تُعد أشجار المانغروف أنظمة بيئية نادرة ومذهلة وغزيرة الإنتاج على الحدود بين اليابسة والبحر، وعلى الرغم من أهمية تلك الغابات إلا أننا منذ العام 1980 قد فقدنا أكثر من نصف غابات المانغروف بالعالم حتى أن بعض الدول فقدت أكثر من 80٪ من أشجار المانغروف بها، وفي ظل العمل على تركيز الضوء على أهمية وصون النظام الإيكولوجي لغابات المانغروف أقرت اليونسكو الاحتفال باليوم الدولي للحفاظ على النظام البيئي لأشجار المانغروف في 26 يوليو من كل عام.
• أهمية غابات المانغروف
بحسب الموقع الرسمي لليونسكو unesco.org فالغابات التي تقع على أطراف المناطق الساحلية وبالأخص المانجروف، أهم من التي تقع على الأرض، حيث تزيل الغابات الساحلية خمسة أضعاف ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي مقارنة بالغابات الأرضية، على أن لغابات المانغروف أهمية كبرى فهي:
- تساهم كأحد الأنظمة البيئية غير العادية في الرفاهية والأمن الغذائي
- تعمل على حماية المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم حيث تحمي سواحل البحار من الانهيار والانجراف.
- تدعم التنوع البيولوجي الغني
- توفر موطنًا قيمًا للحضانة للأسماك والقشريات، حيث تعمل الجذور المتشابكة لغابات المنغروف كمشتل للعديد من الكائنات الحية، وتحميها من الحيوانات المفترسة، والحرارة الشديدة.
- تعمل أشجار المانغروف كشكل من أشكال الدفاع الساحلي الطبيعي ضد هبوب العواصف وأمواج تسونامي وارتفاع منسوب مياه البحر والتعرية.
- تربتها عبارة عن أحواض كربونية عالية الفعالية، ومن ثمّ تحبس كميات هائلة من الكربون، بالتالي تقلل من الاحتباس الحراري.
• المدير العام لليونسكو :أشجار المانغروف في خطر
تختفي غابات أشجار المانغروف بمعدل أسرع بثلاث إلى خمس مرات من خسائر الغابات العالمية الإجمالية، مع ما يسببه ذلك من تأثيرات بيئية واجتماعية واقتصادية خطيرة، حيث تشير التقديرات الحالية إلى أن تغطية غابات المنغروف قد تم تقسيمها على اثنين في السنوات الأربعين الماضية.
تنمو أشجار المانغروف في المناطق الساحلية الاستوائية وشبه الاستوائية. ويمكنها تحمل الملوحة العالية والفيضانات والمد والجزر وانخفاض مستويات الأكسجين. هذا هو السبب في أنه تم تصنيف 110 نوعًا فقط على أنها غابات المانغروف التي يمكن أن تنمو في هذه المستنقعات المالحة.
يعد الحفاظ على النظام الإيكولوجي لأشجار المانغروف أمرًا مهمًا، فبحسب تصريح أودري أزولاي المدير العام لليونسكو عبر الموقع الرسمي لليونسكو "غابات المانغروف باتت معرّضة للخطر الذي يخيّم، وفقاً للتقديرات، على أكثر من ثلاثة أرباع غابات المانغروف في العالم ويُنذر باختلال توازن كل النظم التي تعتمد على تلك الغابات. لذا، لا تدخر اليونسكو جهداً لحماية غابات المانغروف، شأنها شأن سائر النُظم الإيكولوجية المهمة للكربون الأزرق، وذلك من خلال الحدائق الجيولوجية ومواقع التراث العالمي ومحميات المحيط الحيوي التابعة لليونسكو. "
• اليوم الدولي لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانغروف
تم اعتماد اليوم الدولي للحفاظ على النظام البيئي لأشجار المانغروف، الذي يتم الاحتفال به اليوم 26 يوليو، من قبل اليونسكو في المؤتمر العام لعام 2015 لزيادة الوعي بالنظام البيئي لأشجار المانغروف الحيوية. يهدف هذا اليوم إلى تعزيز الحفظ والنمو المستدام لغابات المانغروف.
• أخطار تهدد بقاء غابات المانغروف
بحسب موقع nationaltoday.com، فعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، تقلصت المساحة التي تغطيها غابات المنغروف، فمن عام 1918 إلى عام 1994، تضاءلت مساحة المنغروف من 500000 هكتار إلى 124000 هكتار. ساعدت العديد من عمليات الاستعادة في إحياء بعض المناطق. حاليا، تبلغ مساحة انتشار أشجار المانغروف 250 ألف هكتار، ويتمثل الخطر الرئيسي الذي تتعرض له غابات المنغروف في:
- استزراع الجمبري، حيث يتم اقتلاع جزء كبير من الغابة لإنشاء بركة مغلقة تستخدم لتربية الجمبري.
- الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية والمواد الكيميائية للوقاية من الأمراض وتحسين الغلة. في غضون سنوات، يتضرر التوازن البيئي للغابات بشكل لا يمكن إصلاحه.
- يمكن أن تستخدم الأشجار في إنتاج الفحم النباتي. هذا يؤدي إلى إزالة شديدة للغابات.
- قطع الغابات وتحويل الأنهار لإفساح المجال للطرق والمباني أو لتزويد الحقول الزراعية بالمياه.
- نظرًا لأن معظم غابات المنغروف تقع في مصبات الأنهار، فإن هذا أيضًا سبب رئيسي لاضطراب موائل المنغروف.