السؤال حائر يتردد على لسان بعض الأمهات. والإجابة عنه مخيفة؛ إذ كثيراً ما تصاب الأم بعد الولادة بيومين أو أكثر قليلاً. بحالة ضيق وملل وخوف من القادم؛ حيث ينتابها شعور بالتعاسة؛ فلا تريد الاهتمامَ بطفلها الرضيع، وتكره نفسها وربما زوجها وأطفالها، إضافة إلى الشعور بتقلُّبات في المزاج يصاحبه قلق وصعوبة في النوم، ونوبات بكاء بلا سبب، وقد تستمر الحالة مدة أسبوعين. وللتعرف إلى أسباب ومخاطر اكتئاب ما بعد الولادة كان اللقاء مع أستاذة طب النفس الدكتورة فاطمة الشناوي للشرح والتفسير.
اكتئاب ما بعد الولادة
- أمر شائع لدى بعض السيدات، حيث تجد الأم نفسها تعيش دوامة من الاكتئاب، وتعاني من الإحساس بالحزن غير المبرر؛ والسبب هو التخوف من تبعات المشاكل الأسرية والخلافات الزوجية.
- وعلمياً ما تعانيه الأم من اكتئاب ما بعد الولادة ينتج عن تغير أو خلل بعض الهرمونات والإنزيمات في الجسم، ويمكن معالجته، وللزوج والأهل دور في تقديم الدعم للأم بعد الولادة.
- ويصيب كذلك من لديهن مشاكل زوجية داخل المنزل، نتيجة خلافات مستمرة مع الزوج، أو لحالة طلاق، أو حالة فقدان لطفل سابق (وفاة)، أو حدوث تشوُّه، أو أن تكون بعيدة عن الأهل، محرومة من الدعم الأسري.
- كما أن بعض الأمهات الجديدات قد يعانين من اكتئاب أكثر حدةً وأطول زمناً، ولكن بشكل نادر، ويسمى ذهان ما بعد الولادة. وهذا الاكتئاب لا يعد خللاً أو ضعفاً في الشخصية، فهو من مضاعفات الولادة.
تعرفي إلى فوائد تدليك بطن الحامل
الكآبة بعد الولادة نوعان
-
النوع الأول: الكآبة النفسية
وتستمر لأيام قليلة أو لأسبوع أو اثنين بعد الولادة، وتتضمن: التقلُّبات المزاجية؛ القلق، الحزن، التهيج، الشعور بالإرهاق، البكاء، انخفاض التركيز، مشاكل الشهية، وصعوبة في النوم.
-
النوع الثاني: الكآبة النفاسية
وهي أكثر كثافة وتدوم لفترة أطول، وتظهر أعراضها في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، ولكن اكتئاب ما بعد الولادة قد تبدأ في وقت مبكر؛ أي أثناء الحمل أو في وقت لاحق حتى سنة بعد الولادة.
علامات اكتئابِ ما بعد الولادة
- شدة التعلق بالطفل من علامات اكتئاب بعد الولادة.
- الشعور بالاكتئاب أو التقلُّبات المزاجية الحادة.
- الإفراط في البكاء صعوبة التعلق بطفلكِ.
- الابتعاد عن العائلة والأصدقاء.
- فقدان الشهية أو تناول الطعام بشكل يفوق المعتاد.
- عدم القدرة على النوم (الأرق) أو النوم لفترات طويلة.
- التعب البالغ أو فقدان الطاقة.
- قلة الاهتمام ونقص الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تبعث على المتعة.
- التهيُّج الشديد والغضب والخوف من ألا تكوني أمّاً جيدة.
- اليأس، أحاسيس انعدام القيمة، أو الخزي، أو الذنب أو العجز.
- انخفاض القدرة على التفكير بوضوح، أو التركيز، أو اتخاذ القرار.
- التملمُل، نوبات القلق أو الهلع الشديدة.
مصطلحات شائعة:
-
"ازدواجية الأمهات"
بعض الأمهات يشعرن بالخوف والقلق الشديدين بعد الولادة، وحالتهن مزيج من الكراهية والحب تجاه أطفالهن، خاصة بعد المعاناة من اكتئاب ما بعد الولادة. تكره الأم طفلها أحياناً ويتزايد الإحساس مع مطالب الطفل المتكررة، والكراهية عنصر طبيعي كامن في حب الأم غير المحدود لهذا الطفل، وعلى الأم التسامح مع كره طفلها دون التصرف بناءً عليه.
-
"فوبيا الأمومة"
رفض بعض الفتيات والنساء للأمومة والخوف منها ليس القاعدة، لكنه استثناء ناتج عن خبرات سيئة في الطفولة، كما أن وجود مشكلات بين الأم أو الأب يسبب خللاً نفسياً لديهن، وأحياناً تعيش بعض الفتيات تجارب مريرة بسبب تجربة صديقة أو وفاة أخرى خلال الحمل أو الولادة...97 بالمائة من الحالات تكون درجة الاكتئاب من ضعيف إلى أقل من المتوسط، وتعاني هذه النسبة بعد الولادة من الأعراض التقليدية للمرض؛ من قلق وخوف متزايد واضطرابات في الأكل، لكنها تنتهي بعد أيام أو أسبوعين... وهناك نسبة 2% تتراوح درجة المرض لديهن من الدرجة المتوسطة إلى درجة أعلى، ويشعرن بفقدان الشغف ونوبات بكاء، إضافة إلى قلة التركيز وإهمال للطفل، ويتحول الأمر لدى نسبة 1% إلى هياج نفسي، ويُصبن بهلاوس سمعية وبصرية ويشعرن بكراهية تجاه الطفل أو خوف منه، وكأنه وحش وقد يؤذي أطفالهن.
-
"خوف متزايد وليس كراهية"
علاج هذه الدرجة من اكتئاب ما بعد الولادة، يحتاج إلى طبيب، والنسبة الأكبر يُعالجن بتناول مضادات اكتئاب بسيطة، وفترة العلاج تتراوح من 6 إلى 9 أشهر. اكتئاب بعد الولادة لا يعني كراهية الأم لابنها أو ابنتها، بالعكس أحياناً يكون مرتبطاً بالخوف المتزايد على الطفل، أو بالخوف من تحمل المسؤولية... خصوصاً إذا كانت المرأة تعمل وتوقفت عن العمل بعد الإنجاب، وفي هذا الوقت تحتاج الأم من يسمعها ويدعمها، بدلاً من اتهامها بـالدلع أو التقصير.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.