على الرغم من أنها مهنة المتاعب، كما يصفها جميع العاملين فيها، فإن الصحافة جذبت النساء إليها، خصوصاً الصحافيات الخليجيات، وأصبحن جزءاً لا يتجزأ من السلطة الرابعة في كافة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.
شخصياً، أفتخر كثيراً، ويغمرني شعور الفرح دوماً، كوني فرداً من نساء السلطة الرابعة في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، تلك النسوة اللواتي وضعن بصمتهن ورسالتهن النبيلة، بأسلوبهن المميز، ونظرتهن التي لا تخيب، وإبداعهن المستمر، ورغبتهن في التحدي دوماً.
ولا أكون متحيزة بتاتاً، حينما أقول إنّ النساء العاملات في المجال الصحفي، تميزن بشكل لافت في الصحافة الخليجية، سواء في السعودية أو البحرين أو غيرهما، وأرى العديد من النماذج الناجحة جداً، ولا أكاد أذكر صحافية واحدة، ليست متميزة، أو لها بصمتها وأسلوبها وطريقتها.
المميز أيضاً، أن إبداعهن ينبع من حبهن لأوطانهن، فهن الوطن، والوطن هُن، ويبنين الوطن من مكانهن بوصفهن صحفيات، وأمهات، وزوجات، وبنات بارات بالجميع.
تميزن، من دون أن يتخلين عن ثقافتهن، وعاداتهن، وتقاليدهن، بل حتى لباسهن وعباءاتهن و"شيلاتهن"، ولا حاجة لهن بذلك، فهن في وسط مجتمع متفهم متحضر، ينظر إلى المرأة على أنها نصف المجتمع، ومربية للنصف الآخر، لا سلعة تباع وتشترى.
وصلن إلى العالمية، وكن قدوات، وسفيرات لبلدانهن.. سفيرات للكلمة الصادقة، والخبر المميز، والتحقيقات الواقعية، والتقارير المهمة، والتغطية المتكاملة، والمقالات النارية، والنشرات الإخبارية الملتزمة، وغيرها الكثير من المجالات التي لا يمكنني حصرها.
كل واحدة منهن، لها طريقها الخاص، وطريقتها الخاصة بإيصال الرسالة بشكل واضح، رأيناهن في المحن، وفي أوقات الفرح، أوصلن رسالتهن بسلاسة، وكنُ في ميادين العمل مهما تطلب الأمر، ومهما كلف من تعب ومشقة.. كل واحدة من مكان عملها، تقدم كل ما يمكنها لتحقيق هدفها السامي.
أصبحن الصحافيات البحرينيات والسعوديات والخليجيات، محط أنظار العالم، وهي حقيقة لا مجاملة فيها، وتصدرن عناوين وصفحات المجلات العالمية، ولكل واحدة منهن ما يُحفظ في ذاكرة الوطن والصحافة، وما ترك أثراً متميزاً بها.
ولديهن درجة عالية من الوعي الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والتاريخي وغيره الكثير… كل ذلك لم يأت من فراغ، بل بمثابرة طويلة، وعزيمة ورغبة جادة وصادقة، نبعت من إيمانهن بما يقدمن.
الجيل الجديد من الصحافيات أتنبأ لهن مستقبلاً أكثر إشراقاً، فهن يحملن إرث الماضي ومن سبقهن في هذا المجال، وسيقدمن أيضاً ما لديهن، وسيكن أكثر عطاءً وشغفاً.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، تحية إجلال وإكبار وتقدير لكل صحافية، وإعلامية سعودية، وبحرين وخليجية، قدمت كل ما يمكنها لوطنها، وأبنائها، وأهلها، وثوابتها، وعاداتها، وتقاليدها.