من أهم المبادئ، التي يقوم على أساسها مجتمع قوي وبنَّاء، هو مبدأ التكافل ومساعدة الغير، والذي يرتبط ارتباطاً جذرياً بخصال طيبة والرحمة والإيثار مساعدة، وهي خصال يحث عليها ديننا الحنيف، لذا وجب علينا تعليم أولادنا مساعدة الفقراء والمساكين والرفق بهم.
يهمنا معك المساعدة بإنشاء جيل يتحلى بصفات التراحم والإخاء، لذلك أخذنا بعض النصائح من معلمة التربية الإسلامية إيمان الغامدي، التي تشرح لجميع الأمهات الطريقة المثلى لتعليم الطفل كيفية التعامل مع الفقراء من القرآن والسنة النبوية؛ حيث أعطت النصائح الآتية:
1 - علمي أطفالك أن التصدق والزكاة والتصرف برحمة والعطف على الفقير حق كفله الله له في عدة مواضع في القرآن الكريم؛ حيث قال تعالى: "وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُوم" سورة المعارج.
2 – اشرحي لهم أن التصدق على الفقراء ليس بتفضل منا أو أنه شيء إضافي، إنما هو شيء أمرنا الله به، ومن هذا المنطلق، سيشعر الطفل بأن التصدق على الفقير والزكاة واجبات حتمية عليه.
3 – أوضحي لهم قول الله تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ" تأكيد على ذلك المعنى، حيث خص المساكين والفقراء في ذلك الجزء من الآية الكريمة بصيغة التقرير، مما يؤكد وجوب التصدق المادي على كل محتاج.
4 - أفهميهم أن التصدق لا ينقص من احتياجاتهم شيئاً، بل بالعكس، فهو يحفظ أنفسنا ويزيد أموالنا، وخير دليل على ذلك قول الرسول الكريم: "مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ"، وفي ذلك إشارة لما يجلبه العطف على الفقير والتصدق من بركه وسعة في الرزق.
5 – أطلعيهم على قصص تروي رحمة الرسول الكبيرة بكل محتاج فقير، وأنه كان يغدق على الفقراء كثيراً؛ حيث كانت داخله رحمة وإحساس بالواجب كرده على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حين قالت عندما ذبح الرسول شاةً، ووزع أغلبها على الناس: "مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا"، فرد الرسول الكريم: "بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا"، في إشارة منه إلى أن ما ذهب ابتغاء رضا الله ورحمة بالفقير، وهو أهم وأكثر نفعاً.
6 – علميه أن ديننا لم ينظر أبداً للفقير نظرة دونية، بل بالعكس، حيث قال الرسول الكريم: "اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ"، كما حثنا الله تعالى على معاملة الفقير برفق ولين، وعدم التكبر عليه، أو الإحساس بالذات تجاهه، حيث قال في سورة الضحى: "وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ"، ومن هنا سيعلم طفلك وجوب المعاملة الحسنة للفقير، وأهمية مراعاة مشاعره.
7 – أوضحي له أن الإحسان النفسي للفقير قبل المادي هو أيضاً ضرورة وواجب أمرنا به الله ورسوله.