في اليوم الدولي للضوء، الذي يحتفي به العالم في 16 مايو من كلّ عام، وفي إطار الدور المُعلّق على الضوء في زيادة الرفاهية ومستوى المعيشة، تغوص «سيدتي» في التطوّرات المتعلقة بالإضاءة المنزلية وتركيباتها التي تُجمّل المساحات الداخلية، وفي كيفية إعداد خطة الإضاءة في أي مشروع سكني، بصورة دقيقة، لتلافي أي آثار سلبية. الجدير بالذكر أن بحوثاً عدة تُظهر دور الإضاءة في تحسين حالة الناس المزاجية ومستويات طاقاتهم أو على النقيض من ذلك تتسبّب بالاكتئاب، كما مشكلات أخرى في الجسم، إذ تؤثر كمية الإضاءة ونوعها، بشكل مباشر على التركيز والشهية والمزاج والعديد من جوانب الحياة اليومية.
من المهم تنسيق تركيبات الإضاءة مع عناصر الديكور الأخرى حتى لا تبدو دخيلة على المكان
عديدة هي التطورات التي يعرفها عالم الإنارة راهناً؛ في هذا الإطار تتحدث مهندسة العمارة المصرية هدير رشوان، مؤسِّسة «استوديو هدير رشوان للتصميمات»، لـ«سيدتي»، فتقول إن «خطة إضاءة أي منزل أو فيلّا تستغرق وقتاً طويلاً في الإعداد، فالإضاءة عالم قائم بذاته يتطلب الدقة في توظيف التركيبات المتعلقة». وتلفت رشوان إلى دخول متغيّرات عدة على عالم الإضاءة، لا سيما الذكاء الاصطناعي.
تشتمل التطوّرات في عالم الإنارة المنزلية، حسب رشوان، على:
- تقنية الـ«ليد» LED: التي أصبحت الخيار الأساس لإضاءة المنازل، نتيجة خصائص عدة، مثل: توفير الكثير من الطاقة والدوام طويلاً، مُقارنة بأنواع المصابيح الأخرى. أضيفي إلى ذلك، تتكشّف تقنية الـ«ليد» عن مجموعة منوّعة من المصابيح ذات الأشكال والحجوم والألوان المختلفة، مما يوفر المزيد من الخيارات للمستخدمين، علماً أن الـ«ليد» لا يُختصر بالـ«سبوتات» بل هو يشتمل على الثريات وتركيبات الإضاءة المعلقة و«الأباجورات».
- تقنية الذكاء الاصطناعي AI: هي تُحسّن جودة الإضاءة، وكفاءتها. مثلاً: يُمكن للذكاء الاصطناعي المُدمج بنظام الإضاءة، التعرّف إلى مستويات الإضاءة في الغرفة وضبطها تلقائياً لتلبية احتياجات كلّ مستخدم، مهما كان عدد سكان المنزل.
- تقنية الاتصال اللاسلكي: تسمح تقنية الاتصال اللاسلكي في تكنولوجيا الإضاءة بالتحكم بهذه الأخيرة من المستخدم، بوساطة تطبيقات «الموبايل» أو الأجهزة الذكية الأخرى.
- التحكم في الإضاءة عن بعد: يُمكن لنظام الإضاءة الذكي في المنزل أن يتيح للمستخدمين التحكّم في الإضاءة عن بعد، من خلال أجهزة التحكم عن بعد. بالتالي، هو يُمكّن للمستخدمين من تشغيل وإيقاف الإضاءة وتعديل سطوعها ودرجة اللون.
قد يهمك الاطلاع على الاحتفال باليوم الدولي للضوء.. السبب والبدايات؟
درجة حرارة مصدر الضوء
من المهمّ للغاية اختيار اللون العائد للإضاءة أو درجة حرارة مصدر الضوء حسب طبيعة النشاط في المكان، سواء تعلّق الأمر بمسكن أو مقرّ إداري أو تجاري أو مصنع، حسب رشوان، التي تفيد أن «درجة لون الإضاءة تؤثر بصورة حاسمة على المظهر العام العائد للديكور، كما على إحساس مستخدم المكان».
يشير مصطلح ألوان الإضاءة إلى درجة حرارة لون مصدر الضوء، وهو يُقاس بوحدات الكيلفن (K)؛ تشتمل ألوان الإضاءة، على:
الضوء الأبيض الدافئ Warm white light : يتمتع بدرجة حرارة لونية تتراوح بين 2700 و3000 كيلفن، ويُستخدم في الأماكن السكنية غالباً، وذلك لأنه يخلق أجواءً مريحة.
الضوء الأبيض النهاري Daylight white light: يتمتّع بدرجة حرارة لونية تتراوح بين 5000 و6500 كيلفن، ويُستخدم في المشاريع التجارية أو المصانع والمساحات الكبيرة، وذلك لأنّ هذا الضوء الأزرق أو البارد يوفّر بيئة مشرقة ومنشّطة، بسبب قوة درجة اللون والحرارة.
الضوء الأبيض البارد Cool white light: يتمتّع بدرجة حرارة لونية تتراوح بين 3500 و4100 كيلفن، ويُستخدم في المكاتب أو مساحات العمل، وهو يبثّ ضوءاً ذا درجة لونية محايدة أو باردة بعض الشيء.
الإضاءة اللطيفة Soft White: تتمتّع بدرجة حرارة لونية تتراوح بين2200 و2700 كيلفن، وتُستخدم في التصميمات السكنية وحتى في المكاتب ذات المساحات المفتوحة على بعضها البعض، وذلك لدور الإضاءة المذكورة في خلق جوّ مساعد على الهدوء. وفي المكاتب تحديداً، تُشعر الإضاءة المذكورة الموظفين بجوّ المنزل، الأمر الذي يحثّ على العمل أكثر. تُطلق المهندسة على هذا النوع من الإضاءة وصف «الدافئة».
الإضاءة البيضاء الساطعة Bright White: تتمتّع الإضاءة المذكورة بدرجة حرارة لونية باردة بعض الشيء مع بث نور مائل إلى الأزرق الفاتح. تُستخدم عادة في الأماكن التجارية لأنها «نظيفة» وساطعة.
الإضاءة الطبيعية Natural Light: تتمتّع بدرجة حرارة لونية تتراوح بين 5000 و6500 كيلفن، وهي محايدة ومتوازنة وتحاكي إضاءة الشمس، وتُستخدم في الأماكن التي تكون فيها الإضاءة الطبيعية محدودة.
الإضاءة المتغيّرة ألوانها Color Changing باستخدام تقنية التحكم في الإضاءة عن بعد: هي تسمح للمستخدم بتغيير ألوان الإضاءة والتحكم في الألوان المختلفة حسب الأجواء العامة في المكان.
في اليوم الدولي للضوء اطلعي على هذا اللقاء مع فنانة نحت الضوء جريمانيسا أموروس Grimanesa Amorós: أؤمن بما أسميه «رومانسية المجهول»!
خطة الإضاءة من الألف إلى الياء
في عالم الديكور المتشابك، تشغل الإضاءة جزءاً لا يستهان به؛ تقول رشوان لـ«سيدتي»، في هذا الإطار، إنّها تستمتع في العمل على تفاصيل الإضاءة، من الناحيتين الوظيفية والجمالية، مع إيلاء عناية بالتركيبات الخاصة بالجدران والمناضد والأسقف. وتعدّد رشوان في الآتي نقاط هامة عند إعداد خطّة الإضاءة في المنزل:
- التفكير في الأنشطة الرئيسة التي تؤدّى في الغرفة وكيف يمكن للإضاءة تعزيز تلك الأنشطة.
- مراعاة حجم الغرفة ومقاس قطع الأثاث والأسلوب العام، مع تنسيق تركيبات الإضاءة، بانسجام معها، حتى لا تبدو دخيلة على المكان.
- مراعاة الضوء الطبيعي الذي يدخل الغرفة، مع تعظيم أثره (أو التحكم به) من خلال النوافذ والستائر و...
- مراعاة الميزانية المخصّصة للمشروع، واختيار تركيبات الإضاءة التي تتناسب مع ذلك.
- إنشاء خطة الإضاءة، التي تتضمّن أنواع المصابيح اللازمة للمنطقة، مثل: المصابيح السقفية والمصابيح الخاصّة بالطاولات وتلك الأرضية والشمعدانات الجدارية. في هذا الإطار، تُحدّد وظيفة مصدر الضوء في الغرفة (فقد يحتاج المستخدم إلى إضاءة تؤدّي مهام محدّدة أو أخرى لتسليط الضوء على الأعمال الفنّية أو مميّزات الديكور المعمارية)، والموقع الذي سيحلّ المصباح فيه ودرجة حرارة اللون، إذ يمكن للضوء الأبيض الدافئ أن يجعل الجو مريحاً ودافئاً، في حين يطبع الضوء الأبيض البارد الجو بالحيوية...
- دمج مفاتيح التعتيم (ديمر) بتركيبات الإضاءة، وذلك للتحكم في جوّ الغرفة حسب الاستخدام.
- الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة المتعلقة بوحدات الإضاءة، مثل: الحجم والنمط، بالانسجام مع الديكور العام للغرفة.
من جهة ثانية،قد يهمّك أيضًا، الاطلاع على وحدات الإنارة الزخرفية.. «منحوتات» لتجميل المنزل