خلد المجتمع الدولي شجرة الاركان يوم 10 مايو من كل عام للاحتفال باليوم الدولي لشجرة الأركان، والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفاء بهذه الشجرة المستوطنة في المغرب وتثمينها 2021 كتراث ثقافي لا مادي للبشرية، ومصدر عريق للتنمية المستدامة. ووفقاً لموقع (icesco.org) فقد أعلن الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، عن تنظيم مؤتمر دولي بمقر المنظمة في الرباط في 10 من مايو 2023، بمناسبة اليوم العالمي لشجرة الأركان يحضره نخبة من الباحثين والعلماء في هذا المجال، بهدف تطوير البحث العلمي وإصدار توصيات تساهم في تعزيز مكانة شجرة الأركان الاجتماعية والاقتصادية. وذلك خلال مشاركته في المنتدى الثقافي بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لشجرة الأركان.
ووفقاً لموقع (fao.org) كانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة قد احتفلت باليوم الدولي الأول للأمم المتحدة لشجرة الأركان؛ حيث أشارت نائب المدير العام للمنظمة: يمكن لشجرة الأركان أن تساعد على التصدي لتحديات التنمية المستدامة التي تلقي بظلالها اليوم عن طريق تعزيز قدرة المرأة الريفية على الصمود وتوفير مقومات التمكين لها بفضل إنتاج زيت الأركان والسياحة الزراعية كذلك. وأضافت أن قيمة شجرة الأركان تتجاوز مجرد استخراج الزيت، وأبرزت مساهمتها في "تحقيق الأمن الغذائي والتغذية وإدرار الدخل، وبشكل أعم، ضمان سبل كسب عيش المجتمعات الريفية - خاصة النساء".
منافع الأركان
وإن المنافع المحتملة التي تزخر بها النظم الإيكولوجية لشجرة الأركان تشمل العمل المناخي، ومكافحة التصحر، واستخدام التنوع البيولوجي على نحو مستدام، والنمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وصحة المجتمعات الريفية ورفاهها.
التراث الزراعي ذو الأهمية العالمية
حددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في عام 1988 منطقة إنتاج الأرگان بوصفها محمية. كما أُدرجت جميع الممارسات والدرايات الفنية المتعلقة بأشجار الأرگان القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2014 . وعلاوة على ذلك، اعترفت منظمة الأغذية والزراعة في كانون الأول/ديسمبر 2018 بالنظام الزراعي والرعوي المعتمد على أشجار الأرگان في المغرب بوصفه نظاماً تراثياً زراعياً ذا أهمية عالمية.
وأقرت المنظمة، في عام 2018، بالأهمية الثقافية والزراعية للنظم الإيكولوجية لزراعة شجرة الأركان في المغرب عن طريق تصنيف منطقة صواب- آيت منصور على أنها موقع من مواقع نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية. ولا يقرّ هذا التصنيف بما ينطوي عليه النظام الزراعي الحرجي الرعوي القائم على شجرة الأركان من دراية زراعية، وتنوع بيولوجي فريد من نوعه فحسب، وإنما أيضاً بالإدارة المستدامة للموارد الطبيعية والمناظر الطبيعية التي شكّلت معالمها مجتمعات الرعاة الزراعيين عبر الأجيال. وأخيراً في عام 2021، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أنها اعتمدت في وقت سابق من هذا العام قراراً يعلن يوم 10 مايو/أيار اليوم الدولي لشجرة الأركان، وذلك إقراراً منها بأهمية هذه الشجرة بالنسبة إلى هذه المجتمعات المحلية. وقد شارك في تقديم قرار الأمم المتحدة، الذي تقدم به المغرب وتم اعتماده بالإجماع، 113 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.