يعتبر الإحسان أحد القيم الجوهرية التي تحقق الرفاه والتوازن في المجتمع. وتعزيز ثقافة الإحسان والتفاني في خدمة الآخرين يؤدي إلى تحقيق التقدم والسلام والسعادة في العالم.وتعتبر القيمة الأخلاقية للإحسان انه مفتاح للتعايش السلمي في المجتمعات وبناء علاقات صحية وإيجابية مع الآخرين. إذ يساهم الإحسان في تخفيف الصراعات وتعزيز الاحترام المتبادل وتعزيز الوحدة والتعاون.ويتجلى الإحسان في أشكال مختلفة، مثل تقديم المساعدة للمحتاجين والعمل الخيري والتعاطف مع الآخرين والمشاركة في أعمال تطوعية. كما يمكن أن يظهر الإحسان في التعامل اللطيف والعادل مع الناس والقدرة على فهم مشاعرهم واحترامها.
فضل الإحسان
يقول المهندس محمد مجدي: تحظى الأفعال الحسنة والإحسان بفضل عظيم في العديد من الثقافات والأديان. فالإسلام، على سبيل المثال، يشجع بشدة على ممارسة الإحسان ويعتبرها من أعلى درجات الفضيلة. يُعتبر الإحسان في الإسلام من أهم الأعمال الصالحة التي يجب على المسلمين السعي لتحقيقها في حياتهم اليومية.
يشمل فضل الإحسان عدة جوانب، بما في ذلك السعي لمساعدة الآخرين، وإظهار اللطف والرحمة، وتعزيز التعاون والعدل في المجتمع، وممارسة الصدق والإخلاص في الأعمال. يؤثر الإحسان أيضاً بشكل إيجابي على الفرد نفسه، حيث يعمل على تعزيز السعادة والرضا الداخلي وتحسين العلاقات الاجتماعية.
بصفة عامة، يُعتبر الإحسان فضيلة تتطلب التوازن والتواضع والاستعداد لتقديم المساعدة والعطاء بلا انتظار للمقابل. قد يكون للإحسان تأثير كبير في تحسين الحياة الشخصية والمجتمعية، وقد يؤدي إلى تعزيز العدل والمحبة والتفاهم بين الناس.
-جوانب الاحسان
ويضيف المحاسب نادر سيد : الإحسان هو مفهوم يشير إلى العمل الصالح والعطاء الكريم والتصرف بلطف ورحمة تجاه الآخرين. يشمل الإحسان العديد من الجوانب الأخلاقية والاجتماعية التي تعزز الرحمة والإيثار والتعاطف في التعامل مع الآخرين. ويوجد بعض جوانب الإحسان: -المساعدة والعطاء: يشمل الإحسان مساعدة الآخرين وتقديم الدعم والعون لمن هم في حاجة إليه. يمكن أن تكون المساعدة مادية أو معنوية، وتشمل العمل التطوعي والتبرع بالمال أو الوقت للأعمال الخيرية.
-الرحمة والتعاطف: يتضمن الإحسان الرحمة والتعاطف مع الآخرين وفهم معاناتهم ومشاعرهم. يعني ذلك أن تكون حساساً تجاه الآخرين وتبذل جهوداً لمساعدتهم في تخفيف ألمهم وتحقيق سعادتهم.
-الصدق والأمانة: يعتبر الصدق والأمانة جوانب مهمة في الإحسان. يتعين علينا أن نكون صادقين في تعاملنا مع الآخرين وأن نلتزم بالوفاء بالعهود والتزاماتنا. الصدق والأمانة يبنيان الثقة والاحترام بين الناس.
-العدل والمساواة: يتطلب الإحسان المعاملة العادلة والمساواة بين الناس، دون تمييز أو تفضيل لأحد. يجب أن نعامل الآخرين بالعدل ونحترم حقوقهم وكرامتهم، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو العرقية أو الدينية.
-اللطف والحسن الخلق: يشمل الإحسان أيضاً أن نكون لطفاء ومهذبين في تعاملنا مع الاخرين بالمفهوم الاعم والاشمل .
-مميزات المحسن
وعن مميزات الشخص المحسن يقول المحاسب شريف أنور : الشخص المحسن هو الشخص الذي يتمتع بعدة مميزات وصفات تساعده على التفوق والتطور في حياته الشخصية والمهنية.
-التعلم المستمر: يتميز الشخص المحسن برغبته في التعلم المستمر واكتساب المعرفة الجديدة. يسعى لتحسين مهاراته ومعرفته في مجالات مختلفة ويكافح لمواكبة التطورات الحديثة في مجاله.
-الابتكار والإبداع: يكون الشخص المحسن مبدعاً وقادراً على إيجاد حلول جديدة وفعالة للمشكلات التي يواجهها. يفكر خارج الصندوق ويبتكر طرقاً جديدة للقيام بالأعمال وتحقيق النجاح.
-الالتزام والتحمل: يتميز الشخص المحسن بقدرته على الالتزام بأهدافه والعمل الجاد لتحقيقها. يواجه التحديات بروح إيجابية ولا يستسلم أمام الصعاب. يتحمل المسؤولية ويتصرف بنزاهة ومصداقية.
-التواصل الجيد: يتمتع الشخص المحسن بمهارات اجتماعية قوية وقدرة على التواصل الفعال مع الآخرين. يستطيع التعامل مع الناس بلباقة واحترام ويعرف كيف يعبر عن أفكاره وآرائه بوضوح وتوضيح.
-القدرة على التخطيط والتنظيم: يحظى الشخص المحسن بقدرة قوية على التخطيط وتنظيم وقته وموارده بشكل فعال. يعرف كيفية تحديد الأولويات وإدارة المهام المتعددة بكفاءة لتحقيق النتائج المرجوة.
-الثقة بالنفس: يثق الشخص المحسن في قدراته الشخصية والمهنية ويتقي الله فيمن حوله.
مقام الاحسان
يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر: إن مقام الإحسان أعلى مراتب الإيمان، وقد ذُكر تعريف الإحسان في الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سألوه عن الإحسان؛ فقال: (الإحْسَانُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ؛ فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاك)، وإن وصل الإنسان في إيمانه وتصديقه إلى هذه الدرجة من الإحسان؛ فقد ارتقى إلى منزلة رفيعة وعالية.. ولا يَصل الإنسان للإحسان إلّا بأن يكون مُسلماً حقاً، وأن يُؤمن بالله إيماناً خالصاً، ويَطمئنّ قلبهُ بالإيمان؛ فمن الإحسان استشعار مُراقبة الله؛ فإذا أراد أن يُصلي يشعر برقابة الله؛ فيُصلي بحضورٍ تامٍ وخشوع.. حيث أمر به الله، عز وجل، في مثل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} (النحل:90).. ويقوم الإسلام على ثلاثة أمور: الإسلام والإيمان والإحسان.. فالإحسان: جزء من عقيدة المسلم، كما دل عليه حديث جبريل، وهو متفَق عليه؛ فقد سأل جبريل عليه السلام عن هذه الثلاثة، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في نهاية الحديث: هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم”.. فسمّى الثلاثة ديناً، وفي الإجابة عن الإحسان، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك” رواه البخاري.
وأوضحت السُنة النبوية، أن الإحسان كالروح، يجب أن يسري في كل أمور المسلم؛ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء..” رواه مسلم.. فتقوم حياة المسلم كلها على الإحسان في كافة أمور حياته، في سلوكياته وعبادته وأموره المختلفة.
إن التحلي بالإحسان له الكثير من الفضائل والآثار التي تعود على المجتمع، وعلى الفرد بالخير والمنفعة، ومنها ما يأتي: الإحسان وسيلة لتقوية بنيان المجتمع وتماسكه وانضباطه؛ فبه تقوى المجتمعات وتتماسك وتظهر بقوة واحدة. الإحسان يزيد العبد قرباً من ربه، عز وجل.
- تقوية العلاقات واستمرارها بين الناس.
سبيل لنيل محبة ورضا الله-تعالى.
ترفع درجة المؤمن يوم القيامة.
البركة في العمر والأهل والمال.
نيل الأجر العظيم عند الله- تعالى- يوم القيامة.