رسالة الإنسانية

فاطمة معروفي
فاطمة معروفي
فاطمة معروفي

نور الحق ظهوره في البيان ونور العلم حضور الإنسانية في الإنسان. هنا يقع ستر المساوئ، وينتفض الظلم والطغيان من عهد جائر يقتات من أرواح لها أنفاس الماء والتراب، فالمدى حي يستغيث بغيث الرحمة.

فما ينفع الأفئدة من دون نور؟ وما ينفع العقل من دون نور؟ وما ينفع السمع من دون نور؟ وما ينفع البصر والبصيرة من دون نور؟ وما ينفع القول والفعل من دون نور؟ وما ينفع الطريق من دون نور؟ وما ينفع الحياة بأسرها من دون نور.

هو ذاك الامتداد بالواقع الذاتي، ورابطة التفكر والإيحاء في خلوة السلام الروحي، حقيقة أزلية والسر المكنون الأكبر، يحيط بالأنفاس النورانية يحرك كونية الكون..

"آنية الحرف والنورانية التواجد"، هي التواجد الحقيقي بين الملموس الحي الذي يشق المدارك للإدراك بعلوم المعارف، ونقاء السريرة رتاجها آنية الوجد والتواجد، بين عوالم الملموس وبين عوالم الإيحاء والتفكر، وذلك بالإبحار بسفينة خلوة الحلم واليقظة، فيأتي الانسياب كدعوة بإشارة، أو رسالة بوح في مملكة الاحتواء.. الحرف الحي يقود منابع السرد المحكي عبر معارج الحروف، من ندي الحكي، وجرض بريق حبر يدمع لصفاء الأنفس من خلال الكتابة، وتجسيدها في صيغ ومواضيع تجلب السمع والبصر والأفئدة.. هنا يقع الوقع في الوصل، التواصل، والبلوغ إلى ذروة العطاء والرضى الذاتي تحت لواء سلطة السلام لتحقيق المبتغى، والوصول إلى المنال.

أقطف حلماً فوق المحال..

أراقص أقداماً تائهة على صدر الأثير..

جدائل القوافي...

تسرد خفايا لها عجب المنال

أحرّض أنين المساء

أروّض النسيم أنثر أنغام الروح

لرجف الطبول

أنا يا صوت حشرجة قطع وترها

فقدت معابر البلابل

فلا فضاء ولا ظل

يسكن دروب الوصال

مطالب التمني عبرت أفق السبع الطباق

أناجي عروش ممالك النداء..

أغتسل بضوء البياض ليكشف الداء والدواء.