بين الناس، لكن بعد ظهور الدراسات الكثيرة، التي تضع عيوباً كثيرة في اللقاحات، كثرت التأويلات والتساؤلات بين الناس عن أهميتها وضرورتها، وقد استندوا على خرافات انتشرت بين الناس، يكشفها لك الأطباء والمتخصصون، ويظهرون لك مدى مبالغتها، كما ورد في publichealth.
الخرافة الأولى: لا دليل على فعالية اللقاحات!
الحقيقة
إنّ فعالية اللقاحات مثبتةٌ علمياً في عددٍ هائلٍ من الدراسات، وبحسب بعض الخبراء يكتسب ما نسبته 95-100% من الأطفال الملقحين ضد مرضٍ ما مناعةً ضدّه، مثل فعالية لقاح مرض الجدري Smallpox الذي فتك بمئات الملايين من الناس، وبقي اسمه سبباً للرعب طوال 3000 عام. لكن لم يبق له وجود إلا ما ندر، ويمكن معالجته.
تعرّفي إلى المزيد: خرافات شائعة عن لقاحات الأطفال الرضع
الخرافة الثانية: التحسن في ظروف النظافة والصرف الصحيّ هو المسؤول عن انخفاض حالات الإنتانات، وليس اللقاح
الحقيقة
إن تحسن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، ووسائل التغذية وظهور المضادات الحيوية لعب دوراً كبيراً في تقليل انتشار الأمراض وزيادة فرص النجاة منها، لكنّ تأثير اللقاح واضحٌ جليّ، ولا يمكن إهماله بحالٍ من الأحوال، والدليل هو انخفاض نسبَ إصابة الأطفال بالمستدمية النزفية، في وقت لم تتحسن فيه الظروف المعيشية في جميع البدان حول العالم، في العام 1990
الخرافة الثالثة: قد تسببُ اللقاحات الإصابة بالأمراض التي تحاول الوقاية منها
الحقيقة
قد تسبب اللقاحات أعراضاً خفيفةً تشبه أعراض الأمراض التي تحاول الوقاية لكنها حالات نادرةٍ (أقل من واحد في المليون)، وهي في الحقيقة عبارة عن المناعية الجسدية ضد اللقاح، وليست أعراض المرض بحدّ ذاته، وقد سُجِّلت حادثةٌ واحدةٌ فقط تَسَبَّب فيها اللقاح بالإصابة بالمرض، كان ذلك بسبب لقاح شلل الأطفال الفموي، وقد أُلغيَ منذ ذلك الوقت..
الخرافةالرابعة: تحتوي اللقاحات على السموم
الحقيقة
من المعروف أن اللقاحات تحتوي على مقدارٍ ضئيلٍ من الزئبق والألمنيوم والفورم ألدهيد، لكنها بكمياتٍ غايةٍ في الضآلة ولا دليل أبداً على سميتها للإنسان، على عكس جرعاتها الكبيرة والمؤذية. بل وتبعاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء، ينتج جسم الإنسان بحدّ ذاته كمياتٍ أكبر من ذلك من الفورم ألدهيد عبر الاستقلاب!
الخرافة الخامسة: اللقاحات المعطاة للرضع كثيرةٌ جداً، وبعضها مدمجةُ معاً، ولا يمكن لأجسامهم تحمل كل ذلك!
الحقيقة
يتعرض الأطفال للكثير من الأجسام ومولّدات الضد الغريبة كل يومٍ، إذ تدخل البكتيريا إلى أجسامهم مع الطعام الذي يتناولونه، ويعيش العديد منها في أنوفهم وأفواههم. يعرّض الإنتان التنفسي العُلويّ الطفل إلى 4-10 من مولدات الضد، ويعرّضهم التهاب البلعوم بالعقديات إلى 25-50 مولد ضد، وبالمقارنة مع هذه الأحداث الاعتيادية التي يمكن أن تصيب أي طفلٍ، لا يبدو أن مولدات الضد المفردة الموجودة في اللقاحات ستشكل أي عبءٍ إضافيٍ حقيقيٍ على الجهاز المناعي لدى الأطفال إذ من الممكن كبحه. وقد وجدت الدراسات أنّ دمج اللقاحاتِ معاً يعطي نفس الفاعلية التي نحصل عليها عند إعطائها بشكلٍ منفردٍ، بالإضافة إلى كونه يوفرُ على الوالدين عدد زيارات الطبيب والمستوصف، وبالتالي يوفر عليهم الوقت والمال.
الخرافة السادسة: الآثار الجانبية للقاحات خطيرةٌ!
الحقيقة
اللقاحات آمنةٌ جداً، وتكون أغلب ما تسببه من آثار طفيفةً ومؤقتةً، كألمٍ في الذراع أو حرارةٍ متوسطة، ويمكن تدبير كلٍ منهما بتناول المسكن، وتُقدّر نسبة حدوث الآثار الجانبية الأكثر جديةً من واحدٍ بالآلاف إلى واحدٍ بالملايين، وبعضها من الندرة بمكان حتى أنه يكاد لا يمكن حساب نسبتها إحصائياً، فعلى سبيل المثال، لم تُبلَّغ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلا عن حالة وفاةٍ واحدةٍ ناجمةٍ عن اللقاحات.
الخرافة السادسة: المناعة المكتسبة طبيعياً أفضل من المناعة المكتسبة باللقاح
الحقيقة
من الصحيح أن المناعة "المكتسبة طبيعياً" التي تحدث بعد الإصابة بالمرض قد تكون أقوى من المناعة المكتسبة باللقاح، ولكن مخاطرها تفوق فوائدها. فلو أردت إكساب طفلك المناعة ضد الحصبة عن طريق الإصابة بها فإنك ستواجهين خطر موته بنسبة 1 من كل 500 إصابةٍ، أما خطر الإصابة بردة فعلٍ تحسسية شديدةٍ من لقاح MMR (حصبة- نكاف- حصبة ألمانية) يكون أقل من واحد في المليون.
الخرافة السابعة: لا داعي لتلقيح طفلي فهذه الأمراض ليست منتشرةً في بلدي
الحقيقة
مصطلح مناعة القطيع يعني أن يكون أغلب الناس في المجتمع ممنعين ضد مرضٍ ما، ما يترك أمام المرض عدداً قليلًا من الأفراد الذين يمكن أن يصيبهم، وبالتالي لا يمكن له أن ينتشر. إذا ترك عددٌ كبيرٌ من الناس تلقيح أطفالهم لكن هذه المناعة لن تكون موجودةً، وفي حال جاء مسافرٌ من خارج البلاد يحمل مرضاً ما دون علمه، يمكن لهذا المرض أن ينتشر ضمن كامل بلدك ليصيب أغلب المجتمع، ويسبب وباءً.
الخرافة الثامنة: تسبب اللقاحات التوحد
الحقيقة
تعود نشأة هذه الخرافة إلى دراسةٍ نشرها جراحٌ بريطانيٌ في عام 1997 في مجلة اللانسيت الشهيرة، إذ اقترح مقاله أن لقاح MMR قد تسبّبَ في زيادة حالات التوحد) في بريطانيا. لكن وبعد معاينةٍ أدق للدراسة وُجِد أنه كان للكاتب دافعٌ ماليٌّ لنشرها لم يفصح عنه في قسم تضارب المصالح في الورقة العلمية، ويُعدّ هذا خرقاً هائلاً لمعايير البحث العلمي، إذ ضرب بالأمانة والمصداقية العلمية عرض الحائط، ما أدى إلى سحب الثقة من دراسته وإزالتها من المجلة، وخسارته لرخصة ممارسة المهنة الطبية، ورغم ذلك، لم يغضّ المجتمع العلمي بصره عن تلك الفرضية، بل أُجريت عدة دراساتٍ كبرى تضمّنت عدداً أكبر من الأطفال، ولم تجد أيٌ منها رابطاً بين أيٍ من اللقاحات واحتمال الإصابة باضطراب التوحد. بل ولإقناعك أكثر، رغم أنّ الأسباب الحقيقية للإصابة لا تزال غير معروفةٍ، تمكنت عدة دراساتٍ من ملاحظة أعراض التوحد لدى الأطفال في سنٍ سابقة بكثير لأخذهم لقاح، بل ورأت بعض الدراسات أن التوحد يتطور منذ وجود الجنين في الرحم قبل تلقيه لأيٍ من اللقاحات.
الخرافة التاسعة: إن عدم تلقيح طفلي أمرٌ يخصني وحدي، فهو لا يعرض الآخرين للخطر الحقيقة
الحقيقة
للأسف، هذا الاعتقاد خاطئٌ. يعيش بيننا عددٌ قليلٌ من الأفراد الذين لا يستطيعون أخذ اللقاحات لأسباب متنوعةً (كالحساسية الشديدة المهددة للحياة من مركبات اللقاح مثلًا)، وبعض الأفراد الذين لا يستجيبون للقاح كذلك. أولئك الأشخاص معرضون للإصابة بالأمراض، وأملهم الوحيد في الحماية هو أن يكون الناس من حولهم ملقحين منيعين حتى لا يصابوا بالمرض فينقلوه لهم، وبالتالي يتطلّب نجاح برنامج اللقاحات التعاونَ من الجميع.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.