في أجواء مرحة، وحضور مختلف، لتوأمين إماراتيين لا يتجاوزان 15 عاماً، وفي بيتهما بالتحديد، قامت كاميرا «سيدتي» بتصوير أجمل الأطباق التي أعدّها لنا هذين الأخوين، عبد الرحمن وميثاء الهاشمي، الطالبان بمدرسة البحث العلمي، التي يدمجانها مع هواياتهما المتعددة، مثل تركيب الروبوتات، وركوب الخيل، والرسم، والبادل، «سيدتي» في منزل الشيفين التوأمين، تسجل حضور هذين الشابين في عالم المطبخ.
بدأ اهتمام عبد الرحمن وميثاء بأمور الطبخ منذ أن كانا في عمر 3 سنوات، بعد أن تركت ميثا لعبتها، ولم ينشغل عبد الرحمن بسيارته الصغيرة، بل راحا يراقبان جدتهما ووالدتهما، بكل فضول، وهما تعدان الطعام، والأطباق اللذيذة، في المطبخ؛ ما أثار خوف أمهما التي استغربت شغفهما وإصرارهما على دخول المطبخ، وممارسة هذه الهواية، لكن وجدت لديهما ميولاً كبيراً للطبخ، فقد صارا يتابعان كبار طهاة العالم ويقلدانهما، ومع مرور السنوات صارت لديهما بصماتهما الخاصة في تحضير الأطباق اللذيذة، وهما يعملان كفريق، ولهما حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، يتابع الشيفان الصغيران: «أكثر ما كان يبهرنا في ذلك الوقت، هو تحضير الفطور الإماراتي، فكنا نرتدي زي الشيف، الذي وفرته لنا أمنا، وندخل المطبخ لنساعدها ونقوم بتقطيع الخضروات، لكن المضحك في الأمر أننا كنّا نأكلها في الوقت نفسه».
الذوق الإماراتي
كان واضحاً، دعم الأم هند الكندي، مهندسة بترول، لطفليها، التي تحدثت عنهما بلهفة، وكشفت لنا كيف يبهران الأسرة والضيوف بتحضير أطباق متنوعة من المطبخ الهندي والفرنسي والإيطالي، تابعت قائلة: «من أطباقهما المفضلة الباستا، وهما لا يعتمدان على الخلطات الجاهزة، وإنما يفضلان طهو وصناعة كل شيء في المنزل، فيذهبان معاً للتسوق وشراء حاجاتهما الأساسية، وكل يوم يعدان طبقاً جديداً، ويطلعان على وصفات عالمية، ويطوران فيها حسب الذوق الإماراتي».
ميثاء وعبد الرحمن، أصغر توأمين شيفين إماراتيين حاصلين على شهادة دبلوم الطهي الاحترافي المعتمدة في عمر 13 سنة على مستوى الإمارات والشرق الأوسط، وهذه الشهادة، لا تمنح لأقل من عمر 17 سنة، وعادة لا يقبلون المشاركين، ويرضون تسجيلهم، في برنامج الدبلوم.
نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع الشيف إلياس دولايمس: النظام الغذائي للرياضيين من أهم إبداعاتنا اليونانية
الفضل لجدتي أولاً
أمام الكاميرا، قام عبد الرحمن بضم أمه، التي كان لها الفضل مع والده، بدخولهما هذا العالم، علّق عبد الرحمن: «الفضل أولاً يعود إلى جدتي حفظها الله، وخالي العزيز معاذ، وعمتي الغالية وئام».
أما هواية الطبخ فهي تجمعهما مرة ثانية بكثير من الانسجام، والخلافات في وضع المقادير، التي أضفت على أجواء التصوير في مطبخ العائلة، مرحاً مميزاً، تقول ميثاء: «نحب أن نجرب مطابخ مختلفة، ونحرص دائماً على دمج المطبخ الإماراتي مع المطابخ العالمية الأخرى».
قدم الشيفان العديد من الأطباق التي نالت إعجاب الكثير من المشاهير، بحسب قولهما، ومنها سلطة البوراتا بالتمر، وكرات اللحم بالتمر واللبنة، أما عن الطبق الذي لم يتوفقا في إعداده، فلا يعدانه فشلاً، يقول عنه عبد الرحمن: «سبق أن قدمنا أطباقاً لم تنل إعجاب الأهل، مثل حلو الترامسو الإيطالي، ولكن نستمر في إعادته مرات عديدة؛ حتى نصل إلى المستوى المطلوب. وفي ذلك دروس كثيرة نستفيد منها، ونحن سعيدان بكل متابعينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذين نتلقى منهم عبارات الدعم والتشجيع».
روبوت للجلي
يفكر الشيفان الصغيران في الاستعانة بروبوت يساعدهما على تحضير مواد الوصفة، ويعملان لتطبيقها لاحقاً، تستدرك ميثاء: «فكرنا في استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لصنع قوالب الحلوى بالشكل والحجم الذي نريده، ولكننا وجدنا صعوبة في إيجاد مادة الطباعة الصالحة لاستهلاك الطعام، والذكاء الاصطناعي ممكن أن يدخل في العديد من المجالات ليسهل على الشيف عمله، مثل: غسل الخضروات والفواكه وتقطيعها، وغسل الأطباق، وصنع القهوة».
مع أن الشيفين توأمان، لكن عبد الرحمن يجد من الطبيعي أن يختلفا في المطبخ، فلكل منهما ذوق مختلف عن الآخر، يستطرد قائلاً: «أطباقنا يكمل بعضها الآخر، وهذا ما يميزنا».
ينوي عبد الرحمن دراسة البرمجة والذكاء الاصطناعي بعد الثانوية العامة، أما ميثاء، فقد قررت دراسة الأدب والفنون اللذين تميل إليهما، لكن الشابين الإماراتيين، يفكران في استكمال دراستهما في علوم الغذاء، لتطوير نفسيهما في مجال الطهي.
تعود الشيفان الصغيران دعوة أصدقاء المدرسة على وليمة من إعدادهما، وهم غالباً ما يمتدحون الكوكيز والكيك وحلوى السينامون الذي يصنعانه، ويطلبون إحضار المزيد منه في حقيبة المدرسة، يتابع عبد الرحمن: «ننصح الشباب الذين يقبلون على هذا المجال ألا يستسلموا، حتى لو وجدوا صعوبة في البداية، فالمجال يتضمن الكثير من التخصصات، مثل صناعة القهوة، والحلويات، والاستدامة، والزراعة، وعلوم الغذاء والتغذية، وأكثر من ذلك، ولا بد أن يبرعوا في أحدها».
أحد أحلام ميثاء وعبد الرحمن، إطلاق سلسلة مطاعم حاصلة على ميشلين ستار، وتكون بنكهات إماراتية، فهدفهما إيصال المطبخ الإماراتي إلى العالمية، من خلال دمجه مع المطابخ الأخرى.
ومن عالم الطبخ أيضاً اخترنا لك الشيف بوركو كراكنيل: الطعام البسيط هو أفضل غذاء
أورزو الطيبين
المقادير:
- 1/2 كوب من الكراث
- 1/2 ملعقة صغيرة من الثوم
- حبتا طماطم طازجتان ومفرومتان
- 1/4 كوب بروكلي مقطع
- 4 ملاعق من زيت الزيتون
- 2/3 كوب أورزو باستا
- 3 ملاعق من صلصة الطماطم
- حبتا حبار مفرومتان
- 3 حبات روبيان مقطع
- 1/2 كيلوغرام جمبري كامل
- 1/4 كوب كالاماري
- كوبان من مرق المأكولات البحرية
- ملعقة من البزار الإماراتي
طريقة التحضير:
- قومي بقلي الكراث بالثوم، وقلّبي فوقها المأكولات البحرية بعد غسلها، ثم تبلي الخليط بالملح والفلفل الحار والبزار الإماراتي.
- أضيفي صلصة الطماطم، ثم أخرجي المأكولات البحرية من المقلاة فوراً، حتى لا تنضج من الحرارة.
- في مقلاة جانبية، ضعي الأورزو مع القليل من زيت الزيتون، وقلبيهما لمدة 2-3 دقائق، ثم أضيفي الصلصة ومرق المأكولات البحرية، وضعي بعض الحبار المفروم والروبيان المقطع، واطهي الخليط مدة 5-20 دقيقة.
- عندما يكاد ينضج أضيفي الطماطم والبقدونس، وقدمي الطبق بعد إضافة زيت الزيتون، وزينيه بما تبقّى من المأكولات البحرية، والقريدس الكامل، والبقدونس.
الكمية تكفي 4 أشخاص - مدة التحضير: 40 دقيقة
نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع «البلوغر» جاد مطر: الطبخ بالنسبة إليّ هواية ممتعة