ها نحن في يومنا الثالث.. ولا زالت قلوبنا عامرة باحتفالات عيد الأضحى؛ مستمرون على التزاور والتلاقي مع الأهل.. تغمرنا السعادة والفرحة بالعطف على الفقير وإرضاء المحتاج والمسكين، وبالنسبة لأطفالنا؛ فالعيد بطقوسه وقيمه وروحانياته باتت دروساً ستظل مشاهد عالقة بذهنهم لن تزول ولا تُمحى، وعلى كل أم أن تتفهم وتقر بهذا؛ فتحسن تفسير ما يشاهدون، وتصيغها بمفردات واضحة تتناسب وأعمارهم وهي تحكيها لهم، وتعمل على تطويرها والسير على نهجها بقية أيام السنة؛ فهناك قصة الأضحية والامتثال لأمر الله، قصة الالتزام بمناسك الحج رغم المشقة.. وقيمة أخرى.. وهي العطف على الفقراء والمحتاجين.. ثم الترحيب بالتجمعات، والسؤال على الأجداد والتواصل معهم وإلقاء السلام.. كلها قيم وسلوكيات ودور الأم غرسها وتأصيلها لتصبح أسلوب حياة للطفل والأسرة بعد العيد.
اللقاء وموجهة التعليم العالي ومحاضرة التنمية البشرية الدكتورة منال عبدالعزيز للشرح والتفصيل.
عيد الأضحى فوائد ودروس
- على الآباء إدراك أن عيد الأضحى.. ومن قبله عيد الفطر.. بعد صيام دام 30 يوماً.. يحملان الكثير من الفوائد والدروس لأطفالنا.
- فهناك بعض العادات والطقوس التي نقوم بها دون إدراك بشكل تلقائي، ولكن إذا اتبعناها فيما بعد قد تغير من مسار حياتنا وأطفالنا إلى الأفضل.
- وعن القيم التي يتعلمها الأبناء من قصة الأضحية وعيد الأضحى فهي كثيرة، أهمها الخضوع لما أمرنا الله به والرضا بقضائه وقدره.
- كما أن تكريم كبار السن والاهتمام بمن نحبهم؛ وطاعة الوالدين واحترام الكبير، من القصص المستفادة من قصة النبي إسماعيل.
- ومعها يكون الإيمان بقدرة الله على صنع كل شيء، وشكر الله عز وجل على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى.
طرق اختيار ملابس الأطفال في عيد الأضحى 2023
التواصل العائلي خيط يمتد أثره
- الزيارات العائلية والمعايدات من الممكن أن نستمد منها خيطاً يظل معنا حتى بعد أيام العيد، ولماذا لا نحدد ميعاداً من كل شهر على سبيل المثال للزيارة أو الاتصال بأقاربنا وأصدقائنا.. عادة يكتسبها الطفل.. وتفيده نفسياً.
- الاستيقاظ مبكراً أيضاً من أهم سمات العيد؛ فالأطفال على الرغم من السهر إلا أنهم يستيقظون مبكراً لاستكمال الاستمتاع بأيام العيد وما تحمل، وإذا اتخذنا هذه السلوكيات عادة لهم فيما بعد سينجزون الكثير.
- أجواء الفرح والأمل التي يصدرها العيد للآباء وللأطفال وللناس أجمعين.. دون سبب مباشر، علينا أن نحتفظ بها فيما بعد.
- في الأعياد سيدتي الأم نكون مهيئين نفسياً للفرح والسعادة، لذلك يجب أن ندرب حالنا وأطفالنا دائماً على هذا الإشراق والأمل ولا نستسلم لليأس والاكتئاب.
- يمكننا أن نستغل إجازة وراحة العيد في عمل ما يُسمى بإعادة تنشيط لطاقتنا مرة أخرى نحن وأطفالنا، واستغلالها في العمل الإنساني، ومن ثم النجاح في الدراسة.
عيد الأضحى.. وتفاصيله الإنسانية
- عيد الأضحى المبارك، من أعظم المناسبات الدينية للشعائر التي تمجد الله، وفرصة للفرح والتجمعات العائلية، ومن خلاله ننقل لأبنائنا الحب والعاطفة، ليفهموه فيشاركوننا تفاصيله الإنسانية العظيمة، لذلك وجب على الوالدين شرح معنى القيم والدروس المرجوة من هذا العيد.
- من الواجب إعادة غرس القيم النبيلة في نفوس الأطفال وتأصيلها بمناسبة عيد الأضحى، حيث إنها فرصة لتربية الأولاد على الأعمال الصالحة وضرورة التفكير في الآخرين وتعويدهم على المواظبة على تأكيد صلة الرحم وبر الوالدين.
ذكريات عيد الأضحى لا تزول
- ..ذكريات الأعياد الدينية مهمة جداً للأطفال؛ فيه يمارسون معنى وقيمة الإخلاص والوفاء والتضحية من أجل الآخرين، وكذلك العطاء ومبدأ التسامح، ويتعرفوا كذلك على معنى التفاؤل وقيمة التكافل الاجتماعي في الحياة.
- قيمة كبيرة يخزنونها في ذاكرتهم.. وهم يشاهدون الدور الكبير الذي يقوم به الوالدان؛ في الإحسان إلى المحتاجين وتوزيع لحوم الأضحية، وفي إيصال القيم والدروس وراء مفهوم وقصة الأضحية، حيث إن أي خطأ في إيصال المعلومة أو القصة سيكون له أثر نفسي سلبي على الأبناء.
- وعن محاولتك أيتها الأم لإيصال المعلومة لطفلك.. لا بد من تحري الطريقة الصحيحة، وبشكل تربوي؛ إذ يجب إلا نري الطفل مشهد تقديم الأضحية بطريقة مباشرة؛ لما قد يتركه ذلك من أثر نفسي عليه، خصوصاً للأطفال في المراحل العمرية الصغيرة.
تكريم كبار السن وحبهم قيمة كبيرة
- من الأفضل للأسرة قبل العيد أن تجتمع لترى أفلاماً تربوية هادفة، تمثل قصة النبي إبراهيم وابنه، كما يمكن سرد القصة والعبر المستفادة مسبقاً لتهيئة الطفل، كما يمكن تمثيل الأدوار أو استخدام الألعاب في إيصال الفكرة والقيم المرجوة من قصة الأضحية.
- وعن القيم التي يتعلمها الأبناء من قصة الأضحية وعيد الأضحى، يكفي قيمة الخضوع لما أمرنا الله به، والرضا بقضائه وقدره، ومعها قيمة تكريم كبار السن والاهتمام بمن نحبهم؛ فطاعة الوالدين واحترام الكبير، مستفادة من قصة النبي إسماعيل.
- بجانب الإيمان بقدرة الله على صنع كل شيء، وشكر الله عز وجل على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، بالإضافة لطقوس عيد الأضحى، ومنها توزيع اللحوم على المساكين والفقراء، وتذكير الأبناء بأن منهم لا يتذوقون اللحم إلا في أيام العيد، وعليه أن يشكر الله على نعمه، مع محاولة إشراكهم في هذه العملية.
- في النهاية وظيفتك أيتها الأم الحانية، وأيها الأب الواعي المدرك لقيمة الدروس المستفادة من كل موقف ديني.. توصيل قيمة.. أن العيد لا يعني الإسراف، ولكنه يعني التزاور والإحساس بالآخرين، ما يساهم في تشكيل شخصية صالحة ورائعة للطفل، تحمل بداخلها روح المسؤولية والعطاء.
اغتنمي العشر الأوائل من ذي الحجة و قومي بتوعية الأبناء بدينهم